وصلت حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" إلى خليج عمان، دون أن تدخل بشكل مباشر إلى مياه الخليج العربي رغم الضجة الإعلامية والسياسية حول حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وإيران.

لكنه في الوقت ذاته، دخلت قطعتان بحريتان أمريكيتان إلى مياه الخليج، الخميس، دون وقوع أي حادث أو اشتباكات مع القوات الإيرانية التي سبق أن هددت بأن جميع القطع العسكرية الأمريكية في الخليج في مرمى نيرانها.

وعبرت كل من المدمرة الصاروخية "ماكفول" و"جونزاليز" مضيق هرمز، في وقت متأخر من بعد الظهر بالتوقيت المحلي دون أي اعتراض من سلاح الحرس الثوري الإيراني، ما اعتبره مراقبون دليلا على تراجع احتمالات نشوب الحرب بشكل مباشر.

وبإحجام حاملة الطائرات "إبراهام لنكولن" عن دخول مياه الخليج بشكل مباشر، يكون لواشنطن سفينة حربية واحدة كبيرة فقط في مياه الخليج ولكنها لا تصل إلى مستوى حاملة الطائرات.

ووصلت "أبراهام لنكولن" إلى مياه بحر العرب وهي راسية هناك، ولم تدخل مياه الخليج العربي لترسو في البحرين قاعدة الأسطول الخامس.

وعوضت "أبراهام لنكولن" حاملة طائرات "جون سنتيس" الذي بقيت راسية في البحرين طيلة شهر مارس/آذار حتى بداية أبريل/نيسان الماضي.

وعادة ما تبحر حاملات الطائرات في مياه الخليج العربي لترسو في البحرين، مقر الأسطول الخامس، وهذه المرة أحجمت "أبراهام لنكولن" بسبب التوتر في المنطقة.

ويرجح خبراء عسكريون أن يكون سبب تأخر دخول حاملة الطائرات الأمريكية مياه الخليج هو تخوف البنتاغون من أي مفاجآت بعد نجاح مجهولين في إلحاق أضرار بحاملات نفط عملاقة قبالة المياه الإقليمية الإماراتية الأحد الماضي.

علاوة على ذلك، فإن أمريكا لا تبدي معرفة بنوعية السلاح الصاروخي الإيراني المضاد للسفن الحربية ومنها ضد حاملات الطائرات، وذلك رغم نجاح "حزب الله" في ضرب فرقاطة إسرائيلية في عرض البحر خلال حرب 2006، علما أن تلك الفرقاطة كانت تتميز بنظام دفاعي متطور، وعادة ما يحصل "حزب الله" على تكنولوجيا الصواريخ من إيران.

وتملك إيران آلاف الزوارق الحربية النفاثة والصغيرة القادرة، في حالة توجيه العشرات منها دفعة واحدة، فإنه يمكنها إلحاق ضرر كبير بحاملة الطائرات لأن الدفاع المضاد لا يمكن إغراق كل الزوارق بسبب المسافة القصيرة، ما يعني أن بعضها سيصل إلى الهدف.

كما أن البنتاغون يبحث كيفية نجاح طائرة بدون طيار إيرانية تصوير حاملة طائرات عسكرية مرات عديدة منها سنة 2016 ويعتقد تكرار التصوير خلال الشهور الماضية.

ومبعث التخوف من أنه إذا نجحت طائرة بدون طيار في التحليق فوق حاملة طائرات بدون رصدها وبدون إسقاطها، يعني أنها قادرة على حمل متفجرات وتنفيذ هجمات.

ورغم الحديث عن الحرب بين إيران والولايات المتحدة، يعد التواجد العسكري الأمريكي في الخليج العربي أقل من المعتاد باستثناء تواجد أربع طائرات قاذفات استراتيجية من نوع "بي 52 H".