السعودية ومصر تقودان آلة حفتر الإعلامية

السبت 11 مايو 2019 01:05 م

"حصن منيع ضد الإرهاب"..

هكذا تحاول منصات إعلامية يعمل بها سعوديون ومصريون إبراز اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" قائد قوات شرق ليبيا، بغية الحصول على إجماع محلي وعالمي، وفقا لنتائج بحث أجراه موقع دراسات إيطالي بعد تحليله لآلاف المحتويات الإخبارية حول التطورات في ليبيا.

ووفق صحيفة "أل فاتو كوتيديانو" الإيطالية، فقد أجرى البحث مركز الدراسات الدولية الإيطالي (Cesi) بالتعاون مع وكالة (Cultur-e) المتخصصة في التواصل والإعلام الرقمي وتحليل معطيات التخاطب على شبكة الإنترنت.

ووجد البحث بعد تحليل 735 ألف محتوى إخباري (بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية) حول التطورات الأخيرة في ليبيا، أن 73% من هذا المحتوي يبث باللغة العربية.

وبين البحث أن 6 مواقع أنشأها مطور مصري ويديرها مواطن سعودي، أنتجت 15 ألف محتوى خبري من نوعية النسخ واللصق في 15 يوما، مشيرا إلى أن الرسالة الأساسية لهذه المواقع الإخبارية هي أن "حفتر" الذي يهاجم طرابلس "حصن منيع ضد الإرهاب".

وحول المواقع الـ6 ذكر البحث: "أن المؤسستين اللتين أجرتا هذا البحث قامتا بالتركيز على مجموعة معينة من مواقع الإنترنت، على غرار: البلد نيوز، والعرب اليوم، وصحيفة سبق، والشرق تايمز، وميدان الأخبار، والأخبار العربية".

وأشار البحث إلى أن جميع هذه المواقع الإلكترونية المفهرسة تملأ موقع "غوغل" بالأخبار، وقامت بإنتاج 15 ألف خبر من صنف صحافة النسخ واللصق، وهو حجم نشاط "مثير للريبة".

ووفق البحث فالمشترك الآخر بين هذه المواقع، هو أن الذي قام بتطويرها هو موقع (mubashier.com) المسجل في مصر، وهو موقع يقدم العديد من الخدمات من الإنشاء إلى التصرف في مواقع الإنترنت.

ولفت البحث إلى أن شخصا سعوديا يدير جميع هذه المواقع، حيث إن المواقع والمدونات المذكورة سابقا تشترك أيضا في الرقم التعريفي لخدمة (Google Analytics) وحساب (AdSense)، الأول هو أداة لمراقبة حركة زوار الموقع والثاني يمكن من الحصول على الإشهار.

وذكرت الصحيفة أن الاسم التقني لهذه الحرب الدعائية هو "حرب المعلومات" (Info Warfare) وتعريفه يتمثل في سلسلة أنشطة منسقة تهدف إلى الدفع نحو أجندة معينة.

وأشارت الصحيفة: "لسنا الآن إلا أمام العلامات الأولى لصراع حقيقي يجري على الإنترنت".

وبحسب الصحيفة الإيطالية فقد حذر "لورينزو مارينوني" أحد أعضاء فريق البحث حول ما يتم التحضير، متوقعا أن الحرب الإعلامية تتقدم بالتوازي مع تواصل النزاع على الأرض، وسيزداد حجم المحتوى المنشور بكل اللغات.

وتوصل البحث إلى أن الكلمات الأكثر تداولا في المحتوى الخاص بليبيا، ضمن عاصفة المنشورات الإلكترونية الحالية، هي كلمة "حفتر" بالعربية واللاتينية تليها كلمة "إرهاب"، ثم يتداول بغزارة لفظ "وطني" وهو الوصف المسند إلى جيش "حفتر".

وحول الدول الأكثر إنتاجا للمحتوى حول الحرب في ليبيا يرى البحث أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الأكثر في هذا الجانب حيث يتم إنتاج النسبة الكبرى من المحتوى حول ليبيا بـ34.1%، هذه المعطيات لا تعتبر مفاجأة، بحسب الصحيفة الإيطالية، فالمملكة من أول وأهم الداعمين الممولين للواء حفتر.

في المرتبة الثانية من حيث نسبة المحتوى الخاص بمجريات الوضع الليبي، وجد البحث أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي بـ7.3% وليبيا نفسها بـ6.9%، ثم إيطاليا بـ4.9%.

ونوهت الصحيفة بأن التدخل في المشهد الإعلامي والاستقطاب ليسا جديدين في ليبيا، ولم يبدأ مع هجوم "حفتر" الأخير على طرابلس، لكن المتورطين سابقا كانوا دائما فاعلين في الصراع الليبي بما فيها الصحف والمواقع الليبية التي تعتبر ملكا لأطراف الصراع.

لكن الجديد في الموضوع ، وفقا للصحيفة، هو أن المصدر الذي أصبح يغذي الإشاعات ويلوث المشهد الإعلامي يبدو أنه جاء من خارج ليبيا هذه المرة، فالمصالح والصراع حولها حاليا دولية أولا ثم عربية وغربية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

القصبي يعلن تأسيس فريق سعودي مصري لتوحيد الرؤية الإعلامية