شدد وزير الخارجية الإيراني، "محمد جواد ظريف"، الإثنين، على أن بلاده لن ترضخ للضغوط الأمريكية لقبول التفاوض، مؤكدا على ضرورة إبداء واشنطن الاحترام لطهران إذا أرادت الحوار معها.

وقال "ظريف"، في كلمة نقلها التليفزيون الرسمي في بث مباشر: "لن ترضخ إيران أبدا لضغوط الولايات المتحدة.. على أمريكا محاولة احترام إيران.. إذا أرادوا الحديث مع إيران فعليهم إبداء الاحترام".

وأضاف: "بعد الاتفاق النووي تخلصت إيران من القيود الأمريكية عليها وتمكنت من لعب دور مهم في المنطقة والعالم، وهذا ما أقلق أمريكا".

ولفت الوزير الإيراني إلى أن أمريكا منيت بالهزيمة في الدول المجاورة لبلاده، ولم تحقق أهدافها في المنطقة، مؤكدا على أن السياسات الأمريكية فشلت في لبنان واليمن.

وأشار إلى أن "إنستكس (آلية التجارة الأوروبية لتجاوز العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران) لا تحقق تطلعات إيران في الاتفاق النووي، ولا تمثل التزامات أوروبا فيه، لكنها ذات قيمة استراتيجية؛ لأنها تشير إلى ابتعاد أقرب حلفاء واشنطن عنها في الاقتصاد"

وكان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" قد دعا إلى إجراء محادثات مع النظام الحاكم بإيران "دون شروط مسبقة"، وهو ما استبعدته طهران قائلة إن "ترامب" عليه العودة إلى الاتفاق النووي إذا كان يريد التفاوض معها.

ويتصاعد التوتر في منطقة الخليج بين إيران والولايات المتحدة، منذ إعلان "ترامب" انسحابا أحاديا من الاتفاق النووي، في 8 مايو/أيار 2018، وتشديد واشنطن عقوباتها الاقتصادية واستهدافها تصفير صادرات النفط الإيراني، وهو ما قابلته طهران بالتهديد بالتحلل من التزاماتها الواردة بالاتفاق النووي مع القوى الغربية، وغلق مضيق هرمز لمنع مرور ناقلات النفط الخليجية، إضافة إلى إسقاط طائرة أمريكية مسيرة قرب المضيق.

وبعد إسقاط الطائرة، توعدت واشنطن بالرد، ملوحة بشن هجوم على إيران، لكن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تراجع عن ذلك قبل تنفيذ الضربة بدقائق قليلة، ثم قرر، الإثنين الماضي، فرض عقوبات جديدة شملت "ظريف" إضافة إلى المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي".

واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراء الهجمات على 4 سفن تجارية قرب شواطئ الإمارات (12 مايو/أيار) وناقلتي نفط في خليج عُمان (13 يونيو/حزيران)، وهو ما نفته طهران، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب بين الجانبين.