و. بوست: ترامب غاضب من مستشارين يحاولون دفعه للحرب مع إيران

الخميس 16 مايو 2019 08:05 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، الخميس، في تقرير، إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، يشعر بالإحباط والغضب من بعض كبار مستشاريه، والذي يعتقد أنهم يحاولون بإصرار دفع الولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية مع إيران، محطمين تعهده القديم بالانسحاب من الحروب الخارجية باهظة الثمن.

ووفقا لمسؤولين أمريكيين، نقلت عنهم الصحيفة، فإن "ترامب" يفضل اتباع نهج دبلوماسي لحل التوترات ويريد التحدث مباشرة مع قادة إيران.

ونقلت "واشنطن بوست" أيضا عن مسؤول كبير في الإدارة، على دراية بالتطورات، إن غضب ترمب تزايد طوال الأسبوع الماضي وعطلة نهاية الأسبوع بشأن ما يراه تخطيطاً حربياً - تجاه ايران - يسبق تفكيره.

صقور التصعيد

ويضيف المسؤول أن الحديث يدور تحديدا حول مستشار "ترامب" للأمن القومي، "جون بولتون"، والذي يتبنى نهجا شديد العدائية والتحفز تجاه إيران، ويروج بإصرار لفكرة تغيير النظام وليس مجرد إصلاح سياسات طهران الإقليمية، كما يتصور "ترامب".

كما أن وزير الخارجية "مايك بومبيو" وآخرين من الإدارة يتشاركون فكرا راديكاليا تجاه إيران، وهو ما بات يشعر "ترامب" بالتوتر.

وأشارت الصحيفة إلى وجود خلافات كبيرة داخل الإدارة الأمريكية حول تقييم التقارير الاستخباراتية الأخيرة، والتي تتحدث عن تهديدات حقيقية من قبل إيران للمصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، ويتخوف البعض من تأثير سلبي لما يحدث على علاقة واشنطن بحلفائها، تحديدا في أوروبا، والذين ينظرون إلى ما يحدث بعين الغضب، وعدم الاقتناع بالمبررات الأمريكية.

وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة، إن "ترامب" و "بولتون" كل منهما في مكان مختلف تماما حول قضية إيران، وعلى الرغم من أن "ترامب" كان ينتقد إيران قبل فترة طويلة من تعيينه "بولتون" كمستشار للأمن القومي، إلا أنه في النهاية (ترامب) يريد صفقة وليس حربا، وهو منفتح على التفاوض مع الحكومة بطهران.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض للصحيفة إن "ترامب" غير مرتاح لفكرة الإطاحة بالنظام الإيراني، التي يرددها "بولتون" وآخرين، وأن هذا الحديث يعكس داخله تجربة الإطاحة برئيس النظام العراقي "صدام حسين" خلال الغزو الأمريكي لبغداد في 2003، وهو الأمر الذي يراه "ترامب" خطأ كلف الولايات المتحدة الكثير، ولا يريد تكراره.

وأضاف المسؤول إن "ترامب" لا يميل إلى الرد بقوة، ما لم تكن هناك "خطوة كبيرة" من الإيرانيين، ومع ذلك، فإن الرئيس مستعد للرد بقوة إذا كانت هناك وفيات بين صفوف الأمريكيين أو تصعيد دراماتيكي.

وتشير الصحيفة إلى أن البنتاغون ومسؤولو المخابرات يرون إن ثلاثة تصرفات إيرانية مميزة أثارت إنذارات خطرة، أولها معلومات تشير إلى وجود تهديد إيراني ضد المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في مدينتي بغداد وإربيل العراقيتين؛ وثانيها مخاوف من أن إيران قد تستعد لتركيب قاذفات صواريخ أو صواريخ على سفن صغيرة في الخليج العربي، أما الثالث، فهو توجيه من "خامنئي" إلى فيلق الحرس الثوري والوحدات العسكرية الإيرانية النظامية، فسرها بعض المسؤولين الأمريكيين على أنها تهديد محتمل للعسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين.

ولذلك، أمرت وزارة الخارجية، الأربعاء، الموظفين غير الأساسيين بمغادرة البعثات الأمريكية في بغداد وإربيل.

العسكريون حائرون

وقالت "واشنطن بوست" إن المسؤولون العسكريون في واشنطن باتوا "ممزقين" بين رغبتهم في تجنب المواجهة المفتوحة مع إيران وقلقهم بشأن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة والتي تعد خطيرة، من وجهة نظرهم، والتي دفعت القيادة المركزية إلى طلب أصول عسكرية إضافية إلى منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك حاملة الطائرات والقاذفات الاستراتيجية.

وقال العديد من المسؤولين إن ضباطا يرتدون من هيئة الأركان المشتركة، بقيادة رئيس أركان مشاة البحرية "جوزيف ف. دنفورد جونيور"، كانوا من بين أبرز الأصوات التي تعبر عن المخاوف من التكاليف الباهظة للحرب مع إيران.

ووصف بعض مسؤولي وزارة الدفاع نهج "بولتون" الأكثر عدوانية تجاه إيران، بأنه "مثير للقلق".

وتقول الصحيفة إن "ترامب" وصف حرب العراق، خلال حملته الانتخابية، بأنها خطأ فادح كان يمكن تجنبه، وبنى جزء من مبررات دعمه السياسي على فكرة أنه لن يكرر مثل هذا الإنفاق الباهظ من الدماء والأموال الأمريكية على مثل تلك الحروب.

وتضيف أن صفقة جديدة مع إيران، والتي قال "ترامب" إنه قد يتصورها قريبة ذات يوم، ستكون بديلا مرضيا له عن الاتفاق النووي الدولي الذي غادره، العام الماضي، والذي صاغته إدارة "أوباما".

الأوروبيون لا يصدقون

وكشفت الصحيفة، نقلا عن مصادر، أن وزير الخارجية "مايك بومبيو" لم ينجح في إقناع الأوروبيين، خلال جولته الأخيرة، لتبني المخاوف الأمريكية أو مشاركتها، حيث لم يقتنع الأوروبيون بالمعلومات الاستخباراتية الأمريكية الأخيرة، وفقا لعشرة دبلوماسيين ومسؤولين أوروبيين من 7 دول.

وقال مسؤول أوروبي بارز، شارك في أحد الاجتماعات مع "بومبيو": "لم يُظهر لنا  أي دليل على كلامه حول الأسباب التي تجعل واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء عدوان إيراني محتمل".

ويضيف أن القادة الأوروبيين يرون أن مستشارين بالبيت الأبيض يدفعون نحو الحرب، بلا مبررات حقيقية، وهم (القادة الأوروبيون) يخشون دخول مثل تلك الحروب مجددا، حيث يريدون الفوز في الانتخابات، ولا يريدون إغضاب المواطنين الذين لا يهتمون بحروب "ترامب"، وقد يعاقبونهم على القتال بجانب الأمريكيين ضد إيران.

 الديمقراطيون متشككون

التشكك حول مبررات الحرب على إيران سيطر أيضا على الديمقراطيين داخل الكونغرس، حيث أثاروا أسئلة عن الأدلة التي استندت إليها الاستخبارات في استنتاجها المقلق حول الأمر، ويشيرون إلى مغازلة أصوات داخل الإدارة الأمريكية بشكل واضح لفرضية الحرب.

وفي بيان في قاعة مجلس الشيوخ، الأربعاء، طالب السيناتور الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "روبرت مينينديز"، "بإجابات من الإدارة عن إيران"، وقال إنه حتى الآن تجاهلت الإدارة تلك المطالب.

وأضاف: "لا يمكننا أن نقاد إلى مغامرات عسكرية خطيرة".

وامتدت المخاوف بشأن مسألة التهديد الإيراني المرتفعة إلى مبنى الكابيتول هيل، يوم الأربعاء، خلال جلسة إعلامية سرية، حيث أبدت النائبة "ليز تشيني" تفهمها لقلق الاستخبارات، مؤيدة التصعيد ضد إيران.

ورداً على ذلك ، اتهمها النائب الديمقراطي "سيث مولتون" بتضخيم التهديد، وحدثت بينهما مشادة ساخنة، بحسب شخص مطلع على الإحاطة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سيناتور أمريكي معاد للحروب يستهل مفاوضات مع إيران بلقاء ظريف

الخليج إلى حرب ناقلات جديدة.. مشهد يتكرر بعد 30 عاما