ألمانيا تسعى لإعداد أئمة مساجدها لتحجيم التأثير التركي

السبت 20 أبريل 2019 09:04 ص

تجري السلطات الألمانية مشاورات مع جهات في الجالية المسلمة ذات الغالبية التركية في البلاد؛ بهدف إعداد أئمة يحملون شهادة تخرج ألمانية، حيث تشير معلومات الحكومة إلى أن 90% من الأئمة تلقوا تعليمهم وتم تأهيلهم في الجامعات والمراكز التركية، حسبما أفاد "شهاب فاروق كوبرلو"، إمام أحد المساجد في ألمانيا.

ونقل "الخليج أونلاين" عن "كوبرلو" قوله إن "السلطات الألمانية قلقة من أن يكون لهؤلاء الأئمة ولاء لتركيا، علماً أن الإعلام الألماني هو من يقود حملة التشكيك بولاء المسلمين الأتراك، كلما حدثت في أرجاء البلد حادثة ما".

وتضم ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم؛ فمن بين 4.5 مليون نسمة مجموع المسلمين الألمان ينحدر نحو ثلاثة ملايين منهم من أصول تركية.

وتضم البلاد أكثر من 2000 جمعية تابعة لمساجد، ونحو 2000 من الأئمة ينحدر نحو 90% منهم من الخارج، وغالبيتهم تأتي من تركيا.

وأضاف "كوبرلو": أن "هذا الأمر صرحت به الحكومة في العلن على لسان ماركوس كربير، سكرتير الدولة في وزارة الداخلية، حيث قال لإحدى الصحف إن هناك حاجة إلى رجال دين مسلمين عاشوا في ألمانيا وتعلموا فيها، لكي يجد لديهم الجيل الصاعد ما يرسخ الانتماء لألمانيا لا لدولة أخرى خارجها".

ورأى في هذه الخطوة "عملية إضفاء طابع ألماني على الإسلام تحت شعار توطين المسلمين، رغم أننا نحن المسلمين في ألمانيا ونحمل الجنسية نحمل مشاعر الولاء للوطن، ونمزجه بالمحبة لكل بلاد المسلمين باعتبار الانتماء الديني، ولا نجد في الأمر تعارضاً أو تناقضاً"، متهماً الإعلام الألماني بـ"تأجيج مشاعر الكراهية تجاه الأتراك تحت وطأة موجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح أوروبا".

وتتميز العائلات التركية بالحفاظ على العادات والتقاليد المتوارثة، والتي تعتبر أحد عناصر القوة الناعمة لأنقرة في أوروبا، وتظهر نتائج الانتخابات التركية المتوالية أن نسبة كبيرة منهم تؤيد حزب العدالة والتنمية الحاكم.

تحريض إعلامي

 

وينتقد الألمان المسلمون وبعض الأكاديميين المحايدين من غير المسلمين إعلام بلادهم، ويصفونه بالتحيّز وتشويه صورة الإسلام.

وبحسب "محمد سايلان"، الطالب في جامعة "أوغسبورغ" الألمانية فإن "الأخبار التي تتحدث عن اعتقال إسلامي متطرف أو مداهمة مسجد ما، تأخذ مكانها في صدور الصحف وعناوين الأخبار"، مشيراً إلى أن "وسائل الإعلام تخصص مساحات كبيرة للذين يوجهون انتقادات قوية للإسلام والمسلمين، لا سيما عند وقوع حادثة إرهابية في ألمانيا أو خارجها".

وتابع: أن "كثرة الأتراك بين المسلمين جعلت صورة المسلم في ألمانيا هي صورة التركي، ويركز الإعلام على إظهار المسلمين من أصول تركية على أنهم جواسيس ولهم ولاء لتركيا".

واستدرك "سايلان" حديثه بالقول: "أقرب مثال يمكن التدليل به على ما سبق، هو اتهام الإعلام الألماني للاتحاد التركي الإسلامي بدعم الهجوم العسكري التركي على مدينة عفرين السورية داخل المساجد التابعة له، وأنهم يمثلون الإخوان المسلمين في ألمانيا".

وأكد "سايلان" وجود "محاولة لإيجاد إسلام في البلاد من النوع الذي تستعين به الأنظمة العربية الدكتاتورية في دعم وجودها".

وتابع "هناك توجه لتدريس العلوم الإسلامية في العديد من الجامعات الألمانية مثل: مونستر وتوبينغن وأوسنابروك وفرانكفورت، وسيفتح معهد إضافي أبوابه هذا العام في جامعة هومبولت في برلين".

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

ألمانيا: إخلاء 3 مساجد بعد بلاغات بوجود متفجرات