محلل مغربي يكشف دلائل استمرار التوتر بين الرباط وأبوظبي

الثلاثاء 9 يوليو 2019 02:16 ص

على الرغم من المكالمة الهاتفية التي أجراها ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، مع العاهل المغربي "محمد السادس"، إلا أن رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني "عبدالرحيم المنار اسليمي"، اعتبر أنها تؤشر على استمرار التوتر الممتد منذ أشهر بين البلدين.

ورأي "اسليمي"، أن الاهتمام بالمكالمة التي أعلنت عنها وسائل إعلام إماراتية، "تدل على أن العلاقات بين الدولتين توجد في أقصى حالات التوتر والقطيعة التي لم يعلن عنها الطرفان رغم أن الإمارات سحبت سفيرها مبررة ذلك بأسباب داخلية مرتبطة بأبوظبي ليقوم المغرب أيضا بسحب سفيره الذي يوجد في الرباط منذ شهور".

وأضاف: "هذه الحالة التي لم تصل إليها العلاقات المغربية الإماراتية في أي مرحلة من تاريخها، لذلك جاء هذا الاهتمام الكبير بالمكالمة التي جرت بين الملك محمد السادس وولي عهد أبوظبي"، وفقا لموقع "عربي21".

وسجل المحلل السياسي المغربي، ثلاث ملاحظات حول هذا الحدث، الأولي هي أن "الإمارات هي التي نشرت الخبر، فهي تريد بذلك إظهار أن العلاقات عادية.. وأعتقد أنه لو كانت العلاقات عادية فلن تبادر الإمارات إلى الترويج لهذه المكالمة بهذا الحجم".

والملاحظة الثانية، وفقا لـ"اسليمي"، تتمثل في "سكوت وكالة الأنباء المغربية حتى الآن عن المكالمة الهاتفية التي جرت معناه أن المكالمة الهاتفية لا تعني أن هناك تحولا قد وقع في العلاقات بين الدولتين أو أن الدولتين تجاوزتا مرحلة التوتر".

وذكر المحلل الأمني، أن الملاحظة الثلاثة، فهي أن السياق الذي تمت خلالها المكالمة الهاتفية والموضوعات التي نوقشت - حسب ما صدر عن الوسائل الإعلامية الرسمية الإماراتية- يدل على أن المكالمة الهاتفية جرت بعد بداية تخفيض الإمارات لحضورها في اليمن، الشيء الذي يعني أنها تحتاج للانفتاح على المغرب لكون العلاقات الإماراتية السعودية مقبلة على تحول نتيجة الموقف الجديد للإمارات من حجم الحضور في الأراضي اليمنية.

وتابع "اسليمي"، قائلا إن "المكالمة الهاتفية تأتي في سياق تقارب مغربي فرنسي بخصوص الموقف من الأزمة الليبية وبداية تراجع (قائد الجيش في الشرق الليبي خليفة) حفتر".

وزاد: "لذلك يدل الترويج الإماراتي الكبير لهذه المكالمة الهاتفية على تحولات قادمة ليس بين المغرب والإمارات، ولكن تحولات قد تحدث في منطقة الخليج بتغير التحالفات أو على الأقل بداية الهشاشة في التحالف السعودي الإماراتي".

وأوضح "اسليمي"، أن "حالة التوتر تظل قائمة بين المغرب والإمارات بخصوص قضايا إقليمية على رأسها قضية الأزمة الليبية، ومسألة مشاركة الأحزاب الإسلامية بالحكم في دول شمال أفريقيا".

وتشهد العلاقات الإماراتية - المغربية أزمة مكتومة منذ أشهر، تجسدت في عدم تصويت الإمارات لصالح استضافة المغرب لمونديال 2026، في خطوة لم يكن يتوقعها المغاربة.

وأجرى وزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطة"، في أبريل/نيسان الماضي، جولة خليجية، بدأت في السعودية، وشملت الكويت والبحرين وقطر، ولم تشمل الإمارات.

وخلال الجولة، سلم "بوريطة"، قادة الدول الأربع الخليجية، رسالة من العاهل المغربي؛ الملك "محمد السادس"، تتعلق بـ"العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية"، حسبما أعلنت وزارة الخارجية المغربية.

وفي مارس/آذار الماضي، كشفت مصادر مغربية، أن موظفة تحمل صفة سكرتير ثالث بسفارة أبوظبي بالرباط، قامت بـ"تحركات مشبوهة"، تضمنت عقد لقاءات ومشاورات مع المجتمع المدني المغربي، دون المرور عبر الدوائر البدلوماسية المقررة، وهو ما أزعج الرباط، التي اعتبرتها بمثابة "خرق صريح لأعراف وتقاليد العمل الدبلوماسي المعمول بها في المغرب".

وخلال الأزمة الخليجية، اختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة.

كما أرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، وزار العاهل المغربي الدوحة لاحقًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والتقى بأميرها.

وفي يونيو/حزيران 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى حصارًا بريًا وجويًا على الدوحة بدعوى "دعمها للإرهاب".

وتنفي قطر صحة الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ولي العهد الإمارات ملك المغرب العلاقات المغربية الإماراتية

السعودية والإمارات تواصلان معاقبة المغرب اقتصاديا

لوب لوج: لهذا يتصاعد التوتر بين المغرب والسعودية والإمارات

صحيفة: ميناء وقاعدة عسكرية أغضبا المغرب من السعودية والإمارات

المغرب يضع شرطا للتنسيق مع السعودية والإمارات

بشكل غير رسمي.. ملك المغرب يزور بن زايد في الرباط (صورة)