قال معارض سعودي إن ولي العهد "محمد بن سلمان" شكل فريقا للتدخل السريع مهمته التخلص من كل معارضيه، وقام بالفعل باختطاف عدد من الأمراء وأعادهم إلى السعودية.

وفي حديث ضمن حلقة الأربعاء، من برنامج "بلا حدود"، قال الباحث والأكاديمي السعودي "سعيد بن ناصر الغامدي" إن مرحلة ولي العهد "محمد بن سلمان" تعدّ "انقلابا كاملا" على المفاهيم والسياسات والأعراف التي كانت متبعة في السعودية، وفكًّا للترابط "الشكلي" الذي كان قائما بين الديني والسياسي في حكم البلاد.

وعلل ذلك بقوله "إن هذا الترابط أصبح القائمون على الحكم يرون أنه يحرجهم ويكبلهم، وأنه لا بد قبل تولي العرش من إنهاء "السمنة الدينية" حسب تعبيرهم.

وأكد "الغامدي" أن "بن سلمان" يعمل وفق قاعدة أن الشخص إما أن يكون مواليا بالمطلق للقصر وما يريده من خطط وبرامج، وإلا فليكن في السجن أو منافي التشريد.

 وأشار إلى أن هناك رموزا سُجنوا رغم أنهم لم يقولوا شيئا ضد النظام مثل "سلمان العودة" و"عائض القرني" و"علي العمري"، بل إن هؤلاء أعلنوا مبايعتهم لولي العهد بعد تنحية "محمد بن نايف"، لكن ذلك لم يقنعه فأراد إزالتهم من الساحة لجماهيريتهم.

ولفت "الغامدي" إلى أن من أسباب سجن الحقوقيين والعلماء رفضهم للتطبيع مع (إسرائيل) وصفقة القرن، وخشية من انتقادهم المحتمل لما ستقدم عليه السلطة من سياسات تتعلق بأنشطة الترفيه التي ستغير عادات وقيم البلاد.

وتحمل القيادة الحالية، بحسب "الغامدي"، ما تدعوه "فكر الصحوة" المسؤولية عن إخفاقات النظام في الداخل، مثلما حمّلت قطرَ مشكلات الخليج، وحمّلت جماعةَ الإخوان المسلمين ما حصل في الثورات العربية.

ولفت الأكاديمي السعودي إلى أن هذه "القيادة العاجزة" تحمّل من لا ضلع لهم مسؤولياتها هي لتتخلى عن الأسس التي يجب أن تراجعها بشأن قضايا التنمية وحقوق الشعب، وهي تتصور أنها بالقوة والمنع والقمع والأموال ستسيطر على البلاد والعباد.

صراعات داخل الأسرة الحاكمة

 

وذكر أن هناك صراعا داخل الأسرة الحاكمة في السعودية وله تجليات رغم تكتمهم عليه، موضحا أن كثيرا من الأمراء والأميرات يعيشون بين خوفين: الخوف من بطش الإدارة الحالية، والخوف من انعكاس تصرفاتها الطائشة على صورة البلاد ومكانتها، وعلى وضعهم كأسرة حاكمة. ولذلك فإن كثيرا من هؤلاء مسجون أو ممنوع من السفر وهم يحاولون الاستنجاد بشخصيات في الخارج لمساعدتهم.

ويرى "الغامدي" أن هناك تحولا كبيرا في الموقف الدولي بعد إدانة 46 دولة في مجلس حقوق الإنسان الأممي للسعودية لأول مرة ومطالبتها لها بالكشف عمن أمر باغتيال الصحفي "جمال خاشقجي".