استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

من كهوف «صعدة» إلى فضاءات المجتمع الدولي

الاثنين 1 يونيو 2015 03:06 ص

الحوثيون في مسقط، للحوار مع الولايات المتحدة بوساطة عمانية «أنصار الله» ينفون، ليس لأن الحوار والوساطة لم يقعا، ولكن لغايات حفظ «الصدقية»، فلا يعقل أن تتظاهر في صعدة تحت شعار «الموت لأمريكا» وأن تحاورها في العاصمة الجارة، الخلاصة، واشطن لم تأخذ بقراءة حلفائها من المعتدلين لملف الأزمة اليمنية، وهي قررت شق “طريق التفافي” للتواصل مع الحوثيين والتحاور معهم، هي بلا شك، لطمة سياسية جديدة تسددها واشنطن لحلفائها، جرياً على عادتها.

هنا، لا يبدو أن التصريحات الصادرة عن حكومة «عبد ربه منصور هادي» «الشرعية» تساوي الحبر الذي كتبت فيه، وهي أقرب ما تكون لنوبة من نوبات «فشة الخلق»، المعبر عنها بـ«الحرد»، كما أنها على الأرجح، صوت رعاة هذه الحكومة وداعميها، الذين يتعذر عليهم توجيه سهام النقد مباشرة للحليف الاستراتيجي، فيعرضون على حلفائهم القيام بهذه الأدوار.

الحوثيون إلى موسكو وفي توقيت متزامن تقريبا، هذه المرة بدعوة من وزارة الخارجية الروسية، والهدف من الزيارة، إجراء حوارات مع القيادة الروسية لإغلاق ملف الأزمة اليمنية، وعلى قاعدة الخشية المشتركة لدى الطرفين، من تمدد داعش والقاعدة وتفشي الإرهاب وانتعاشه على وقع الانقسام المذهبي، تطور غير مسبوق في علاقات موسكو مع هذا المكون اليمني.

الحوثيون في الأمم المتحدة، هم مكون رئيس من مكونات مؤتمر جنيف، ومشاركون رسميون بدعوة من الأمم المتحدة، والموفد الدولي «إسماعيل ولد الشيخ»، يجول في صنعاء متنقلا بين حزب المؤتمر (حزب المخلوع) و«أنصار الله» الذين قال عنهم «علي عبد الله صالح» أنهم أصحاب القرار السياسي في اليمن اليوم، من يريد حلا لليمن، عليه أن يذهب إلى صنعاء كذلك، فالصورة لا تكتمل من دون إدماج عناصرها الرئيسة.

قبل «عاصفة الحزم»، لم تسجل أية اتصالات نوعية بين واشنطن والحوثيين، أما علاقاتهم مع روسيا فظلت في أدنى الحدود والمستويات، بعد “العاصفة” التي قيل في “نجاحاتها” ما قيل، يتحول الحوثي من لاعب قبلي – مذهبي -محلي معزول في قمم الجبال والكهوف، إلى لاعب أساسي، تنشده «الشرعية الدولية» وعواصم القرار الدولي، في ظني أن الحوثيين سيكثرون من الابتهال إلى الله باستمرار هذه «النجاحات» وتعاظمها.

بعد شهرين (وأسبوع) على اندلاعها، يبدو أن عاصفة الحزم دخلت مرحلة «انقلاب الصورة»، جهود «شيطنة» الحوثيين وإقصائهم، لم تنجح في تحقيق أيٍ من مراميها فحسب، بل جاءت بنقيضها، وأحسب أن هذه التطورات، ستترك بصمات ثقيلة على طبيعة «الحل السياسي» الذي تتطلع أطراف إقليمية ودولية لإنجازه في اليمن، بدءاً باتفاق وقف إطلاق أو «تهدئة طويلة الأمد» يعمل الموفد الأممي على إنجازه في القريب العاجل.

والحقيقة أن العمليات العسكرية قد استنفذت أغراضها منذ أيامها الأولى، بشهادة مختلف المراقبين السياسيين والعسكريين، فبنك المعلومات استنفد، والهدف الواحد تعرض للقصف والتدمير مرات ومرات، والكلفة الإنسانية للحرب في ارتفاع مستمر، مشعلةً موجة عارمة من الغضب الدولي، والنيران الكثيفة باتت ترتد بشراراتها وشظاياها الحارقة على مطلقيها كذلك.

والسيناريو الذي كان يخشاه المراقبون في أسوأ كوابيسهم، قد بدأ يطل برأسه الكريهة على المملكة العربية، فالمدن والمناطق الحدودية السعودية باتت ساحة للمعارك والقتال، فيما يد الإرهاب ضربت المملكة مرتين في أسبوع واحد، على خلفية الاحتقان المذهبي وتفشي خطاب الكراهية والتحريض والفتنة.

لا حل عسكرياً لليمن، مهما بلغت المكابرة بأصحابها، الحل سياسي بامتياز، ومن مصلحة الأطراف، جميع الأطراف، المعتدية والمعتدى عليها، أن تتوجه إليه اليوم، قبل الغد، فلن يكون هناك رابح في هذه الحرب بعد كل هذا الخراب، وبعد «الشرخ العميق» الذي انغرس في جسد العلاقات بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين.

واشنطن تتصرف على هذا النحو، وقد كشف وزير الخارجية الأسبق كولن بأول، عن بعض أوجه الاتصالات الخفية بين الرياض وواشنطن، كما كشف عن قراءات وتقييمات لما جرى ويجري، تعزز قول القائلين منذ اليوم الأول لهذه الحرب، بأن اليمن «مقبرة الغزاة» عبر التاريخ، وأنه مستنقع يتعين بكل السبل، تفادي السقوط فيه، بدلالة تجارب الماضي القديم والحديث ودروسه.

بعد شهرين وأسبوع من الحرب، لم تأت العاصفة على الحوثيين وحلفائهم، ولم يستعد اليمنيون الأمل والرجاء بأمن الراهن وازدهار المستقبل، وقد آن أوان طي هذا الملف، وتركه لأهله يتدبرون شؤونهم بأنفسهم، ومن لديه حساب مفتوح مع الآخر، عليه أن يوجه فوهات بنادقه ومدافعه إليه مباشرة، بدل تدفيع العديد من دول المنطقة وشعوبها، الأثمان الباهظة لحروب الوكالة، تستوي في ذلك السعودية مع إيران.

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيون صعدة السعودية حرب اليمن الولايات المتحدة

الحوثيون يتوعدون السعودية بصواريخ «زلزال» محلية الصنع

الحوثيون يقصفون سفينة مساعدات تابعة لـ«الأمم المتحدة» قرب ميناء عدن

حوار الحوثيين والولايات المتحدة بمسقط يواجه انتقادات عديدة

مباحثات أمريكية في مسقط مع «الحوثيين» لحل أزمة اليمن

وفد حوثي يبحث مشروع حل سياسي للأزمة اليمنية في مسقط

قيادي حوثي: لا مفاوضات مع السعودية .. وسنلاحق «هادي» قضائيا لانتحاله صفة الرئيس