اتهم ناشطون عرب، الداعية الإماراتي من أصل أردني "وسيم يوسف"، بـ"الجهل"، بعد دعوته إلى مراجعة الأحاديث الواردة في كتاب "صحيح البخاري".
وتداول ناشطون، تحت وسم "البخاري خط أحمر"، مقاطع فيديو لعلماء الأمة حديثا وقديما، يتحدثون فيها عن فضل وقيمة كتاب "صحيح البخاري"، ومناقب "البخاري" نفسه.
وكان "يوسف"، وهو داعية مثير للجدل، أثار أزمة بسبب تصريحاته عن عالم الحديث البارز "محمد بن إسماعيل" (البخاري)، حيث أكد أن الأحاديث التي صدرت في هذا الكتاب قد يكون مشكوكا فيها.
وأضاف أن بعض الأحداث في "صحيح البخاري"، لا تتوافق مع القرآن الكريم، ولا يجب أن نقول إن هذا الكتاب "لا ريب فيه"، أي لا شك فيه لأن بذلك الأمر سنجعله بمنزلة القرآن.
وتابع، داعيا الملوك والزعماء وأصحاب القرار للاجتماع، وإعادة النظر في أحاديث "البخاري".
وعلى إثر حديث "يوسف"، شن ناشطون هجوما عليه، واعتبروه يشكك في السنة النبوية، مستنكرين سبه لإمام المحدثين وأمير المؤمنين في الحديث.
وأشار المشاركون في الوسم، إلى أن "البُخاري"، درس علم الحديث 50 عاماً، وسافر وارتحل وسهر وجاهد وجالد وصبر وواصل حتى أنه يشك في الحرف الواحد فيتوقف فيه، مستنكرين أن "يأتي أناس بلا علم ولا تقوى ولا زهد فيتهمون البخاري بالكذب".
كما اتهم آخرون "يوسف"، بتبديل موقفه من "البخاري"، بعد نشر تصريحات سابقة له تشيد بالكتاب وصحة ما جاء فيه.
واعتبر ناشطون أن سبب الهجمة الشرسة على "صحيح البخاري"، هي محاولة للطعن في السنة، ومن ثم القرآن، والدين الإسلامي.
و"صحيح البخاري"، هو كتاب يضم أحاديث النبي "محمد صلى الله عليه وسلم"، وقد جمعه عالم الحديث البارز، "محمد بن إسماعيل" (البخاري).
ويرى غالبية المسلمين أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم، ولكن في الآونة الأخيرة بدأ بعض الباحثين ورجال الدين في التشكيك في بعض الأحاديث الواردة فيه غير أن هذه المحاولات قوبلت بموجة انتقادات لاذعة.
و"وسيم يوسف" هو خطيب جامع الشيخ زايد الكبير في إمارة أبوظبي، من مواليد يوليو/حزيران 1982، بمدينة "أربد" في الأردن، ويعد واحدا من أبرز عملاء جهاز أمن الدولة في الإمارات حاليا، وينفذ خططا ممنهجة لمنح قرارات وسياسات النظام الإماراتي غطاء شرعيا ودينيا، ابتداء من تشويه ثورات الربيع العربي، وشن الهجوم على جماعة "الإخوان المسلمون"، وصولا إلى مهاجمة مشايخ وكبار علماء الأمة، والتبرير لقرارات مقاطعة وحصار قطر.
ويعد "وسيم" ضيفا دائما على قنوات "إم بي سي" السعودية التي تبث من دبي، وهو مقدم برامج دينية على عدة قنوات إماراتية، ويقود تيار الدعوة إلى الفصل بين الدين والسياسة، وإلصاق تهمة الإرهاب بجماعة "الإخوان"، وبالحركات والعواصم المناوئة للسياسة الإماراتية، وهو أحدث إصدارات أبوظبي لنمط رجال الدين المرغوب من نظام شديد العداء للتيارات الإسلامية في المنطقة.
