الملك «سلمان» والإخوان

الأحد 24 مايو 2015 04:05 ص

ليس في العالم أحد ينظر بارتياح لأحكام الإعدام التي صدرت عن محاكم مصرية. أحكام الإعدام الأخيرة متهمة بالسياسة ومخالفة القانون في كل من واشنطن وبرلين وعواصم الاتحاد الأوروبي. في برلين ألغى رئيس البرلمان لقاءه مع «عبد الفتاح السيسي» بسبب رفض الأول أحكام الإعدام. وترى العواصم الغربية أن أحكام الإعدام تهدد الأمن والاستقرار في مصر.

السلطات في الوطن العربي أكثر قلقًا من الغرب من أحكام الإعدام. ثمة تصريحات تنسب للملك «سلمان بن عبد العزيز» ملك السعودية، تقول إنه يرفض أحكام الإعدام، وإنه يطلب من السلطات المصرية إجراء مصالحة مع الإخوان، وإنه أبلغ من حوله أن الإعدامات لن تنفذ لأنها أحكام سياسية.

كيف يمكن للملك سلمان تحقيق مصالحة بين الإخوان والسلطات المصرية؟! وهو متغير كبير في سياسة المملكة إن صحّ ما نقل عن الملك. هل تملك السلطات المصرية رغبة في التراجع عن عدائها الشديد للإخوان، وإسقاط تهمة الإرهاب عنهم؟! وهل تبادر المملكة بهذه الخطوة وتسقط عن الإخوان تهمة الإرهاب؟! وهل تقبل المملكة الحوار مع الإخوان داخل المملكة وخارجها، تمهيدًا لما تطالب به من مصالحة في مصر نفسها.

الواقع العربي وبالذات الواقع المحيط بدول مجلس التعاون الخليجي، يفرض عليها مراجعة سياستها ومواقفها من الإخوان، لأن دول المنطقة ببساطة في حاجة للإخوان في مواجهة الأخطار التي يمثلها التطرف، والتشيع، فنار التطرف والمذهبية الطائفية تقترب من أثواب قادة مجلس التعاون الخليجي، وتتجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى تغيير سياستها وأولوياتها في المنطقة، وهذا ما قالته مخرجات لقاء كامب ديفيد الأخير.

قد يفرض الواقع هذه المصالحة، ولكن ضرورة الواقع لا تكفي لإتمام مصالحة مستقرة، إذ لا بد من مصالحة فكرية تقوم على معرفة حقيقية بدعوة الإخوان، وبمناهجهم، وبآليات عملهم، فهم جماعة دعوية مسالمة، تقوم على الإصلاح والنصح للحكام والمحكومين، ولا تتبنى العنف في تحقيق أهدافها، وليس لها أجنحة عسكرية، ولا تكفر المجتمعات، وتتعاون مع من يختلف معها في خدمة الدين والإنسانية.

قد تكون المصالحة بحكم الواقع لازمة الآن، ولكن المصالحة بحكم الفكر والمعرفة ألزم دائمًا، وفيها قوة للأمة، وللمحور السني الوسطي الذي يرفض التطرف والتشيع. لا يوجد مبرر واحد لعداء أنظمة الحكم العربية للإخوان لا في مصر ولا في المملكة ولا في الإمارات ولا في الأردن، والعداوة القائمة مختلقة لتفتيت الأمة وخلق أخطار داخلية للأنظمة بحيث تمنعها من النظر إلى الأخطار الخارجية التي تمثلها (إسرائيل) في المنطقة العربية.

الموقف السعودي الجديد يحمل في طياته أخبارًا طيبة حول المصالحة مع الإخوان، وهو موقف يحتاج مقاربة متبادلة من الإخوان، ويحتاج إلى دور وسيط من الدول التي تحتضن الإخوان، وأحسب أن مخرجات المراجعة والمصالحة ستصب في مصالح المنطقة التي تواجه أخطار التطرف والتقسيم واستنزاف مقدرات الدول وموازناتها من أجل إضعافها لصالح (إسرائيل).

  كلمات مفتاحية

السعودية الملك سلمان مصر الإخوان المسلمون

«أردوغان»: لا حديث عن المصالحة مع مصر قبل الإفراج عن «مرسي»

«الإخوان»: الانقلاب على الشرعية سبب الأزمات التي تعيشها اليمن والمنطقة

«أيمن نور»: «مرسي» لم يكن دكتاتورا وحذرته من انقلاب تدعمه «السعودية» و«الإمارات»

وثيقة: السعودية تعمّق اتصالاتها بتركيا وقطر وتجمّد خطط ملاحقة «الإخوان»

«إيكونوميست»: حرب حكام الخليج ضد «الإخوان» جاءت بنتائج عكسية غير مقصودة

طريق «الإخوان المسلمين» في المشرق من التبشير والدعوة إلى «الفريضة الغائبة»