استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لمصلحة من هذه التفجيرات؟!

الاثنين 17 يونيو 2019 07:06 ص

لمصلحة من هذه التفجيرات؟!

لم تتضح هوية الجهة التي تقف خلف الاستهداف المتكرر لناقلات النفط.

موازين القوة بين أمريكا وإيران مختلة بشكل فادح في كل مؤشرات القوة لصالح الولايات المتحدة.

خوف إسرائيل ليس من قوة إيران بل من تسليم أمريكا بإيران كقوة إقليمية عبر اتفاق يقوي النظام الإيراني داخليا وربما إقليميا.

هل يحفز الاعتداء الصارخ على حرية الملاحة وسلامتها المجتمع الدولي لنزع فتيل أزمة دخلت مربعا جديدا لا يعرف أحد كيف سينتهي؟

*     *     *

فتحت تفجيرات ناقلات النفط الأخيرة في بحر عمان شهية المحللين حول من يقف خلفها ولمصلحة من. فبعيدا عن اتهام هذا الطرف أو ذاك بالضلوع بالتفجيرات لم تتضح هوية الجهة التي تقف خلف الاستهداف المتكرر لناقلات النفط.

سأتوقف في هذه العجالة عند طرح سؤال حول هوية المستفيد من توتير الأوضاع في منطقة الخليج التي غدت على صفيح ساخن. فهل مثلا تستفيد إيران من مثل هذا الهجوم ولأي غرض؟

بداية، لا نذيع سراً عندما نقول إن إيران تعاني كثيرا من جراء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، وربما لهذا السبب تسرع الكثير من المحللين بالربط بين معاناة النظام من العقوبات وبين رغبته في تصدير الأزمة لضمان إلا ينفجر الوضع الداخلي في إيران.

لكن هذه الفرضية لا تصمد أمام حقائق ومنطق ديناميكية الصراع والبقاء في الإقليم. الراهن أن إيران هي أخر دولة يمكن أن تستفيد من حرب مع أمريكا، فموازين القوة بين الطرفين مختلة بشكل فادح في كل مؤشرات القوة لصالح الولايات المتحدة.

وإذا كان هذا التحليل صحيحا، وأحسبه كذلك، فكيف عندئذ يمكن للقادة الإيرانيين إصدار أوامر باستهداف ناقلات النفط وهي تعرف مسبقا أمرين:

- المجتمع الدولي أميل إلى اتهام إيران بأي عمل تخريبي بهذا المستوى،

- من شأن ذلك منح خصوم إيران في المنطقة بالذخيرة المطلوبة لشيطنتها وربما خلق أجواء الحرب.

والقول إن هناك متشددين داخل الإدارة الإيرانية يرون بأن المواجهة العسكرية أو التحرش بالمصالح الغربية في المنطقة يخدم إيران لا يستقيم مع حقيقة أن صناعة القرار في إيران مركزية، ولا يمكن القول إن حسن روحاني أو علي خامنئي يمكن أن يفقدا عقليهما للوقوع في فخ التصعيد وسوء التقدير.

وهذا بدوره يقودنا إلى سؤال من هو المستفيد؟ هناك حسابات لدى عواصم في الإقليم تتمحور حول ضرورة منع أي تقارب إيراني أمريكي، وتعلم هذه العواصم علم اليقين أن الرئيس ترامب لا يريد الحرب مع إيران.

وكل التحشيد العسكري والتهديد اللفظي ومحاولات حشد التأييد الدولي خلف الموقف الأمريكي هو بهدف حصار وردع إيران واجبارها على الاختيار بين أمرين:

- الجلوس إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل للملفات العالقة وعلى رأسها الملف النووي

- أو التعامل مع احتمال انفجار الوضع الداخلي تحت ضربات العقوبات الصارمة المفروضة على إيران.

العواصم ذاتها هي من عارضت الاتفاق النووي الذي وافقت عليه إدارة باراك أوباما بذريعة أن الاتفاق يساهم في تمكين إيران بدلا من لجمها، وعليه وجد نتنياهو مثلا بالرئيس ترامب الحليف الوثيق الذي يريد لجم إيران.

وعليه، من المنطقي أن تعارض إسرائيل أي محاولة للتوسط بين إيران وأمريكا.

فخوف إسرائيل ليس من القوة الإيرانية بقدر ما هو من تسليم أمريكا بإيران كقوة إقليمية وهذا لن يتأتى إلا من خلال اتفاق يساهم في تقوية النظام الإيراني داخليا وربما إقليميا. وحتى أكون أكثر وضوحا، أقول بأن هذه العواصم تخشى من نجاح الوساطة اليابانية في التوسط بين واشنطن وطهران.

لا يمكن بطبيعة الحال اتهام أي جهة بعينها بالوقوف خلف هذه السلسلة من الاستهداف لناقلات النفط، فلم يزودنا أي أحد لغاية الآن بالدليل الملموس بتورط هذا الفريق أو ذاك لكن يمكن بكل سهولة تعريف هوية المستفيد من مثل هذه الأعمال.

هذا الاعتداء الصارخ على حرية الملاحة وسلامتها في هذه المنطقة الحيوية ينبغي أن يكون محفزاً للمجتمع الدولي للقيام بدوره لنزع فتيل الأزمة التي يبدو أنها دخلت مربعا جديدا لا يعرف أحد كيف سينتهي.

* د. حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية