تداول ناشطون ومغردون ليبيون على نطاق واسع مقطع فيديو يظهر قوات شرق ليبيا التابعة للمشير "خليفة حفتر" وهي تنسحب بسرعة من مدينة غريان جنوب غرب العاصمة طرابلس، فرارا من قوات حكومة "الوفاق الوطني" التي سيطرت على المدينة في هجوم مفاجئ.

وظهر في الفيديو عشرات الشاحنات من نوع "بيك أب"، وهي تفر من المدينة عبر الطريق الخارجي المتجه جنوبا، بعد سيطرة القوات التابعة لحكومة الوفاق الشرعية عليها.

وبذلك الهجوم، قطعت قوات "الوفاق الوطني" خطوط إمداد قوات "حفتر" في منطقتي القواسم وأبو شيبة. كما سيطرت على مقر إدارة عمليات "حفتر" في مدينة غريان، التي تدير الهجوم على طرابلس.

وتفاعل ناشطون مع سيطرة حكومة الوفاق على غريان، قائلين إن قطع الطريق على مركز عمليات "حفتر" نحو العاصمة قد يدفع الأخير إلى إعادة حساباته في التفكير بدخول طرابلس.

واعتبروا أن السيطرة على غريان تعد ضربة موجعة لحلفاء "حفتر" المدعوم من السعودية والإمارات ومصر وفرنسا.

وقالوا إن دخول غريان سيقوي موقف الوفاق، وربما يعجل من إنهاء الصراع في ليبيا، عبر إجبار "حفتر" على التخلي عن مشروعه.

وأعلنت حكومة الوفاق الليبية، أنها سيطرت على كامل مدينة غريان (100 كم جنوب طرابلس)، مساء الأربعاء، وأكدت دخول عناصرها مقر غرفة العمليات الرئيسية لقوات "حفتر"، التي يدار منها الهجوم على طرابلس.

وبثت قنوات وناشطون صورا وفيديوهات أظهرت مبنى قيل إنه مقر غرفة العمليات الرئيسية لقوات "حفتر"، بينما تسيطر عليه قوات الوفاق، وذلك بعد "فرار قائد غرفة العمليات الرئيسية التابع لحفتر، عبدالسلام الحاسي، رفقة عدد من أفراد قواته".

وتقع غريان في الجبل الغربي إلى الجنوب من طرابلس، وشكلت نقطة ارتكاز رئيسية لخطوط إمداد قوات "حفتر".

ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشهد طرابلس معارك مسلحة إثر إطلاق "حفتر" قائد قوات شرق ليبيا عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة، وسط تنديد دولي واسع ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة واستنفار قوات حكومة "الوفاق" التي تصد الهجوم.