سنشتاق لـ«أوباما»!

الجمعة 29 مايو 2015 03:05 ص

رئيس الولايات المتحدة «باراك أوباما» منع بحثا دوليا في موضوع النووي الاسرائيلي، من خلال دخوله في صراع مع عدد من الدول العربية المعتدلة. «أوباما» لا يفهم ولا يدرك أنه لا احتمال لديه (وخاصة مع الأخذ في الاعتبار اسمه وأصله) أمام شارع يهودي سارع للتصويت في الانتخابات الاخيرة لأنه خاف من العرب السيئين.

بشكل طبيعي ستزعم أوساط في اليسار أنه لا يرد بالمثل على «نتنياهو». لكن يبدو أن «أوباما» لا يتم تحريكه بالنزوات، وأن وجود دولة «إسرائيل» يشكل قيمة مهمة في نظره. أحيانا تكون رغبة قوية لتوجيه انتقادات على جزء من الخطوات الخارجية لـ«أوباما»، التي تبدو خاطئة أو مترددة، لكن الليبراليين في العالم سيشتاقون إليه. سيشتاقون إلى رئيس يشكل نموذجا للتفكير المتطور، له مُثل، ويحاول بناء جسور ويناضل ضد العالم الرأسمالي الذي يتجاهل حقوق الفرد.

صحيفة «إسرائيل اليوم» وسيدها شلدون أدلسون، كانوا محقين بدعمهم للحزب الجمهوري: من وجهة نظرهم، فانه من الافضل أن يأتي رئيس قوي. لقد أبعدوا فشل الرئيس «جورج بوش» في غزو العراق الذي استند الى الأكاذيب. إنهم لا يؤمنون برغبة «أوباما» في خلق عالم أقل تفجرا مع احتمال منع حرب عالمية. لقد كانوا على حق، لأن رجال «حفل الشاي»، الواعظين من الامريكيين الصهاينة ومعارضو الاجهاض، مناسبون لوجهات النظر السائدة في اليمين الاسرائيلي، منها ما يتم التصريح به ومنها ما يُخفى.

لقد كانت هناك ايام كانت فيها الاختلافات بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة صغيرة. صحيح أن تحالفات الاقليات دعمت الديمقراطيين، وأرباب المال دعموا الجمهوريين، لكن الحزبين نجحا في أن يكون هناك تعاون بين الرئيس والكونغرس. لا يوجد لـ«أوباما» مثل هذه الكماليات، ليس فقط لأنه أسود، ولأنه تجرأ على تحدي الطوائف في «أركانسو» و«نبراسكا». نضاله من اجل قانون الصحة ومعارضة الجمهوريين لهذا القانون يبين القيم لكلا الجانبين.

أتمنى أن ينجح «أوباما» في خلق إرث الايمان بالانسان، الاهتمام بالمجتمع الامريكي كله وليس بأفراد أصحاب اموال في داخله. أتمنى أن من سينتخب بعده سيواصل دربه تجاه «إسرائيل»«أوباما» يدعم اسرائيل من الناحية الأمنية والسياسية، لكنه يدعو لاسرائيل اخرى، نقية من العنصرية وتريد العيش بسلام مع جيرانها. سيكون هناك من سيقولون إنه يتدخل في شؤوننا الداخلية. لكن هذا لا يشبه تدخل «نتنياهو» الذي دعم علنا خصم «أوباما»، ميت رومني، ورفاقه الذين يشكلون نقيض مدني وديني للتقدم.

أقوال «دافيد بن غوريون» عن إسرائيل كمجتمع مثالي تبدو وكأنها تستهزيء بالواقع القائم، لأن المجتمع المثالي يحتاج الى اشخاص للاقتداء بهم مثل «بن غوريون» وليس الى قيادة جبانة، ضالة وتنقصها الرؤية، قيادة بديلة يفضل أن تستلهم من الرئيس «أوباما» الذي يمثل الطموح والاهتمام، الحفاظ على مصالح دولته ويبذل الجهود لمنع حروب تعرض للخطر مستقبل العالم.

ليس بيننا الكثيرين الذين سيحترمون الولايات المتحدة و«أوباما» على موقفه من موضوع الذرة في الشرق الاوسط لأن أولئك المواطنين يعتقدون أن «أوباما» انتخب من اجل الدفاع عنهم، وحتى عن نزوات اليمين. لكننا نؤمن بقيادة تعمل من أجل الشعب، وتسعى الى المساواة والقضاء على العنصرية. هذه هي الوصفة الصحيحة.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل أمريكا العنصرية أوباما نتنياهو الاحتلال الاستيطان فلسطين

المساعدات العسكرية الأمريكية لـ«إسرائيل» ستزيد بسبب اتفاق إيران

باراك أوباما إذ يدير ظهره للشرق الأوسط 

«نتنياهو» يشكر أمريكا على «عرقلة» حملة تقودها مصر لحظر «النووي» بالمنطقة

واشنطن تبحث منح «إسرائيل» طائرات «إف-35» حال توقيع الاتفاق النووي مع إيران

«إسرائيل» تحذر «أوباما» من إمداد الخليج بسلاح «استراتيجي كاسر للتوازن»