ف. بوليسي: الإمارات تدعم حميدتي وتاريخ الربيع المجهض يلاحق السودان

الجمعة 3 مايو 2019 05:05 ص

 "التاريخ الحديث يلاحقهم".. هكذا وصف "جاستين لينتش" دوافع المحتجين السودانيين الذين شددوا على استمرارهم في التظاهر حتى يتم تسليم السلطة إلى إدارة مدنية.

 وفي مقاله بمجلة "فورين بوليسي"، أشار"لينتش" إلى دعم الإمارات لقائد قوات الدعم السريع، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول "محمد حمدان دقلو"، المعروف باسم "حميدتي".

وأوضح "لينتش" أن المتظاهرين دعوا لمليونية أمام مقرات الجيش السوداني، وأمامهم ماضي انتفاضات الربيع العربي التي أجهضت فيها أحلام الديمقراطية والاستقرار، ولذا يحرصون على استمرار الاحتجاجات دون انقطاع.

وأضاف أنه قابل بعض المحتجين بالسودان، اعترفوا له بوجود توقعات من داخل الجيش أو الدول الخارجية لتعبهم واستسلامهم أخيرا كما حدث في الماضي، عندما تحطمت المقاومة الشعبية في مصر على يد الديكتاتور الجديد "عبدالفتاح السيسي"، لكنهم أكدوا تصميمهم على على المواصلة.

وفي هذا الإطار، نقل الكاتب عن المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين "سارة عبد الجليل" قولها: "ذهب البشير ولكن النظام بقي (..) لم تتم الاستجابة للمطالب الأساسية للاحتجاج وهو التخلص من النظام السابق. والمطلب الأول هو تسليم السلطة وبدون شروط وبشكل سلمي".

 وتعتقد عضو نقابة الصيادلة السودانيين "سماهر مبارك" أن الشعب السوداني تعلم بعد ثورة عام 1985 أن "الجيش لن يتخلى عن السلطة طوعا للمدنيين وأنه يجب الاستمرار بالتظاهر لحماية الثورة".

ولذا تؤكد الطالبة "منى أبكر": "سنظل هنا حتى العام المقبل لأننا نريد حقوقنا ويجب أن نحصل عليها، ولم تمنح لنا، وسننام هنا.. نحن هنا لنبقى".

 

نقطة تحول

 

وتأتي الاحتجاجات كنقطة تحول مهمة للتاريخ السوداني لأن من يتحكم بالعملية الانتقالية سيكون بمقدوره تحديد مستقبل البلاد ولفترة طويلة، ومن هنا كان حصول النخبة العسكرية السودانية على دعم الدول العربية المعادية للربيع العربي.. الإمارات والسعودية ومصر، التي "تحاول التأكد من تفوق المجلس العسكري على المدنيين في المرحلة الانتقالية" بحسب "لينتش".

وبحسب دبلوماسي سوداني فقد دعمت الإمارات التحرك ضد الرئيس السوداني السابق "عمر البشير" نظرا لعلاقتها مع عضو المجلس العسكري الانتقالي، قائد قوات الدعم السريع "محمد حمدان دقلو" المعروف بـ "حميدتي"، الذي تعمل قواته في اليمن وتدعم الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين.

وأشار مبعوث من العائلة الحاكمة في الإمارات إلى عمليات توزيع المال والحلوى في السودان قبل رمضان.

كما التقى "السيسي" بالمجموعة التي قادت الانقلاب على "البشير" قبل فترة من تنفيذه، ودفع الاتحاد الإفريقي كي يمنح النخبة العسكرية وقتا قبل تعليق عضوية السودان بالاتحاد، وهي المهلة التي حددها مجلس السلم والأمن الأفريقي في البداية بـ 15 يوما فقط، تم تمديدها لـ 60 يوما لاحقا.

فيما ساهمت السعودية في إيداع مبلغ بقيمة 3 مليارات دولار في البنك المركزي السوداني، وهو ما أشاد به المجلس العسكري الانتقالي.

 

حميدتي والعسكر

 

وإزاء ذلك، نقل "لينتش" عن "صديق يوسف"، الذي شارك في التفاوض مع قادة العسكر، أنه وزملاءه تلقوا معاملة جيدة في أول مرة التقوا فيها قادة الانقلاب السوداني، لكن "حميدتي" تحديدا بدا عدوانيا معهم في المرات اللاحقة.

وذكر "يوسف" أن "حميدتي" قال للمفاوضين المدنيين: "لا تحضروا إن لم تتفقوا معنا"، مشيرا إلى أن قائد قوات الدعم السريع "هو القوة الحقيقية (في السودان) لا الجيش".

ويرى الكاتب أن الخلافات داخل المؤسسة العسكرية والأمنية في السودان يمكن أن يكون مهما في تقرير مصير البلاد.

ويأمل المتظاهرون أن لا يطلق الجنود الرصاص عليهم خاصة أن عددا من الضباط الصغار انضم إلى الاحتجاجات، لكن المتخصص في الشأن السوداني "جيروم توبيانا" يرى أن القوات المسلحة تجنبت إطلاق النار على المحتجين "لأن معظمهم ينحدر من مناطق شمال السودان التي تسيد أبناؤها قطاع المخابرات"

وأضاف: "إلا أن حميدتي من دارفور ولن يتورع عن استخدام العنف".

كما يحذر "كاميرون هدسون"، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والبيت الأبيض أثناء فترة رئاسة "جورج دبليو بوش" من أن "طول أمد الأزمة السودانية يعني زيادة فرص العنف والحرب الأهلية".

ولم يستبعد "هدسون" سيناريو انقلاب الأجهزة الأمنية على بعضها في السودان بشكل تصبح فيه الحرب مفتوحة، وحينها "يتم فض الاعتصام (أمام مقر القيادة العامة للجيش) بالقوة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الغارديان: الأدلة تدين حميدتي وقواته في فض اعتصام الخرطوم

حميدتي.. قائد المرتزقة من أجل الذهب والسلطة