فوجئ رئيس جنوب السودان "سيلفاكير ميارديت"، وزعيم المعارضة "رياك مشار"، ببابا الفاتيكان "فرنسيس" عندما أقدم، الخميس، على الركوع وتقبيل قدمي كل منهما.

جاء ذلك لدى وصول وفد رفيع من جنوب السودان، يضم مسؤولين حكوميين و8 أعضاء في مجلس الكنائس، إلى الفاتيكان للمشاركة في لقاء روحي خاص نظمته أمانة الفاتيكان، ومكتب رئيس أساقفة كانتربري "جاستين ويلبي" (الزعيم الروحي للكنيسة الإنجليكية)، من أجل دعم المصالحة في هذا البلد.

وأثار هذا التصرف، استغراب الكثيرين واعتبروه غير مسبوق، بيد أنهم برروه بسعي البابا لإحلال السلام في الدولة الإفريقية.

وحث البابا "فرنسيس"، رئيس جنوب السودان ونائبه السابق، الذي تحول إلى زعيم للمتمردين، على احترام الهدنة وحفظ السلام في بلادهما وتجنيبها حربا أهلية.

كما دعا بابا الفاتيكان، زعيمي جنوب السودان، إلى الوفاء بالتزامهما بتشكيل حكومة وحدة وطنية في مايو/أيار المقبل، وفقا لاتفاق السلام الموقع بينهما في سبتمبر/أيلول الماضي.

وانزلق جنوب السودان، الذي استقل عن السودان في عام 2011، ويدين أكثر من نصف سكانه بالمسيحية، إلى أتون الحرب الأهلية في ديسمبر/كانون الأول 2013، حين تسبب خلاف بين "كير" و"مشار" في اندلاع قتال على أساس عرقي.

وتضمن اتفاق السلام بين زعيمي جنوب السودان، تقاسم السلطة وتوحيد قوات الفصائل في جيش وطني قبل تشكيل حكومة وحدة، وهو ما لم يحدث، وألقت حكومة "كير" باللائمة فيه على نقص التمويل من المانحين.

يشار إلى أن نحو 400 ألف شخص قتلوا ونزح أكثر من ثلث سكان جنوب السودان، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، بسبب الحرب الأهلية التي تخللتها العديد من جولات الوساطة التي كان يتبعها تجدد القتال.