اتساع ظاهرة ذبح الأطفال في مصر للتعرف على أماكن الآثار

السبت 29 يونيو 2019 11:06 ص

كشف تقرير صحفي عن اتساع ظاهرة ذبح الأطفال في مصر، بدافع التعرف على أماكن الآثار، التي يؤدي العثور عليها لثراء سريع.

القصص التي يتداولها بعض سكان الصعيد شماله وجنوبه على حد سواء  والتي دون بعضها في محاضر الشرطة تثير الذعر في الغالب لكن قسما منها يثير الشفقة على الجاني كما يثير الحزن على الضحية.

ومما  تقشعر له الأبدان حكاية أب فى سوهاج جنوب الصعيد حاول ذبح ابنه أملا في الثراء المزعوم. وآخر سولت له نفسه ذبح ضرير عله يعثر على الخبيئة قبل أن يكتشف زيف ما سعى ودبر له بواسطة دجالين ومشعوذين.

وبات البحث عن آثار أو خبيئة حلما لمئات الآلاف كي يهربوا من الفقر بعد أن ضاقت بهؤلاء سبل الحصول على فرصة للسفر لإحدى دول الخليج أو أوروبا للعمل هناك.

وتعد الأقصر في أعالي الصعيد إحدى أهم المناطق التي تزخر بالآثار التي تتجاوز ثلثي آثار العالم كما تشير التقارير العلمية. وفي عدد من قرى الأقصر وسوهاج وقنا انتشرت خلال السنوات الماضية ظاهرة التنقيب عن الآثار.

بعض الأهالي  يتفرغون للتنقيب سرا إما في أراض يملكونها أو بيوت يقيمون فيها. الخطوة الأولى لمن يسير في دروب البحث عن الكنوز الأثرية يلزمها توفر المال من أجل الإنفاق على حلمه الكبير حيث يتطلب الأمر اللجوء لأحد السحرة كي يكشف له عن الهدف المقرر التنقيب فيه قبل أن يشرع في عمله بواسطة فريق من العمال الأقوياء.

ومهمة الساحر تتوقف عند إصدار قراره في ما إذا كان المنزل أو الأرض تحتوي على كنوز أثرية أم لا. وقد يتطلب الأمر اللجوء لخبير أثري يقدم خدماته على نحو سري للراغبين من أجل الإلمام بالتفاصيل وطرق الحفر وهل تحتوي المنازل آثارا محتملة. كما ان مهمة الخبير أو الساحر تتضمن تحديد العمق الذي توجد فيه القطع الأثرية والذي قد يتجاوز 10 أمتار.

"السحرة" هم حجر الزاوية في البحث عن الكنوز الأثرية فهم وفق ما تعتقد المخيلة الشعبية "مخاويين" أي ان لكل منهم علاقة بجني يقوم بإطلاع "قرينه" بطبيعة المكان وهل فيه خبيئة أثرية! وبعض السحرة الذين يطلق عليهم أهل الريف من البسطاء لقب "مشايخ" يطلبون  في الغالب إسالة دماء بشرية لينفتح الكنز، ويشترطون أن يكون الدم من جسد طفل صغير، لأنه حسب معتقدهم، يشبه الملائكة فهو لم يرتكب خطأ أو إثما في حياته.

ويعترف م. ش ، وهو في العقد الرابع من العمر وأحد الذين امتلكوا الخبرة في مجال الاتفاق مع السحرة، بأن سوق التنقيب على الآثار رائجة للغاية، والاتفاقات تتم في الغالب تحت جنح الظلام.

حتى أولئك الذين يقومون بالتنقيب في الغالب لا يسمح لهم صاحب المنزل بالخروج من بيته حتى تنتهي مهمتهم.

ويضيف: "هناك الكثير من القصص والحكايات التى يرددها أبناء الصعيد عن ذبح الأطفال قربانا للسيطرة على  لعنة الفراعنة لفتح المقابر الأثرية".

وأشار إلى أن أبرز القرى والمناطق التى يُذبح فيها الأطفال تتبع مركز المنشأة التابع لجنوب الصعيد حيث محافظة سوهاج التي تزخر بالآثار.

وهناك قريتان هما "الكوامل" و"أولاد سلامة"، ومعظم قرى مركز إخميم، خاصة المطلة على النيل فهي غالبا تزخر بالعديد من المقابر.

المؤلم الذي يكشف عنه الرجل الذي ينتمي لمركز شربين بدلتا مصر يتمثل في أن بعض قرى الوجه البحري عرفت كذلك التنقيب ولكن على نطاق ضيق للغاية مقارنة بالوجه القبلي.

أما ما يدعو للأسى فهو أن مسألة قتل الأبرياء من أجل أن يأذن الجن بفتح المقبرة الأثرية لم يعد مقتصرا على الأطفال بل إن بعض الفقراء الطاعنين في السن يعرضون أنفسهم على مافيا التنقيب عن الآثار مقابل مبلغ يصل نحو 200 الف جنيه لكل منهم ليسمح بقتله أمام باب المقبرة حتى يترك المال لأفراد أسرته لمساعدتهم في تحمل أعباء الحياة.

وأكدت إحصائية لشرطة السياحة والآثار أن أكثر المحافظات، في عدد حوادث التنقيب عن الآثار، هي قنا ثم المنيا وأسوان فالجيزة، فالشرقية، فيما تبوأت منطقة الوادي الجديد المركز الأخير. واللافت ان بعضها احتل مراكز متقدمة في معدل المحافظات الأشد فقرا.

وكشفت دراسة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ان هناك 3 آلاف قضية تنقيب عن الآثار يتم ضبطها سنويا، والنسبة آخذة في الإزدياد.

وتأمل الجهات المختصة ان يؤدي قانون الآثار الجديد، الذي ضاعف من العقوبات، إلى ردع كل من يواصل هذا النشاط الذي سقط بسببه آلاف الحالمين بالثروة.

وحسب دراسة لمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية فإن "الرصد الفرعونى" أو ما يطلق عليه البعض "لعنة الفراعنة" هو جني "يجلب عن طريق السحر ليشرب من دم الطفل ويتشكل بعد ذلك على صورته، ويعيش هذا الجني ما بين ألف إلى 3 آلاف عام".

أما علماء المصريات في الجامعات المصرية فيرفضون تلك الروايات مؤكدين عدم صحتها تماما.

وينفي الخبير "زاهي حواس" كل ما يقال في هذا الشأن، مشددا على أنه محض خرافات وأباطيل، معربا عن أسفه لتصديق بعض المتعلمين مثل هذه المزاعم. ونفى كذلك الحديث عن الزئبق الأحمر الذي يزعم البعض انه إكسير الشباب وسعره لا يقدر بثمن وأغلى من كل النفائس.

وشدد على أنه لايوجد شيء اسمه الزئبق الأحمر من الأساس وأن ما يوجد داخل المومياوات إنما هو مواد خاصة بالتحنيط.

وكشف مصدر أمني عن ان  ظاهرة قتل الأطفال على أبواب المقابر كانت موجودة على نحو سري فى نهاية القرن الماضي اعتقادا من الناس بأنها الطريق الأسهل إلى الانتقال إلى عالم الثراء الوفير.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

المركزي العراقي يخصص مليار دينار لصيانة آثار بابل

القبض على سائح صور مؤخرته بمنطقة أثرية مصرية

جمارك الكويت تحبط تهريب 5 قطع أثرية فرعونية