استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«الدولة الإسلامية» يتعامل بطريقة واحدة في العراق وسوريا ويستعمل «استراتيجية الكماشة»

الثلاثاء 26 مايو 2015 07:05 ص

احتلال مدينة تدمر في سوريا في اليومين الاخيرين من تنظيم الدولة الإسلامية هو ضربة لا مرد لها لواحد من الاثار الثقافية الهامة في العالم. وحسب تقارير من سوريا، فقد بدأ مقاتلو تنظيم الدولة منذ الآن بتخريب المواقـع الـقـديمة والتخوف المعقول هو أن يصل التراث الآشوري الذي صمد نحو آلاف السنين إلى منتهاه على أيدي التنـظيم.

في اليومين الماضيين قتل أكثر من 400 شخص في المدينة واعتقل آلاف آخرون بعد أن فر جنود الجيش السوري للنجاة بأرواحهم رغم عددهم المتفوق ومعداتهم العسكرية الكثيرة التي كانت في حوزتهم. وهكذا نجح تنظيم الدولة، بعد وقت قصير من سيطرته على مدينة الرمادي في العراق، الاستيلاء على كميات هائلة من السلاح والذخيرة المخزنة في مخازن الجيش السوري في المنطقة وشكلت جبهة داخلية حيوية لتموين القوات السورية.

لكن مثل احتلال الرمادي هكذا ايضا احتلال تدمر ليس حدثا محليا مصادفا، بل جزء من استراتيجية اقليمية تربط بين الجبهة العراقية والجبهة السورية الاخذة في خلق مجال سيطرة واحد.

يبين الاطلاع على الخريطة استراتيجية الاحتلالات التي أكملت في الايام الاخيرة محور حركة متواصل بين الرمادي في الشرق، عبر معبر الحدود تنف الذي بين العراق وسوريامعبر الحدود الاخير مع العراق الذي كان تحت سيطرة النظام السوريومنه إلى تدمر التي تقع على مفترق طرق هام.

تقع تدمر على المحور المركزي إلى دير الزور والى الرقة التي تحت سيطرة تنظيم الدولة في الشمال، وعلى المحور الرئيس بين دير الزور ومدينة حمص الكبرى في الغرب. وتقطع السيطرة على هذه المحاور الجيش السوري عن المحافظات الاساسية التي لا يزال يسيطر فيها في غربي الدولة، ولا تبقي لدى السوريين سوى منظومة المحاور الغربية التي تربط بين دمشق وجبال القلمون ومن هناك إلى محافظة اللاذقية، التي تعتبر المعقل المركزي للنظام.

وفي نفس الوقت، في الجناح الشرقي، يمنع احتلال الرمادي قدرة الجيش العراقي والميليشيات الشيعية التي تعمل تحت قيادة إيرانية من أن تمد المعونة للقبائل السنية او لادارة معركة لتحرير محافظة الانبار المحاذية لسوريا.

لقد ميزت طريقة احتلال المحاور والمفترقات الرئيسة استراتيجية تنظيم الدولة منذ بداية احتلال العراق في يونيو/حزيران 2014، حينما بعد احتلال الموصل سارعت قوات التنظيم إلى الاستيلاء على المحاور المؤدية إلى غرب الدولة ومعابر الحدود من اجل خلق تواصل سيطرة قبل أن تتفرغ لاحتلال المدن نفسها والثبات فيها.

هذه الاستراتيجية التي أثبتت حتى الآن نجاعتها، تلزم التحالف العربي ولا سيما الولايات المتحدة لان تتعاطى مع العراق وسوريا كجبهة واحدة، وليس كموقعي قتال منفصلين كل منهما يملي قواعد انخراط مختلفة.

وحسب الفهم المتبع، فان الولايات المتحدة ترى في العراق منطقة نار حرة ليست مقيدة من الحكومة العراقية، ايران أو روسيا، بينما الجبهة في سوريا تلزم التحالف بمراعاة مواقف الاخيرين خشية المواجهة الشاملة.

ويخدم هذا التمييز جدا تنظيم الدولة الإسلامية الذي رأى بانه يستغل قيود العمل ضده في سوريا كي يمد منها شرايين سيطرته في العراق. وبهذا الشكل فقد نجح في أن يقيم لنفسه جبهة داخلية لوجستية واقتصادية مزدوجة، واحدة في سوريا والثانية في العراق، بحيث أنه حتى لو انهار في احداهما، فسيكون بوسع الثانية أن تغذية بفضل السيطرة على محاور الحركة. ومن هنا ايضا المنفعة المحدودة التي للهجمات الجوية على منشآت تنظيم الدولة.

وكان السناتور الأمريكي «جون ماكين» قال يوم الخميس في مقابلة مع «اطلنطيك» ان «75 في المئة من الطائرات التي تنطلق إلى هجمات على قواعدهم تعود دون ان تلقي قنابلها لانه لا يوجد على الارض من يحدد لها الاهداف». ويؤيد ماكين الهجوم البري وارسال الاف الجنود الأمريكيين للمشاركة في المعركة.

ولكن حتى لو تقرر فتح معركة بريةالقرار الذي يبدو في هذه اللحظة بعيدافقد وضع تنظيم الدولة منذ الان في مواجهته سورا واقيا في أنه ربط بين الجبهتين مما يجعل صعبا جدا التعاون العسكري بين جيشي العراق وسوريا. 

أما مفترق القرار التالي لتنظيم الدولة فسيكون إذن في أي اتجاه يمد فيه سيطرته. هل يواصل شرقا من الرمادي إلى حبانية وحتى اطراف بغداد في العراق أم يوسع السيطرة في سوريا لاحتلال مدينة حمص ومنها إلى الحدود اللبنانية.

تنظيم الدولة ملزم بان يغذي نفسه اقتصاديا وبالتالي فهو مطالبا احتلال المزيد من المناطق المدينية كي ينتزع منها الارباح من الضرائب، التجارة ودفعات الفدية، والا يبذر جهودا كبرى على «المناطق المفتوحة». 

وعليه، فان حماس قد تكون اغراء اكبر من حبانية في العراق، فما بالك انه في الجبهة السورية يمكن لتنظيم الدولة أن يستغل في صالحه أيضا الخصومات التي بين الميليشيات المختلفة وبينها بين الجيش السوري وحزب الله.

هذه المنظومة من القوات من شأنها ايضا أن تجبر التحالف العربي على تغيير سياسته تجاه ميليشيات الثوار، ومنح بعضها، مثل جبهة النصرة، وبعض الميليشيات التي تشكل جيش الفتح، شهادة تسويغ لتركيز الجهود ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية سوريا العراق استراتيجية الكماشة تدمر الرمادي

«نيويورك بوست»: سقوط الرمادي وتدمر أثبت ’’هزلية‘‘ استراتيجية «أوباما»

بعد سقوط الرمادي: كيف يمكن تجنب حدوث تفكك آخر في العراق؟

«الدولة الإسلامية» يحطم محتويات في متحف مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا

«الدولة الإسلامية» يرفع راياته فوق قلعة تدمر التاريخية في سوريا

«بلومبيرج»: سقوط تدمر في يد الدولة الإسلامية قد يمثل نصرا دعائيا لنظام «الأسد»

«ماكين» ينتقد تهوين «أوباما» من سقوط الرمادي ويدعو لإرسال قوات برية إلي العراق

فرنسا تدعو لزيادة عمليات التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية» لوقف تمدده

مصائر سوريا

في انتظار مصر.. عن «داعش» ومشروع «دولته»!

«المونيتور»: كيف يمكن هزيمة «الدولة الإسلامية» بينما يواصل النمو ماديا وعدديا؟

الاستراتيجية العسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية

العراق يعلن السيطرة الكاملة على حدوده البرية مع سوريا والأردن