حذر باحث سياسي واشنطن من مغبة الاعتراف بضم (إسرائيل) لمرتفعات الجولان السورية، موضحا أن تلك الخطوة تلحق مزيدا من الضرر بعملية السلام في المنطقة، وتشجع روسيا ودولا أخرى على احتلال أراض بالقوة.
وفي مقاله بوكالة "بلومبرغ" الأمريكية، الأربعاء، اعتبر الباحث في معهد دول الخليج العربية بواشنطن؛ "حسين إبيش"، أن إعلان (إسرائيل) ضم الجولان عام 1981، لا يمثل خطوة نهائية بهذا الشأن.
واستدل "إبيش" على ذلك بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت على استعداد للتخلي عن معظم تلك المنطقة خلال مفاوضات سلام في فترة التسعينيات.
واعتبر أن إدارة الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب"، سوف ترتكب خطأ آخر، بعد اعترافها بالقدس المحتلة عاصمة لـ(إسرائيل)، في حال أيدت ضم الأخيرة للجولان المحتلة.
وقال الباحث المولود في بيروت "إذا كان ترامب وحليفته تل أبيب يسعيان لمعاقبة رئيس النظام السوري بشار الأسد بمثل تلك الخطوة، فإن الجولان ليست أرضًا للأسد بل للشعب السوري، وهي تعني مزيدًا من العقاب لهذا الشعب الذي يعتبر ضحية للنظام السوري".
وأضاف "لا أحد ينكر أن الجولان أرض سورية احتلتها إسرائيل خلال الحرب، لذلك فإنه في حال أقرت واشنطن ضمها لإسرائيل فإنها بذلك تقوض مبدأ عدم جواز حيازة أرض خلال حرب، وهو أهم مبدأ في ميثاق الأمم المتحدة".
وتابع "مثل هذه الخطوة تعني أن أي أرض محتلة في العالم يمكن ضمها، ولن يعود هناك أي أساس قانوني يرغم روسيا على إعادة شبه جزيرة القرم لأوكرانيا، وقد يشجعها أيضًا على ضم أراضٍ أخرى تخلت عنها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي".
ورأى الكاتب أن "ضم الجولان لن يعني أبدا أنها أصبحت آمنة، ولن يغير الواقع بأنها أرض محتلة مثلها مثل القدس، إضافة إلى أن ذلك لن يضعف أعداء إسرائيل، وخاصة بشار الأسد وإيران وحزب الله وداعش".
وأكد أن "اعتراف واشنطن بضم الجولان سوف يؤدي إلى زيادة الغضب ضد الولايات المتحدة، وتقويض أي فرصة سلام مع الفلسطينيين، وتدمير مبدأ أساسي في ميثاق الأمم المتحدة".
واختتم "إبيش"، مقاله بالقول إن "الواقع أن اعتراف واشنطن بضم الجولان لإسرائيل لن يحل المشكلة بل سيزيدها، ولن يحقق أي شيء. وقد تكون له تكلفة باهظة".