استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قطر والدور الإعلامي الفعال

الجمعة 12 يونيو 2015 04:06 ص

انعقد في العاصمة القطرية الدوحة اجتماع وزراء الإعلام لدول مجلس التعاون الخليجي، في دورته الثالثة والعشرين، وعلى هامش اجتماعات المجلس الوزاري عقدت ندوتان.

الأولى عن دور وسائل الاتصال الاجتماعي ودورها في المسيرة الإعلامية الخليجية، والثانية بعنوان "دور الإعلام في التعامل مع الأزمات التي مرت بها دول الخليج العربي" وأعتقد أنها المرة الأولى التي تنعقد ندوة إعلامية عن الخليج العربي تناقش السلبيات والإيجابيات لذلك الإعلام أمام وزراء الإعلام والقيادات الإعلامية الخليجية المصاحبة، وكان المتحدثون في هذه الندوة من أبناء الخليج ولا غيرهم.

إنها سابقة في تقديري، أرست قواعدها القيادة الإعلامية القطرية بقيادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس المؤسسة القطرية للإعلام، متمنيا أن تصبح قاعدة إلزامية للأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي عقب كل اجتماع وزاري على أن يحضر السادة الوزراء في نهاية أعمالهم ندوة محدودة يشارك فيها قيادات فكرية خليجية لمناقشة الأداء الوزاري من منظور وطني خليجي.

(2) 

كان لي الشرف أن أكون مشاركا في الندوة الإعلامية آنفة الذكر، وطرح علي سؤال، كيف تعاطى الإعلام الخليجي مع غزو الكويت عام 1990 ــ1991، وحرب العراق 2003، وعاصفة الحزم 2015 من منظور مقارن؟ ولم تزد مداخلتي تلك عن خمس دقائق، لكنني أوجزت القول التزاما بالوقت المخصص لي، وقلت كلاما مقتضبا.

وهنا أشرح رأيي، كان عام التسعين كارثيا بكل معنى الكلمة إذ تم احتلال الكويت من قبل دولة عربية، ولعب إعلام الأزمات دورا هاما في تأجيج الرأي العام العربي والدولي وكان محقا لهول الكارثة، وكان عام 1991 أيضاً كارثيا إذ إن "عاصفة الصحراء" لم يكن هدفها تحرير الكويت فقط وإنما تدمير العراق، كان المخطط لها. وقيادتها وجيوشها وإعلامها ليسوا عربا، الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا خططوا ونظموا وقادوا المعركة، عسكريا وإعلاميا، وكان إعلامنا العربي تابعا هزيلا في الأداء.

عاصفة الصحراء رافقها "إرهاب إعلامي" منقطع النظير، قيل في ذلك الإعلام إن صواريخ عراقية ستنطلق على المنطقة كلها محملة بأسلحة دمار شامل، وعلى ذلك، وزعت على المواطنين في كل دول الخليج العربي كمامات واقية، لأن العراق سيستخدم أسلحة كيماوية،

طُلب من الجمهور الخليجي استخدام أشرطة لاصقة على جميع النوافذ الزجاجية لأن هناك أسلحة شديدة الانفجار سيستخدمها العراق، فحفاظا على السكان من تطاير الزجاج لابد من استخدام اللاصق على جميع النوافذ والأبواب الزجاجية، طلب من السكان في جميع دول الخليج اللجوء تحت السلالم المنزلية (الدرج الإسمنتي الداخلي) لأن تلك المنطقة أكثر أمنا في حالة تصدع المنازل من شدة الانفجارات، والحق إنه إعلام مخيف زرع الرعب في قلوب الناس قبل بدء الحرب.

إن الإعلام العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص، كان إعلاما تابعا لا يعبر عن ذاته وإنما عن وجهة نظر الآخر بقصد أو دون قصد، إنه إعلام خيالي لا يعبر عن واقع، واختلط الأمر على القيمين على وسائل الإعلام هل يكون الإعلام إعلام حقائق أم إعلام أزمة مقاصدها تحطيم الروح المعنوية وبث الخوف في أنفس الخلق؟ أسئلة لم أجد الإجابة عليها في حينه. 

(3) 

معركة احتلال العراق عام 2003 من قبل أمريكا وبريطانيا سميت "معركة الصدمة والترويع" وتعني "السيطرة السريعة على إرادة العدو باستخدام الآلة العسكرية، والإعلامية، بقصد تدميره، وإذهاله، بحيث لا يستطيع العدو المقاومة، ولا يجد أمامه إلا الاستسلام، والإذعان للشروط التي ستملى عليه "لقد وظُف الإعلام توظيفا عالي المستوى، إذ إن المشاهد حول العالم كان يتابع هذه الحرب على شاشات التلفزة منذ بداية القصف الجوي وعمليات إطلاق صواريخ التوماهوك، من لحظة انطلاقتها من السفن في مياه الخليج، والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط والبحر العربي إلى لحظة إصابتها أهدافها على امتداد جغرافية العراق، كان هذا التجنيد الإعلامي العسكري الذي روج له خبرا (مؤسسة راند الشهيرة) لا يقل تأثيرا عن العمل العسكري الرهيب.

لكني أستطيع القول إن محطة الجزيرة التلفزيونية كسرت احتكار الكلمة والمعلومة التي كان الإعلام الغربي يتمتع بها في حرب عاصفة الصحراء، كان مراسلو الجزيرة متواجدين في ميدان المعارك وراح منهم شهداء، كانت الوسيلة الوحيدة التي تنقل أخبار المعارك في عاصفة الصحراء هي محطة (سي. إن. إن الأمريكية، وبي. بي. سي. البريطانية) وكان المراسلون كلهم غير عرب، فغابت عنا الحقائق، وقد تغير الحال في حرب 2003 وأصبحت المعلومة مصدقة لأن ناقلها ليس واقعا تحت توجيه الإعلام العسكري الأمريكي وعلى ذلك راحت معظم وسائل الإعلام الغربية تنقل عن الجزيرة أخبار القتال سواء في العراق أو أفغانستان.

(4) 

فيما يتعلق "بعاصفة الحزم" 2015، التي أعلنت من الرياض، كان هدفها مساعدة الشرعية اليمنية المنتخبة من مختطفي اليمن بقوة السلاح أعني الحوثيين وصالح المخلوع، وإعادة الحق إلى نصابه، وحماية حدود السعودية الجنوبية من أي عدوان. إن عاصفة الحزم 2015 تختلف عن عاصفة الصحراء عام 1991 الأولى كان مخطط عملياتها عربا، وكذلك منفذ غاراتها الجوية، وإعلامها عربيا "جميع مراسليها الحربيين في ميدان العمليات العسكرية إلى المعلقين والمحللين في التلفزة لسير العمليات"، أستطيع القول إن أغلبهم من أهل الخليج وهذا على النقيض من الأولى كما أشرت أعلاه.

إن الأداء الإعلامي في معركة الحزم له سلبيات كثيرة أذكر منها أن التحشيد الإعلامي لم يبلغ المستوى الذي يماثل مستوى الإعلام في عاصفة الصحراء أو معركة الصدمة والترويع، لم يقم إعلام السلطة اليمنية في المنفى بدوره الفعال للتأثير في الشعب اليمني الذي تدور الحرب على صعيده الوطني، في الجانب الآخر إعلام الحوثي وأنصاره كان أكثر فاعلية وتأثيرا في الرأي العام العربي واليمني، بعض محطات دول مجلس التعاون التلفزيوني كانت تقدم الرئيس المخلوع على شاشاتها في برامج متعددة وهو الخصم في ميدان القتال، يظهر وكأنها تلمع شخصيته كرجل دولة.

لم يظهر قادة اليمن العسكريين والمدنيين على وسائل الإعلام يخاطبون مواطنيهم ويزورون أماكن لجوؤهم خارج اليمن، كان الإعلام يبث صور إنزال سلاح من الجو للمقاومة الشعبية، في الوقت الذي لا يبين إنزال الإمدادات والتموين الإنسانيين للمحاصرين في عدن وأماكن أخرى من البلاد وتلك سلبية التقفها الإعلام المعادي للشرعية. 

آخر القول: الكمال لوجه الله لكننا ما برحنا ننتظر ظهور قيادات يمنية تخاطب الشعب اليمني، وتخفف عنه آلامه ومحنته.

  كلمات مفتاحية

مجلس التعاون الخليجي الإعلام قطر وسائل الاتصال الاجتماعي اليمن عاصفة الحزم