استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قمة أخرى.. وشائعات جديدة

الثلاثاء 2 أبريل 2019 07:04 ص

اختتمت القمة العربية الثلاثون أعمالها في العاصمة التونسية كما اختتمت سابقاتها، بيانات رنانة، تأكيد على الحقوق والقضايا العربية، صور جماعية ومراسم استقبال وتوديع، لم تشهد هذه القمة أية مفاجآت لا من حيث الحضور ولا الكلمات.

كما هو متوقع، مثَّل الأمين العام موقف بلاده وعبَّر حديثه عن التدخلات التركية، ولم يطرح موضوع إعادة استيعاب النظام السوري مرة أخرى على كرسي سوريا نظراً لعدم وجود توافق حول ذلك، وإن أشارت كلمة الأمين العام والرئيس المصري ضمناً إلى ذلك.

حالة الانقسام العربي مستمرة وتزداد حدة، جناح يريد إيران وتركيا عدواً، وجناح لا يقبل بذلك، محور يريد علاقات أفضل مع الكيان الصهيوني ومحور متمسك بالموقف العربي الثابت منه.

كان موضوع الجولان والحاجة لموقف واضح من الإعلان الأمريكي وما يرتبط بذلك من مواجهة مع إدارة ترمب وإسرائيل مصدر إجماع بين الحضور وإن كان مربكاً لبعض الأطراف، ولعل هذا ما دفع الإمارات والبحرين تحديداً إلى خفض التمثيل.

ويذكر أن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي صرح قبل القمة بأيام قليلة بأن: المقاطعة العربية للكيان الصهيوني كانت "خطأً" تاريخياً، السعودية من ناحيتها كان موقفها المعلن واضحاً والبيان الختامي أكد على ذلك.

ودار لغط كثير حول مغادرة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، القاعة خلال كلمة الأمين العام للجامعة العربية، وللتوضيح لم يكن هناك كلمة مجدولة له حيث يقتضي الإجراء الطبيعي أن تطلب الدولة الكلمة مسبقاً، وموعد المغادرة كان متفقًا عليه مع الدولة المضيفة بحيث يحضر سموه الافتتاح ويغادر بعده وهو الأمر الذي فعله سموه وغيره من القادة ومنهم الملك سلمان.

وليس أدل على ذلك من سرعة المغادرة من تونس ولو كان الخروج مفاجئاً لاحتاجت الترتيبات الأمنية والبروتوكولية وقتاً غير قليل لتنسيق المغادرة، كما أن الرسالة البروتوكولية والتي توجه فيها سموه بالشكر والثناء لتونس وقيادتها صدرت مباشرة بعد مغادرته ما يعني أن الأمر منسق مسبقًا.

هذا غير أن الكلمة التي قيل أنها سبب خروج سموه حول ما سماه أبو الغيط "التدخلات التركية" قيلت بعد خروج سموه من القاعة، ولوحظ أن إعلام دول الحصار حاول الاصطياد في الماء العكر رغم أن كل الإعلاميين الذين اعتادوا تغطية هذه القمم يعلمون أنه سلوك اعتيادي، وحضوره للقمة بالإضافة لكونه تأكيداً على موقف قطر الراسخ من العمل العربي المشترك جاء تقديراً لتونس وقيادتها، فالقمم العربية أصبحت تقاس بعدد القادة الحاضرين، والعلاقات بين تونس وقطر في أفضل حالاتها.

أما الحديث عن مصالحة بين قطر والسعودية في أروقة هذه القمة فكان ضرباً من التمنيات التي لا تتوافق مع الواقع، فحتى الآن لا توجد مؤشرات حقيقية على انفراجة في الأزمة باستثناء حضور طالب آل شريم للاعتذار وعودته لبلاده دون حساب ما يدل على أن هناك ضوءاً أخضر أو حتى توجيها سعودياً بذلك.

القمة شهدت الحضور الأول للأمير تميم بن حمد والملك سلمان في قاعة واحدة منذ بداية الأزمة ولكنها لم تزد على ذلك، لا شك أن الشعوب الخليجية تتمنى نهاية سريعة لهذه الأزمة ولكن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون التحول إلى سياسات متعقلة من قبل الدول التي تعتقد أن الرضوخ لأمرها هو الحالة العربية الجديدة.

القمم العربية لم تكن يوماً مؤثرة، ولا تختلف هذه القمة في ذلك ولكن الأيام تجود بمزيد من الانقسام ولا دلالة أوضح على ذلك من التركيز الإعلامي على من دخل القاعة ومن خرج منها ومن حضر ومن تغيب دون الحاجة حتى للتفكير في مضمون النقاشات أو البيانات الصادرة، العمل العربي أصبح خيالاً بعد أن كان حلماً.

- د. ماجد محمد الأنصاري، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية