رفض الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان" التهديدات الأمريكية بشأن صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" بين أنقرة وموسكو، مشددا على أن بلاده "لن تتراجع أبدا" عن صفقة شراء هذه المنظومة من روسيا.

وجاء تصريح "أردوغان" ليكشف عزم أنقرة على المضي قدما في الصفقة رغم تهديد وزارة الخارجية الأمريكية تركيا بفرض عقوبات مختلفة عليها في حال إصرارها على شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية "إس-400".

وأضاف "أردوغان"، خلال مقابلة مع قنوات محلية تركية، مساء الأربعاء: "أنهينا موضوع إس-400، ولا يمكننا التراجع أبداً، اتفقنا مع الروس، وسنبدأ الإنتاج المشترك، ويمكن أن ندخل بموضوع منظومة إس-500 بعدها".

ويتوافق حديث "أردوغان" مع ما سبق أن شدد عليه وزير الخارجية التركي، "مولود جاويش أوغلو" من أن "تركيا دولة مستقلة تتخذ قراراتها بنفسها".

وتحاول واشنطن الضغط على تركيا للتراجع عن الصفقة مقابل الحصول على امتيازات أخرى فيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي ملفات إقليمية.

وتشير صفقة شراء تركيا للمنظومة إلى وجود خلاف أمريكي - تركي جديد؛ على خلفية تهديدات الخارجية الأمريكية التي شددت تركيا على أنها ترفضها بشدة.

وقال نائب الرئيس التركي، "فؤاد أوقطاي"، إن تركيا اتخذت قرار شراء منظومة إس-400 بناء على مصالحها، وإنها تفكر في تسلم المرحلة الأولى من المنظومة في شهر يوليو/تموز القادم.

لكن "أوقطاي" أشار إلى أن "شراء منظومة إس-400 لا يعني أننا لا نريد منظومة الباتريوت الأمريكية، نحن في حاجة إليها، وفي حال تلبية شروطنا فسنجلس على الطاولة ونتحدث".

بدوره، قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو": إننا "أردنا لسنوات الحصول على مثل تلك المنظومة (باتريوت) من حلفائنا، وطلبنا منهم ذلك بشكل رسمي، ولكنهم أحياناً يضعون العراقيل حتى أمام بيعنا أسلحة بسيطة، وبعد حصولنا على إس-400 بدؤوا في الانزعاج، لماذا تشعرون بالانزعاج؟".

وأضاف "جاويش أوغلو"، الأربعاء: "في حال كنا حلفاء في الناتو ومن اللازم تعزيز تعاوننا فعليكم أن تبيعوا السلاح لتركيا عندما تطلبه، وفي حال لم ترغبوا في ذلك وحصلت تركيا عليه من دولة أخرى خارج الناتو لا تتدخلوا".

ووقّعت تركيا نهاية عام 2017 اتفاقية مع روسيا في أنقرة لشراء منظومة الدفاع الصاروخي إس-400.

ويشير رفض واشنطن للصفقة التركية - الروسية إلى وجود تخوف أمريكي كبير من أن امتلاك تركيا لمنظومة الدفاع الروسية يمكن أن يكشف عن قدرات مقاتلات الجيل الخامس طراز "إف-35" متعددة المهام للجيش الروسي.

كما يعود رفض واشنطن للصفقة إلى التنافس الأمريكي الروسي في سوق الأسلحة العالمي، حيث يعد دخول روسيا كمنافس لأمريكا في دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) فقدانا لما تعتبره أمريكا سوقا مضمونة خالية من المنافسة الروسية.