أحيانا قد تشعر أنك تكره نفسك بسبب ضعفك عن مقاومة أكل كيس الشيبسي أو الشوكولاتة حتى آخرها، لكن في الحقيقة عليك ألا تجلد نفسك، لأن دماغك مبرمج على أكل هذه القطعة من الشيبسي مع عشرة بعدها، بشكل أتوماتيكي يماثل ما تفعله عند الهروب من الضجيج العالي مثلا.

إذا كنت تشعر بأنك دائما في حلبة ملاكمة بين قوة الإرادة والاشتهاء الشديد، فربما عليك أن تحول استراتيجيتك لتستخدم نفس العلم الذي يستخدمه مصنعو المواد الغذائية لصالحك، وفق ما تنصح به الطبيبة "داريا لونج".

لماذا لا أشتهي الجزر مثل الشيبسي؟

بالنسبة إلى أسلافنا من رجال الكهوف، كان السكر والملح والدهون ضروريين للبقاء على قيد الحياة، لذلك تطورت أنت لتشتهيها، ولكن بما أن هذه الأطعمة كانت نادرة، فإن أسلافنا لم يحتاجوا إلى قوة الإرادة لمقاومتها، هذا هو السبب في أن منطقة عقولنا التي تنظم قوة الإرادة أصبحت أصغر تطورا ويمكن أن تتغلب عليها بسهولة منطقة الشهية الشديدة.

ولكن في الـ200 عام الماضية، بدأنا في إنتاج الأطعمة التي تتكون فحسب من السكر أو الملح أو الدهون المباشرة، تغيرت بيئتنا، لكن أدمغتنا وأجسادنا لم تستطع التكيف مع الإغراق المفاجئ من الطعام السريع المجزي للغاية.

تؤدي الأطعمة غير المرغوب فيها إلى تحفيز "منطقة الثواب" في عقولنا، وهي نفس المنطقة التي تعمل فيها المخدرات والكحول، في كل مرة تأكل فيها السكر، يطلق عقلك الدوبامين (هرمون السعادة)، وتشعر بحالة جيدة.

ينفق مصنعو المواد الغذائية الملايين للعثور على "عتبة النعيم" لكل طعام: أي تلك النسبة التي لا تقاوم من السكر والملح والدهون.

تتجاوز هذه الأطعمة آليات الامتلاء الطبيعية لدينا، ولهذا السبب يمكنك تناولها طوال اليوم وعدم الشعور بالامتلاء، بمرور الوقت، يصبح جسمك أقل حساسية لهذه الأطعمة، لذلك عليك أن تأكل أكثر لمجرد الحصول على نفس اندفاع "الدوبامين" وتشعر بأعراض انسحاب إذا لم تحصل عليه.

أيضا، نظرا لأن أدمغتنا تحب السكر، أضافها مصنعو المواد الغذائية إلى كل شيء تقريبا، بما في ذلك صلصة السلطة وصلصة الشواء وصلصة المعكرونة، الأطعمة الخاصة بالأطفال تزيد في المتوسط ​​بنسبة 85% من السكر عن إصدارات البالغين، لا يضيف السكر سعرات حرارية فحسب، بل يشبه السكر المخفي إعطاء دماغك "ضربة" ثابتة تزيد من الاشتهاء الشديد.

ماذا علي أن أفعل؟

سنقوم أولا بإنهاء الملاكمة التي تدور في عقلك كل مرة بين الإرادة والاشتهاء أمام كيس الشيبسي أو البيتزا، بخطوات علمية صغيرة ولكن فعالة.

أولا، لا تبدأ بمحاولة مقاومة الشيبسي بشكل مباشر، لمعالجة اشتهاء السكر الشديد، قم أولا بتقليل السكريات المخفية في نظامك الغذائي، وبمرور الوقت، ستصبح أكثر حساسية للحلوى (وتحتاج إلى أقل).

بعض العصائر التي تحمل علامة "لا يوجد سكر مضاف" تحتوي على كمية أكبر من السكر من علبة الصودا! كيف تعرف؟ اقرأ العناصر الخمسة الأولى في قائمة المكونات للبحث عن السكر بأي اسم (يوجد أكثر من 60 اسما محتملا): أي شيء ينتهي بـ"-أوز" "قصب" (سكر، بلورات، "ذرة" (شراب، مُحلى)، شراب الأرز، والعسل أو غيرهم.

ثانيا، رحب بنكهات جديدة. تعتمد معظم الأطعمة المصنعة على السكر والملح. لكننا ننسى الثلاثة الكبار الآخرين: الحامض والمر ومذاق الأومامي "اللاذع اللطيف". هذه النكهات الثلاث لها عتبة أقل للشبع، مما يعني أنها أكثر قابلية لملئك، أضف نكهة الأومامي للحوم أو الخضراوات (استخدم الخضار المخللة، اللحوم المعالجة، الفطر، معجون الطماطم، شوربة ميسو، صلصة الصويا منخفضة الصوديوم وجبن البارميزان)، مع مرور الوقت، ستلاحظ أن الاشتهاء الشديد للملح بدأ ينخفض.

ثالثا، الحفاظ على السيطرة على حصة محددة عندما يتعلق الأمر بالأطعمة العالية في عتبة الثواب، نحن لا نتوقف عن تناول هذه الأنواع من الطعام عندما نكون ممتلئين، بل نتوقف عند نفاد حصة الطعام الموجود أمامنا.

لا تحاول محاربة الرغبة وجها لوجه، إذا كنت ترغب في الفوز، فقم بالخروج من حلبة الملاكمة.