«أوباما» يتعهد بدعم الحلفاء الخليجيين ضد أي تهديد ويفشل في تهدئة المخاوف من إيران

الجمعة 15 مايو 2015 01:05 ص

تعهد الرئيس الامريكي «باراك أوباما» أمس الخميس بمساندة حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين ضد أي «هجوم خارجي» ساعيا الي طمأنتهم الي التزام راسخ للولايات المتحدة بأمنهم، وسط قلق عربي من جهود تقودها الولايات المتحدة للوصول الي اتفاق نووي مع إيران.

وفي قمة نادرة مع دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد تعهد «أوباما» بأن الولايات المتحدة ستدرس استخدام القوة العسكرية للدفاع عنهم وستساعد أيضا في التصدي «لأنشطة ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة».

وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي ختامي في المنتجع الرئاسي الواقع خارج واشنطن «إنني أؤكد مجددا التزامنا الصارم بأمن شركائنا الخلجييين».

ولم يصل «أوباما» إلي حد عرض معاهدة دفاع رسمية سعت اليها بعض الدول الخليجية. وبدلا من ذلك أعلن إجراءات أكثر تواضعا بما في ذلك تكامل بين أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ الباليستية وتعزيز أمن الشبكات الالكترونية والأمن البحري وتركيز مبيعات الاسلحة وزيادة التدريبات العسكرية المشتركة. 

وتسعى الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى إلي التوصل لاتفاق نهائي مع إيران لتقييد برنامجها النووي بحلول موعد نهايته  في الثلاثين من يونيو/حزيران. ووافق مجلس التعاون الخليجي في بيان مشترك على أن اتفاقا «شاملا يمكن التحقق من تنفيذه» مع طهران سيخدم مصالحهم الأمنية.

لكن «أوباما» لم يجزم بالقول بأن الدول العربية السنية ألزمت نفسها بمساندة نتيجة المحادثات مع إيران خصمها الشيعي اللدود. 

وسعى «أوباما» أيضا إلي تهدئة مخاوف الدول العربية الخليجية من أن الرفع المحتمل للعقوبات الدولية عن طهران سيجعلها أكثر قدرة على تغذية المزيد من الصراعات الطائفية في المنطقة.

وخيمت خلافات حول السياسة الأمريكية تجاه إيران والحرب الأهلية في سوريا وانتفاضات الربيع العربي على القمة التي عكر صفوها بالفعل غياب معظم زعماء الدول الخليجية.

وأكد أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد»، أن كل دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي، مضيفاً «نتمنى أن يكون هذا الاتفاق عامل أساسي للاستقرار في المنطقة».

كما أشار إلى أن محادثاتهم شملت موضوعات متعلقة بعدم تدخل الدول غير العربية في شؤون المنطقة والدول العربية، والأزمة في سوريا وفي العراق ومخاطر التطرف والإرهاب. 

ومن أبرز الغائبين العاهل السعودي الملك «سلمان» الذي أوفد ولي العهد الأمير «محمد بن نايف» وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» لينوبا عنه في خطوة فسرها الكثيرون على أنها تعبير عن الصدود يعكس إحباطا خليجيا من إدارة «أوباما».

وسعى «أوباما» إلي الموازنة بين محاولة تهدئة مخاوف الدول الست الغنية بالنفط بشان دبلوماسيته مع إيران والضغط عليها للعمل معا بشكل أكبر للدفاع عن نفسها.

وقال «أوباما» بينما يقف الزعماء الخليجيون إلي جواره «الولايات المتحدة ستقف إلي جانب شركائنا في مجلس التعاون الخليجي ضد الهجوم الخارجي».

لكنه قال في مؤتمر صحفي في وقت لاحق أنه يجب على الدول الخليجية، التي تشهد خلافات فيما بينها، أن تتعاون على نحو أفضل.

وأظهر بيان مشترك صدر عن القمة أن دول مجلس التعاون ملتزمة بتطوير نظام للدفاع الصاروخي  يشمل المنطقة بمساعدة أمريكية وهو شيء طالما نادت به واشنطن. 

لكن لم يتضح ما إذا كان «أوباما» قد حقق تقدما مهما نحو مساندة عربية خليجية لاتفاق منتظر مع إيران. وكان البيت الأبيض يأمل على الأقل بتخفيف أي انتقادات وهو ما قد يساعد في إقناع الكونجرس الامريكي بأن الاتفاق يلقى مساندة واسعة في المنطقة حيث تبرز إسرائيل كأقوى منتقد لمسعى «أوباما» الدبلوماسي.

ولفت البيان إلى معارضة الولايات المتحدة والدول الأعضاء بمجلس التعاون للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة وأنهما سيعملان على مواجهتها، مشددين على حاجة إيران للانخراط في المنطقة وفقا لمبادئ حسن الجوار والالتزام الصارم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

ولم يصدر حتى الآن انتقاد علني من إسرائيل للتعزيز المقترح للدفاعات العربية الخليجية مما يشير الى أنها منفتحة على أي شيء يتحدى قوة إيران في المنطقة. ومن المعتقد أن اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي لديها سلاح نووي.

ولم تصل الدول الخليجية في البيان النهائي الي حد تأييد اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي والذي يدعو إلي تخفيف للعقوبات في مقابل قيود على برنامج طهران النووي. ويهدف الاتفاق الي منع إيران من تطوير سلاح ذري رغم أن طهران دأبت على القول بأن برنامجها النووي مخصص فقط للأغراض السلمية.

وقال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أن بلاده تؤيد الجهود الأمريكية للتفاوض على إغلاق السبل أمام إيران أمام الحصول على السلاح النووي لكنه أبلغ الصحفيين «سنتابع المحادثات وسنجري تقييما قبل أن يمكننا إصدار حكم».

ويشعر الزعماء الخليجيون بقلق من أن رفع العقوبات سيسمح لطهران بزيادة التمويل لميليشيات شيعية في دول مضطربة مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان.

 

  كلمات مفتاحية

أوباما السعودية دول الخليج كامب ديفيد

قمة «كامب ديفيد» تناقش الاتفاق النووي و«أوباما» يؤكد على تعزيز قدرات الخليج الدفاعية

«نيويورك تايمز»: إيران ليست الخطر الأكبر الذي تواجهه دول الخليج

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟

«ذي إيكونوميست»: «أوباما» يقلب أوضاع حلفائه في دول الخليج

جدول أعمال كامب ديفيد: تأييد دول مجلس التعاون للصفقة مع إيران باهظ التكلفة

الأمن القومي الإسرائيلي: السعودية قلقة جدا من إيران وقد تستخدم القوة العسكرية لوقف هيمنتها

«أوباما» يحاول طمأنة دول الخليج .. ولا يتوقع حل أزمة سوريا قريبا

هل فشلت قمة كامب ديفيد أم نجحت؟

«خامنئي»: إيران ستساعد الشعوب «المظلومة» في المنطقة قدر استطاعتها

«رويترز»: مشروع الدرع الصاروخي الخليجي ربما يستغرق سنوات

«ساينس مونيتور»: العلاقات الأمريكية السعودية ومعادلة التغيير

كامب ديفيد.. تطيمنات بلا ضمانات !

الإمارات والبحرين تستنكران تصريحات «خامنئي» حول نصرة «الشعوب المظلومة»

بين البيت الأبيض وكامب ديفيد: «عاصفة الحزم» إلى الهدوء

ما بعد كامب ديفيد: تنافر وتفاهم وتناقض

واشنطن وطهران في خندق واحد

تحديات العرب في بيئة استراتيجية نووية غير مواتية

قمة «كامب ديفيد» الأمريكية - الخليجية

أوباما و«عقلانية» إيران «الاستراتيجية»!

مسؤول إيراني يدعو للرد «بحسم» على مخططات أمريكا و«إسرائيل» ضد أمن بلاده

«ميدل إيست بريفينج»: البيت الأبيض يشيد بـ”نجاح“ كامب ديفيد

ماذا يدور في الرأس الأمريكي؟

الأمن الخليجي وعواصف المنطقة

فريق منظومة الدفاع ضد الصواريخ البالستية في الخليج يجتمع بالكويت

«رأي اليوم»: الإسرائيليون ينحتون «العرب السنة» مصطلحا جيوسياسيا ويعتبرونهم «حلفاء»

«التعاون الخليجي» يبحث شن هجمات برية وجوية ضد «الدولة الإسلامية»

أزمات السعودية وإيران.. الفشل المأساوي لسياسة «أوباما» الخارجية