فشل عملية خانيونس يهدد رئيس أمان الإسرائيلي

السبت 6 يوليو 2019 01:11 م

لا تزال أصداء العملية الأمنية الإسرائيلية الفاشلة في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تؤثر على المؤسسة العسكرية في (تل أبيب) وجهاز الاستخبارات العسكرية (أمان).

ووفقا للخبير العسكري الإسرائيلي "ألون بن دافيد"، فإن الفشل سيصل صداه لرئيس "أمان" شخصيا الجنرال "تامير هايمان"، الذي قد يواجه الإقالة على خلفية فشل العملية.

وأوضح أن "الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي أجرت التحقيق العملياتي حول فشل عمل تلك القوة، وضعت يدها على سلسلة طويلة من الأخطاء والعثرات التي أسفرت عن هذا الفشل المدوي، وبعض هذه الأخطاء وقعت فيها طوال سنوات عملها السابقة قبل كشفها".

وأضاف "بن دافيد"، في تحقيقه بصحيفة "معاريف" العبرية، أنه "بعد تحقيق الوحدة الخاصة تم إجراء تحقيق آخر في مستويات مختلفة".

وقال إنه "تم الجلوس مع جميع أفراد الوحدة التي كشفتها حماس في خانيونس، وهم أناس ذوو خبرة طويلة، لكنهم خلال التحقيق معهم كشفوا عن أخطاء وإشكاليات كانوا يقعون فيها"، وفقا لما ترجمه موقع "عربي21".

وكشف أن "أفراد الوحدة سبق أن حذروا قادتهم في المخابرات الإسرائيلية، من أخطاء قد تؤدي لكشفهم، لكن أولئك القادة اختاروا تجاهل تحذيراتهم، ولم يلقوا لها بالا".

وأشار إلى أن "معظم العمليات التي نفذتها هذه الوحدة كانت تتم بصورة سرية، مع أن هذه العمليات يتم القيام بها عبر سلسلة طويلة من التحضيرات والإعدادات التي تقلص إلى الحد الأدنى حالة عدم اليقين؛ لأن الوحدة تختار توقيت العملية، والقيمة العليا في عملها هو الحفاظ على أمن الأفراد المنفذين، بجانب الحفاظ على السرية في طريقة العمل، ويتم إخراج العملية لحيز التنفيذ فقط في حال تم ضمان تحقيق هذين الهدفين".

وأوضح "بن دافيد" أن "العمليات الأمنية الخاصة إن ساور أفرادها حالة الشكوك، فلا مجال لتنفيذها إطلاقا، وهذا يحدث قبل الخروج لتنفيذها، وبالتأكيد خلال تنفيذها".

وزاد: "في السنوات الطويلة دأبت الوحدات الخاصة على الحفاظ على حالة من توفر اليقين الكامل لتنفيذها، كل فرد في هذه الوحدات، كبيرا أم صغيرا، له الحق بأن يرفع يده للإشارة لخطأ هنا ومخاطرة هناك في مجريات العملية".

واستدرك بالقول إن "هذه المثل والمعايير تراجعت مع مرور السنوات، واستبدلت تلك القواعد المهنية لتحل محلها: التنفيذ أولا، ثم الاستفسارات".

وكشف "بن دافيد" أنه في بعض العمليات السرية الإسرائيلية الأخيرة، كان أي فرد ينبه لوجود خطأ ما يتم إسكاته من قبل رئيسه، وهو ما حصل في عملية خانيونس، وقال: "خرجت تحذيرات من أفراد الخلية، وبعضهم خرج لتنفيذها ولديه هواجس ثقيلة على قلبه"، حسب وصفه.

وأضاف الخبير العسكري الإسرائيلي، وثيق الصلة بكبار قادة الجيش والاستخبارات في (تل أبيب)، أنه "حين تم كشف هذه الأخطاء، لم يقرر أحد من القادة وقف العملية، وإعادة المقاتلين لبيوتهم".

وتابع: "اليوم بعد 8 أشهر مرت منذ تلك الليلة السيئة في خانيونس، فإن كل التحقيقات التي حصلت عُرضت أمام رئيس هيئة الأركان، وتم إرسالها مرة بعد أخرى لتنفيذ توصياتها، والأخذ بها".

وأكد أنه "بالنظر إلى أفيف كوخافي، قائد الجيش الحالي، الذي خدم 4 سنوات في جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، فهو يعرف جيدا هذه العمليات، وأين تقع الأخطاء، لذلك يطلب تحقيقا إثر تحقيق، ويدرك أن الأمر بات يتطلب إعادة ترميم جوهري في عمل الوحدات الخاصة، ولذلك طلب من أحد الجنرالات الذي قاد ذات مرة هذه العمليات أن يعود لاستئناف مهامه".

وكشف "بن دافيد" النقاب أن "الآونة الأخيرة شهدت سلسلة استقالات لعدد من كبار ضباط جهاز (أمان)، الذين أدركوا أنه قد يقالون لاحقا، فأعلنوا عن استقالتهم مبكرا".

وأضاف: "وفي محاولة لتقليص أضرار كشف وحدة خانيونس، فقد كان ينوي كوخافي منح وسام يوم الاستقلال لأفرادها، لكن بسبب الظروف الإشكالية والفشل الذي منيت به، تم منح الأوسمة لمقاتلين قدامى لإبقائهم على رأس مهامهم".

وختم "بن دافيد" بالقول إنه "لا أحد يعلم إن كانت هذه الهزة الأرضية ستصل أيضا لرئيس (أمان) شخصيا الجنرال تامير هايمان؛ لأن نتائج التحقيقات في الأيام المقبلة ستكشف النقاب إن كان كوخافي سيبقي على هايمان على رأس عمله، أم يلجأ إلى استبداله".

يشار إلى أن كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، أعلنت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أنها اكتشفت قوة إسرائيلية متسللة إلى خانيونس، واشتبكت مع عناصرها؛ ما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين ومقتل ضابط إسرائيلي، تبين أنه قائد الوحدة.

وقالت "القسام" إنها وصلت إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط توغل القوة الإسرائيلية جنوبي قطاع غزة، قبل أن تنشر صورا لأشخاص، بينهم سيدتان، قالت إنهم من أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة، التي تسللت إلى مدينة خانيونس.

ولاحقا، اعترفت (إسرائيل)، بفشل العملية الاستخباراتية، وقررت تشكيل لجنة عسكرية خاصة للتحقيق في الإخفاق.

البيانات التي كشفتها "القسام"، دفعت الرقيبة العسكرية الإسرائيلية الجنرال "أرئيلا بن أفراهام"، إلى استجداء وسائل الإعلام بعدم نشر تفاصيل عن العملية.

ورغم وجود سيناريوهات متعددة، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم يعلن حتى الآن رسميا عن الغرض من تلك العملية التي رجحت معظم التقارير أنها عملية استخباراتية، ليس الغرض منها قتل أو اختطاف عناصر من المقاومة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

هنية: لدينا كنز أمني كبير بعد عملية خانيونس

إسرائيل تقر بفشل عملية خان يونس وتشكل لجنة للتحقيق

فصائل المقاومة تحمل إسرائيل مسؤولية عملية خان يونس

فشل استخباراتي كبير لإسرائيل في عملية خان يونس

فشل عملية خان يونس قبل عام ما زال يربك جيش الاحتلال