استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أخلاق الحصار على مواقع التواصل

الاثنين 24 يونيو 2019 12:06 م

لا تقتصر أصداء الأزمات العربية على المنابر الإعلامية المشرعة اليوم أمام الحملات التحريضية ضد هذا الطرف أو ذاك بل إن مواقع التواصل الاجتماعي صارت مقياسا تقاس به حرارة الأزمات السياسية خاصة.

وتتأتى قدرة مواقع التواصل على كشف هذا السلوك وتبين نواصيه وأبعاده من طبيعتها الفورية وخاصيتها الذاتية التي تكشف بسرعة كبيرة وقع الحدث وأبعاده على الرأي العام.

لكن أزمة الخليج الناجمة عن حصار قطر كانت لحظة تاريخية فاصلة في قدرة المواقع الاجتماعية على تصوير مآلات الأزمة وانعكاساتها والعمق الذي بلغته.

فقد ظهرت للعلن مصطلحات مثل الذباب الالكتروني والميليشيات الالكترونية وغيرها من المسميات التي تؤكد أن مواقع التواصل صارت في الحقيقة ساحات للصراع والحرب الرقمية التي تحسب لها الأنظمة ألف حساب.

أما أخطر المؤشرات في هذا الفضاء الرمزي فهو ما بلغته الأزمة الخليجية من مستويات خطيرة فيما يتعلق بنظام الأخلاق والقيم التي تمثل الخاسر الأكبر من الأزمة برمتها.

لا يقتصر الأمر هنا على ممارسات الذباب الالكتروني المتخصص في السبّ والشتم والتعرض للمحرمات والأعراض والمقدسات بل يتعدها إلى ما صدر ولا يزال يصدر عن شخصيات اجتماعية وسياسية خليجية وعربية من أقوال كانت إلى وقت كبير تعدّ من الكبائر والمحرمات.

لم تستثن الأزمة شخصية واحدة من الهجوم وقد استعملت فيه أقذع النعوت والأوصاف التي كنّا نحسبها حكرا على السوقة من المغردين.

بل طال الأمر الخوض في الأعراض والتجريح في الأنساب وغيرها من المنحدرات الأخلاقية التي تتعارض مع القيم العربية الإسلامية للمجتمعات الخليجية المحافظة.

الخطير في الأمر هو أن هذه الظاهرة ليست ظاهرة تلقائية ولا طبيعية بل هي تندرج في إطار مشروع تواصلي تسهر على تنفيذه جهات سيادية خاصة في دول الحصار التي تحللت من كل القيم والضوابط الشرعية والاجتماعية والقبلية والأسرية الدنيا.

لقد أوغلت مجموعات المغردين التابعة لدول الحصار وخاصة من السعودية والإمارات ومصر والبحرين في كل أنواع الثلب واللعن والطعن بهدف إلحاق أقصى قدر من الأذى بالطرف المقابل الذي لم يكن قطريا فحسب بل شمل كل مغرد يُبدي تعاطفا ولو يسيرا مع الجانب القطري وعدالة قضيته في مواجهة رباعي الحصار.

أن الخاسر الأكبر من الأزمة الخليجية هي شعوب الخليج كلها وبالتحديد وشائج الرحم التي تربط شعوبا يجمعها الدم والتاريخ والدين واللغة والأرض.

فقد مثلت الأزمة صدمة كبيرة أصابت روابط الأخوة الخليجية بالشلل وسببت ضررا عميقا يصعب علاجه على المدى القريب ما لم تتدارك أنظمة المنطقة عدوانها الغاشم على قيم أهل الخليج التي كانت ضحية الحصار الأساسية قبل دولة قطر وشعبها.

* د. محمد هنيد أكاديمي تونسي، أستاذ السياسة بجامعة السوربون، باريس.

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية