ناشد المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين كل مصري مخلص لإنقاذ مصر من أن تتحول إلى دولة فاشلة أو دويلات بدائية تتحارب مع بعضها.
وقال «يوسف ندا» (84 عاما) في رسالة نشرتها وكالة «الأناضول» إن شعب مصر الذي كانت مطالبه في يناير/كانون الثاني 2011 خبز، حرية، عدالة اجتماعية، أصبح لا يهمه إلا خبز وعدالة اجتماعيه، وكأنه رضي أن يحيا بلا حرية أو أنه أجّل المطالبة بها»، على حد تعبيره.
وأضاف «ندا» أن «أن القائمين على الدولة غير قادرين على معالجة الأمور الاقتصادية رغم المنح، والقروض، والإيداعات من الدول العربية أو الأجنبية المساندة للحكم الحالي بامتيازات، ونسب فوائد مرتفعة وبيع أملاك مهمة للأمن الوطني».
وحذر القيادي الإخواني الشهير من أن «الوضع مرشح للانفجار مرة أخرى وستكون نتائجه مدمرة لمصر لعقود وهي تنحدر في طريقها للتحول إلى دولة فاشلة، وما أمر ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، إلا أمثلة واقعية لم يتصورها أحد من قبل».
وأكد «ندا» أن مهمة القوات المسلحة في كل دول العالم هي فقط الدفاع عن الدولة ضد أي عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب الذي يقتطع من قوته ليعزز ويعيل، ويسلح ويجهز هذا الجيش، أما في مصر فمن آن لآخر تظهر مجموعات من الجيش تكافئ الشعب الذي يطعمهم ويسلحهم بأن ينقلبوا عليه ويسلبوه حريته وقوته، بل ومستقبله ويفرضوا وصايتهم بعنف واستعلاء وقسوة على هذا الشعب الذي يطعمهم من دمه وقوت، بحسب «ندا».
وتابع: «أقول إن كل من يتنفس بهواء مصر ويشعر ويفهم المصير الذي انحدرت إليه البلاد المجاورة سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، وكلها أصبحت إما دول فاشلة أو أن كل منها في طريق لا رجعة فيه لتكون دولة فاشلة، تتقاتل فيها الأعراق، والمذاهب، والقبائل، والمدن المختلفة ناهيك عن عصابات اللصوص واستباحه الأعراض والأموال». لافتا إلى إن«كل مصري يخشي هذا المصير يجب أن يكون على استعداد أن يتخلى عن كثير من حقوقه لينقذ مصر من هذه الزمرة التي لا خلق ولا وطنية لها».
واتهم «ندا» بعض قيادات الجيش المتحكمة فيه بأنها «فاقدة الوطنية وفاسدة»، وخاطب «المخلصين من هذا الجيش» قائلا:«إن تمسكنا بالشرعية هي لحمايتكم وحماية ذريتكم وأبناء مصر جميعًا من المصير الذي تجرفنا هذه الفئة إليه».
وأضاف: «فإن كان منكم من يريد إعاده ترتيب الأوراق والتجاوب مع حقوق هذا الشعب ومصالحه فليس هناك شرعية أخرى تقف أمام ذلك أو تعارضه، ولابد أن تكون هناك وسائل كثيرة لتثبيت الشرعية في فترات تختلف عن الوسائل في فترات أخرى».
واختتم رسالته بقوله «أذّكر بالآية الكريمة (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)، وأ نا جاهز ومستعد لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها وقادر على ذلك إن شاء الله».