مع الأزمة الاقتصادية.. القهوة والشاي ملاذ السودانيين الوحيد

الأحد 14 أبريل 2019 01:04 م

اشتهرت مدينة الخرطوم بنكهة تحميص البن المبتعثة من سيدات القهوة والشاي اللائي ينتشرن على جنبات الطرقات، وأصبحن يشكلن ملمح العاصمة الجديد بعد أن اختفت مهام المدينة مؤخرا نتيجة للوضع السياسي، مدينة تتمدد أفقيا وعمرانيا بالسودان، رغم بوادر الأزمة الاقتصادية التي نتجت من انفصال "الجنوب" عن الدولة الأم.

وتتشكل عوالم الخرطوم الجديدة نتيجة نمو اقتصاديات القهوة الضخمة ومن سيدات الشاي ولجوء السودانيين إلى "ملاذ القهوة المنبه"، في ظل أزمة اقتصادية، حيث يقضي عدد كبير من الشباب السوداني أوقات فراغه في الأمسيات بأماكن شرب القهوة على جنبات الطرق، إذ يشكل الشباب أكبر شريحة اجتماعية بالسودان.

الجلوس في المقاهي ملاذ

وبحسب البائع في متجر بيع أرصدة شحن الهواتف الجوالة ""معاذ أبو زيد"، في تصريح لصحيفة "الخليج أونلاين" الإلكترونية: "إن الجلوس في المقاهي فرصة للقاء الأصدقاء والمعارف" مشيرا إلى أن مواقع بيع الشاي تكسر الرتابة والملل في الأمسيات بعد انتهاء الدوام اليومي، وهي ليست رغبة في احتساء القهوة فقط وإنما للترويح عن النفس أيضا".

وبحسب الرواد،  فإن المقاهي "تشكل أساس العلاقات الأخوية وتسهم في حل كثير من المعضلات الاجتماعية التي نمر بها".

إلى ذلك، فقد أصبحت سيدات بيع الشاي ظاهرة واضحة في طرقات المدن السودانية، ولم تعد مواقعهن مجرد ملتقيات للأنس والسَّمر، فقد أصبحت نقاط بيعهن مع الزمن حواضن لمبادرات مجتمعية.

أستاذة الخدمة الاجتماعية في جامعة بحري، "سمية أزرق"، قالت بدورها إن "المقاهي تحولت إلى صالونات ومنتديات لمناقشة المسائل الاجتماعية والسياسية"، مشيرة إلى مبادرات أُطلقت منها مثل "شارع الحوادث"، وهي مبادرة لمساعدة المرضى وشراء الأدوية للفقراء جذبت آلاف المتطوعين.

وترى "سمية أزرق" أن "إيقاع الحياة سريع، وانعدام التواصل المباشر جعل من مواقع المقاهي فرصة لملاقاة المعارف بعد أن فقدت مائدة الطعام (صينية الغداء) السودانية المشهورة أَلَقها القديم"، لافتة إلى أنَّ شرب القهوة في الطرقات أصبح مقبولا من الناحية الاجتماعية. 

نمو كبير واقتصاد يعاني

وتقدّر وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم، في دراسة مسحية، أن عدد سيدات الشاي بالخرطوم بلغ أكثر من 13 ألف سيدة.

من جهته، أشار التقرير الإحصائي لبنك السودان المركزي  لعام 2018، أن البلاد استوردت أكثر من 35 ألف طن من الشاي بقيمة 59 مليون دولار، في حين قُدرت قيمة حبوب البن المستوردة من كينيا وأوغندا، بـ62 مليون دولار.

واستورد السودان أسمدة زراعية بقيمة 118 مليون دولار، وهي أقل من قيمة البن والشاي المستوردين في أكبر بلد زراعي بأفريقيا، وفق التقرير.

الخبير الاقتصادي "هيثم محمد فتحي" علق على ذلك قائلا: إن "ذلك يدلل على أن معدلات استهلاك القهوة ترتفع بالسودان"، متوقعا أن تشهد السنوات المقبلة زيادة في معدلات استهلاك البن والشاي، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد تضخما وندرة في العملات الأجنبية.

وتعود زيادة معدلات استهلاك الشاي والقهوة، وارتفاع عدد زبائن سيدات الشاي إلى انعدام مواقع وسائل الترفيه بالسودان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العسكري السوداني: 40 مليار دولار في رصيد البنك المركزي

200 دولار ثمن كوب شاي في فندق بلندن

تشكيل آلية عليا لإدارة الأزمة الاقتصادية في السودان