المطران حنا: ماذا فعلت القمم للقدس عدا بيانات معدة سلفا؟

الاثنين 3 يونيو 2019 04:06 ص

قال المطران "عطا الله حنا" رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس خلال استقباله وفدا من المقدسيين ومن اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عايدة في محافظة بيت لحم بالضفة الغربية إن ما شهدته مدينة القدس المحتلة لا يمكن وصفه بالكلمات ويكشف عن الوجه القبيح للاحتلال الطامع بإفراغها من أصحابها.

ولفت المطران "حنا" إلى أن المهرجانات والمسيرات الاحتلالية الاستفزازية جابت شوارع القدس المحتلة بما في ذلك الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة وتحولت المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية حيث كان المستوطنون يجولون ويصولون ويطلقون شعاراتهم الاستفزازية معبرين عن فرحهم وابتهاجهم بما يسمونه بيوم توحيد القدس.

كما أشار إلى الاقتحامات الاستفزازية التي تعرض لها المسجد الأقصى وشجبها واستنكرها جملة وتفصيلا.

وتابع: "لقد تحولت مدينة القدس أمس إلى مدينة كراهية وعنصرية بامتياز وبحماية من قبل سلطات الاحتلال وذلك احتفالا بما يسمونه زورا وبهتانا بيوم توحيد القدس وهو اليوم الذي فيه كانت النكسة وكان سقوط الشطر الشرقي من المدينة المقدسة"، مؤكدا أن ما حدث في مدينة القدس إنما يظهر الوجه القبيح للاحتلال هذا الاحتلال الذي يريدنا أن نحزم أمتعتنا وأن نغادر مدينتنا".

سياسة تطفيش للمقدسيين

وشدد على أن ما شهدته مدينة القدس في الآونة الأخيرة ينم عن سياسة تطفيش للمقدسيين من خلال محاصرتهم ومضايقتهم والتنكيل بهم ومنعهم من حرية التنقل من مكان إلى مكان.

وأضاف: "أقول لأولئك الذين يدافعون عن الاحتلال ويبررون وجوده بأنني كنت أتمنى أن تكونوا في مدينة القدس لكي تشاهدوا بأم العين ما تقوم به السلطات الاحتلالية بحق مدينتنا المقدسة والتي وصل إليها الآلاف من المستوطنين المتطرفين والذين كانوا يجولون ويصولون في القدس بطريقة استفزازية غير مقبولة وغير مبررة".

ولفت إلى أن مدينة السلام تحولت إلى مدينة عنصرية وبغضاء وكراهية، مرجحا أن هذا هو حال القدس الذي سيبقى ما دام هنالك احتلال وما دام هناك ظلم وقمع بحق شعبنا الفلسطيني.

وقال إن 3 قمم عقدت مؤخرا ويحق لنا أن نتساءل ماذا قدمت هذه القمم لمدينة القدس باستثناء البيانات والخطابات الرنانة، ففي الوقت الذي فيه تعقد هذه القمم وتكون بياناتها معدة سلفا؟.

وتابع المطران "حنا" "نرى في القدس مشهدا مغايرا وهو استهداف غير مسبوق لمدينتنا المقدسة ولأبناء القدس والذين يراد لهم أن يرحلوا من هذه المدينة المباركة إمعانا في تهميش وإضعاف الحضور الفلسطيني العربي الإسلامي والمسيحي".

وأوضح أن "الديمقراطية الإسرائيلية بأبهى صورها في مدينة القدس وظهر الوجه الحقيقي للاحتلال وهو وجه عنصري فاشي إقصائي فهذه هي ديمقراطيتهم المزعومة".

وتابع: "كان المشهد في القدس أمس قاسيا علينا جميعا وقد مررنا بيوم لربما هو من أشد الأيام إيلاما وحزنا على ما تمر به مدينة القدس ولكن وبالرغم من كل هذه الظروف المأساوية التي نمر بها فإننا لن نفقد الأمل وستبقى القدس لأهلها والمهرجانات الاحتلالية الصاخبة احتفاء بما يسمى توحيد القدس إنما أظهرت بشكل واضح أن القدس مدينة محتلة وأهلها يعانون من الاحتلال وكذلك مقدساتها وهذا الاحتلال يجب أن يزول".

وأكد "حنا" أن ما يسمى بتوحيد القدس إنما هي ذكرى احتلال المدينة المقدسة وسقوطها يوم 5 يونيو/حزيران عام 1967، إنها ذكرى أليمة وحزينة ولكنها لن تفقدنا كمقدسيين وكفلسطينيين الأمل بأن الحق سيعود لأصحابه حتما وكل ظلم في هذا العالم له بداية وله نهاية.

ووجه المطران التحية لأبناء مخيم عايدة ولكافة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء، مؤكدا أن المخيم الفلسطيني إنما يشير وبشكل واضح إلى نكبة شعبنا الفلسطيني الذي شرد عام 48 وما زال شعبنا يعاني حتى اليوم من تبعات هذه النكبة وما زال الفلسطينيون المهجرون والمنكوبون واللاجئون ينتظرون يوم عودتهم إلى وطنهم وإلى أرضهم المقدسة.

وتابع: "القدس تتعرض لحملة احتلالية غير مسبوقة هادفة إلى طمس معالمها وتزوير تاريخها وتهميش وإضعاف الحضور الفلسطيني فيها، كما أن القضية الفلسطينية بمجملها تتعرض لمؤامرة هادفة لتصفيتها وترامب وعملائه وأدواته يسعون لتمرير صفقة القرن بهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كلي".

وشدد "حنا" على أن هذه المشاريع التآمرية لن تمر وهذه الصفقات لن تنجح لأن شعبنا الفلسطيني يقف بالمرصاد لكل المشاريع المشبوهة ولكل المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

المطران حنا يتهم الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة تسميمه