استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

قمة العشرين بين استعراضات ترامب وتنازلاته

الثلاثاء 2 يوليو 2019 10:07 ص

  • العنوان الأبرز للقاءات كان تقديم ترامب تنازلات لصالح أطراف أخرى دون مقابل
  • أمريكا ماضية في اعتبار مصالحها أولا فيما يتعلق بالتجارة الحرة والبيئة ضاربة بالتوافقات الدولية عرض الحائط
  • نتائج القمة انعكاس لفشل النظام الدولي إزاء أزمات كبرى سياسيا وحتى من الناحية البيئية التي تهدد البشرية.
  • ليس بالضرورة أن يلتزم ترامب بجميع التنازلات ولن تكون أول مرة يتراجع عن هكذا التزامات بعد تقديمها!
  • فوضى السياسة الدولية التي خلفتها إدارة ترامب جعلت من الصعب تحديد توازن القوى الدولي والأدوار المختلفة فيه.

اختتمت قمة العشرين أعمالها في مدينة أوساكا اليابانية بعد يومين حافلين بالمصافحات والصور الجماعية والاهتمام الإعلامي المرتكز حول من سيبتسم في وجه من، ومن سيجتمع بمن وكيف سيكون سلوك القادة مع بعضهم البعض.

القضايا الحقيقية غابت كما تغيب عادة في مثل هذه الاجتماعات لصالح الخلافات البينية وأزمات العلاقات العامة، ومع تزايد التوتر عالميا في مختلف الملفات، أصبحت مثل هذه القمم أقل فاعلية، والتركيز فيها ينصب على المجاملات السياسية.

منتدى مجموعة العشرين أنشئ في 1999 ليكون منصة تناقش فيها 19 دولة والاتحاد الأوروبي السياسات التي يمكن من خلالها ضمان الاستقرار المالي العالمي، لكن نشاط المجموعة توسع منذ عام 2008 ليشمل مختلف القضايا السياسية والبيئية والاجتماعية ذات الاهتمام المشترك.

فبعد أن كان الحضور يكاد ينحصر في القادة ومحافظي المصارف المركزية اتسعت دائرة الحضور لتشمل وزراء الخارجية والمالية للدول الأعضاء، وباعتبار أن اقتصادات الدول العشرين تمثل أكثر من 80% من الناتج القومي العالمي وتضم ثلثي مواطني العالم تحتل التوافقات التي يتم التوصل لها في المنتدى أهمية بالغة.

البيان الختامي للقمة لم يخرج عن المألوف في التأكيد على التزام أعضاء المجموعة بالاستمرار في تطوير العمل المشترك وتعزيز آليات الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي ومواجهة المخاطر الناتجة عن الاحتباس الحراري.

اللافت أن البيان الختامي تضمن إشارة مباشرة إلى موقف الولايات المتحدة المتحفظ على كل ذلك تقريبا، فأشار البيان إلى تأكيد الولايات المتحدة على انسحابها من اتفاق باريس حول التغير المناخي.

وطبعا أكد معظم المشاركين من واشنطن على أن أمريكا ماضية في اعتبار مصالحها أولا في ما يتعلق بالاتفاقات الدولية حول التجارة الحرة والبيئة ضاربة بالتوافقات الدولية عرض الحائط .

ربما يكون أهم ما نتج عن القمة مرتبطا بجدول أعمال الرئيس الأمريكي ونتائج اجتماعاته الثنائية مع القادة، لقاؤه الغريب مع بوتين الذي بدا فيه وكأنه يستخف بمسألة التدخل في الانتخابات الأمريكية.

اللقاء مع الرئيس الصيني والذي تراجع فيه ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الصينية وتعهد بتخفيف العقوبات على هواوي، لقاؤه مع الرئيس التركي الذي قال أردوغان بعده إن ترامب تعهد بعدم فرض عقوبات على بلاده نتيجة استمرارها في صفقة صواريخ الدفاع الجوي "أس 400" مع روسيا.

بل مضى الرئيس الأمريكي ليبرر الموقف التركي باعتباره نتيجة لتقصير إدارة أوباما، وطبعا الزيارة التاريخية الشكلية لكوريا الشمالية والتي أراد من خلالها ترامب أن يدخل التاريخ بدون أن يقوم بأي شيء ذي قيمة، فكوريا الشمالية لم تتحرك قيد أنملة في ملفها النووي منذ لقاء الرجلين السابق،

محمد بن سلمان من ناحيته حصل على أول لقاء حقيقي مع ترامب منذ اغتيال خاشقجي أشار فيه ترامب لقناعته بأن السعودية تتعامل قضائيا بشكل مناسب مع اغتيال خاشقجي.

حتى الإيرانيون وبدون وجودهم في القمة حصلوا على عرض جديد من ترامب يفتح الباب أمام زيارة "تاريخية" لطهران، العنوان الأبرز لهذه اللقاءات كان تقديم ترامب تنازلات لصالح أطراف أخرى.

ظاهريا لا يبدو أن هناك مقابلا حقيقيا لهذه التنازلات وليس بالضرورة أن يلتزم ترامب بجميعها فلن تكون أول مرة يتراجع عن مثل هكذا التزامات بعد تقديمها، الفوضى في السياسة الدولية التي خلفتها إدارة ترامب حتى الآن جعلت من الصعب تحديد طبيعة توازن القوى الدولي والأدوار المختلفة فيه.

الحروب التجارية والخلافات حول قضايا البيئة والأزمات الأمنية كانت في صدارة ما نوقش في أوساكا، لكن ما نتج عن القمة وإن كان في ظاهره إيجابيا تجاه خلافات واشنطن مع حلفائها وخصومها على حد سواء، إلا أنه انعكاس لفشل النظام الدولي المستمر في مواجهة الأزمات الكبرى.

ليس فشلا سياسيا فحسب بل حتى من الناحية البيئية التي تهدد البشر جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، النظام الدولي اليوم بحاجة لإعادة تنظيم، ويبدو أن إدارة ترامب ستكون رصاصة الرحمة في قلب مفاهيم الليبرالية في العلاقات الدولية التي سادت منذ نهاية الحرب الباردة.

  • د. ماجد محمد الأنصاري - أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية