استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

موقف الحزب الديمقراطي الأمريكي من إسرائيل

الأحد 31 مارس 2019 07:03 ص

  • اتضح للجيل الأمريكي الجديد عدم اتساق مبادئه إجمالا مع السياسات الإسرائيلية.
  • جيل جديد من الأمريكيين اليهود لم يعد يرى أن إسرائيل في صلب تكوينهم أو تعني لهم ما تعنيه لوالديهم.
  • تحول متدرج وإعلان عشرة من مرشحي الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة نيتهم عدم حضور مؤتمر اللوبي الإسرائيلي (إيباك).
  • كان التأييد الأعمى لإسرائيل في الكونغرس لا يقتصر على حزب أو مدرسة فكرية معينة وسيطر اليمين الصهيوني على الحزب الجمهوري.
  • تحولات داخل المجتمع الأمريكي والحزب الديمقراطي ينبغي وعدم تجاهلها بحجة ان أمريكا بكاملها تقف مع إسرائيل دون تمييز.
  • استطلاعات غالوب الاخيرة تظهر ان التأييد لإسرائيل بين الديمقراطيين الليبراليين الأمريكيين وصل أدنى مستوياته.

يمر الحزب الديمقراطي الأمريكي بعملية تغير متدرجة بالنسبة لموقفه من إسرائيل. وبعد ان كان هذا الحزب يتخذ مواقف شبه عمياء في تأييده لإسرائيل، يدعمه في ذلك وقوف اكثر من ثمانين بالمائة من الناخبين الأمريكيين اليهود الى جانب هذا الحزب.

نشهد اليوم عملية تحول تدريجية تحاول الابتعاد عن المواقف الإسرائيلية المتطرفة، وبخاصة الابتعاد عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو تطور لافت ما كان من الممكن الحلم به قبل سنوات قليلة.

وقد وصل الامر في هذا التحول المتدرج إلى إعلان عشرة من مرشحي الحزب للانتخابات الرئاسية العام القادم نيتهم عدم حضور المؤتمر السنوي للوبي الإسرائيلي (إيباك) قبل أيام، بعد ان كان كبار أعضاء الحزب يتسابقون لإظهار حضورهم في السابق كسبا للأصوات اليهودية.

من هؤلاء المرشحين الذين أعلنوا عدم نيتهم حضور المؤتمر أعضاء مجلس الشيوخ كاميلا هاريس وكريستين غيليبرد وإليزابيث وارن وبيرني ساندرز والنائب السابق بيتو أوروك وحاكم واشنطن جاي انسلي وغيرهم.

في الماضي، كانت هناك مدرستان سياسيتان أمريكيتان تحكمان العلاقة مع إسرائيل، مدرسة تساند إسرائيل بشكل شبه اعمى بغض النظر عن أي سياسة إسرائيلية، تقابلها مدرسة “عقلانية” تحاول إيجاد نوع من التوازن مع العلاقات الأمريكية العربية.

وكان من أنصار المدرسة الثانية بعض كبار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أمثال وليم فولبرايت وفرانك تشيرش ولي هامليتون وريتشارد لوغر وغيرهم.

ثم انقرضت هذه المدرسة تدريجيا، حتى بات التأييد الأعمى لإسرائيل خاصة في الكونغرس لا يقتصر على حزب بذاته او مدرسة فكرية معينة.

واصبح الاتجاه اليميني المحافظ الذي سيطر على الحزب الجمهوري منذ ما يقرب من الثلاثين عاما ممتدا ليشمل تأييدا مغاليا في شدته نحو إسرائيل حتى سبقت مواقف الحزب الجمهوري في تأييدها تلك من الحزب الديمقراطي.

لكن التأييد الأعمى لإسرائيل، خاصة لدى ابناء الجيل الجديد من الأمريكيين، بدأ بالتخلخل بعد ان اصبح واضحا لهذا الجيل عدم اتساق مبادئه بشكل عام مع السياسات الإسرائيلية.

وأذكر حين كنت أدرّس مادة عن الصراع العربي الإسرائيلي في جامعة ييل العريقة قبل تسع سنوات ان سألت بعض التلاميذ الأمريكيين اليهود ماذا يدفعهم لأخذ مادة عن الصراع يعلمها أستاذ عربي؟

وكان الجواب مفاجئا لي في حينه، اذ قال لي معظمهم انهم نشؤوا في بيئة تنظر لإسرائيل على أنها في صلب تكوينهم منذ الصغر، وكانوا ينظرون لهذا الصراع من وجهة نظر واحدة فقط، حتى إذا كبروا وأصبحوا غير مرتاحين لدولة تُمارس الاحتلال والتمييز ضد شعب آخر، شعروا بضرورة سماع وجهة النظر الاخرى.

كما أضافوا ان الجيل الجديد من الأمريكيين اليهود لم يعد ينظر لإسرائيل على أساس انها في صلب تكوينهم، ولم تعد تعني لهم ما كانت تعنيه لوالديهم.

لقد بدأنا نشعر بهذا التحول داخل المجتمع الأمريكي اليوم. وهناك قلق إسرائيلي متزايد يتعدى مواقف النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طليب وإلهان عمر ليشمل اليوم مواقف عدد كبير من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين المعارضة لقانون حظر التعامل مع الشركات الأمريكية الملتزمة بحملة مقاطعة إسرائيل BDS ضد المنتجات الإسرائيلية، وان كان بحجة تعرض هذا القانون لحرية الرأي والمعتقد.

ما كان من الممكن قبل عدة سنوات لأي من أعضاء الحزب اتخاذ موقف معاد لإسرائيل تحت اي مسوغ بدون التعرض لخطورة السقوط في الانتخابات.

من الضرورة متابعة هذه التحولات التي تجري داخل المجتمع الأمريكي و داخل الحزب الديمقراطي، وعدم تجاهلها بحجة ان أمريكا بكاملها تقف مع إسرائيل دون تمييز.

هناك تحول يجب رصده في عالم السياسة، خاصة وان استطلاعات مؤسسة غالوب الاخيرة تظهر ان التأييد لإسرائيل بين الديمقراطيين الليبراليين الأمريكيين وصل لأدنى مستوياته.

  • د. مروان المعشر - رئيس مركز كارنيغي للشرق الأوسط، وزير خارجية الأردن الأسبق

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية