انتقد نائب مدير قسم الإعلام والصحافة بوزارة الخارجية الروسية "أرتيوم كوجين" محاولة الانقلاب التي أعلنت الحكومة الفنزويلية إحباطها يومي 23 و24 يونيو/حزيران الجاري، مؤكدا أن مثل هذه الخطوات لن تنهي الأزمة السياسية في البلاد.

وفي موجز صحفي بموسكو، الخميس، قال "كوجين" إن الخارجية الروسية أخذت بعين الاعتبار معلومات حول محاولة انقلاب جديدة في فنزويلا كان يتم الاستعداد لها بهدف الإطاحة بالرئيس "نيكولاس مادورو" والأشخاص المقربين منه، إضافة إلى خطط لتنظيم أعمال تخريب جديدة رامية إلى إحداث مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد.

وأعرب الدبلوماسي الروسي عن رضا موسكو لإحباط هذه الخطط من قبل أجهزة الأمن الفنزويلية، قائلا: "مثل هذه النوايا العدوانية، لا تخدم البحث عن سبل الخروج من الأزمة، والذي يجري حاليا في إطار الحوار بين الحكومة والمعارضة في ظل المساعي الحميدة للنرويج".

وأضاف: "أود أن أشير إلى أننا ندعم هذه العملية دعما كاملا، وأدعو الجميع إلى عدم فرض وجهات نظرهم أو شروط يزعم أنها تقود إلى حلول ما، على المشاركين في المفاوضات ومنظميها".

وأشار إلى أن على الفنزويليين أنفسهم أن يجدوا مخرجا من الأزمة في بلادهم، مؤكدا أن روسيا لا يمكن أن تقبل موقف المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن الفنزويلي "إليوت أبرامز".

وشدد المسؤول الروسي على ضرورة استبعاد استخدام القوة من الخيارات "المطروحة على الطاولة" في الملف الفنزويلي.

وأعلن وزير الاتصالات والإعلام الفنزويلي "خورخي رودريغيز"، الأربعاء، عن إحباط مخطط لاغتيال "مادورو" والانقلاب على السلطات في فنزويلا، مشيرا إلى أن المتآمرين أرادوا الاستيلاء على مستودعات الأسلحة والمطار العسكري، ثم مهاجمة السجن لإطلاق سراح وزير الدفاع السابق "راؤول بادويل"، الذي حكم عليه في عام 2009 بالسجن لمدة طويلة في قضية فساد، وتنصيبه رئيسا لفنزويلا.

كما ذكر المسؤول أن خصوم "مادورو" استأجروا "إرهابيين إسرائيليين وأمريكيين وكولومبيين لقتل مادورو".

ولا تزال فنزويلا تعيش أزمة سياسية طرفاها "مادورو" وزعيم المعارضة "خوان غوايدو" منذ أعلن الأخير نفسه رئيسا انتقاليا في 23 يناير/كانون الثاني واعترفت به نحو 50 دولة بينها الولايات المتحدة.

ويصف "غوايدو" حكومة "مادورو" بأنها غير شرعية بعد أن خاض جولة إعادة لانتخابات الرئاسة العام الماضي في تصويت شابته اتهامات واسعة بالتزوير.

 وتعهد زعيم المعارضة الفنزويلية بالمضي قدما في الاحتجاجات بالشوارع بعد أن انتهت محادثات مع مسؤولين بالحكومة استضافتها النرويج، ولم تحرز تقدما نحو حل الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ وقت طويل.

وجدد أعضاء وفد المعارضة خلال الاجتماع في أوسلو دعواتهم لتنحي الرئيس وترك السلطة لحكومة انتقالية تنظم انتخابات رئاسية، من أجل إنهاء الأزمة السياسية في الدولة العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكن "مادورو" شدد على أنه لن يتخلى عن منصبه، ووصف "غوايدو" بأنه مدبر انقلاب ودمية في يد واشنطن.