قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إنه شعر بالسوء من الهتافات والصرخات التي علت من قبل مؤيديه، في تجمع انتخابي بولاية كارولينا الشمالية، بينما كان يتحدث عن عضوة الكونغرس "إلهان عمر"، الأميركية المولودة في الصومال.
وأكد "ترامب"، في لقاء صحفي عقده داخل المكتب البيضاوي بواشنطن مساء الخميس، أنه لم يكن سعيدا أو راضيا عن هتافات "أعدها إلى بلادها"، زاعما أنه حاول إيقاف ترديدها.
وعندما سأله أحد الصحفيين الحاضرين: "لماذا لم توقف أنصارك؟ لماذا لم تطلب منهم التوقف عن قول ذلك؟"، قال: الرئيس الأمريكي: "حسنًا، أولا أعتقد أنني فعلت ذلك، بدأت أتحدث بسرعة، حقا كانت أصواتهم مرتفعة، لا أوافق عليها، لكنها كانت عبارة عن بعض الهتافات، نعم شعرت بالسوء، لكنني أخذت أتكلم بسرعة".
وردا على سؤال صحفي آخر، حول السبب الذي جعلهم يطلقون هذه الصرخات قال "ترامب": "عليك أن تسألهم، لم أكن سعيدا بما حصل، ولكن أقترح عليك أن تذهب إلى هناك، أن تذهب إلى ولاية كارولينا الشمالية وتسأل الناس، لماذا قالوا ذلك؟ ولكن هذا ما قالوه، هذا ما يقومون به".
وتابع "ترامب" للصحفيين أنه "سيحاول بالتأكيد" إيقاف الهتاف ضد "إلهان عمر"، إذا شهده في تجمع انتخابي لاحق، وفقا لما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".
ولم تكن هتافات أنصار "ترامب" سوى ترديد لمضمون سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الموثق على "تويتر" في مطلع الأسبوع، اقترح على النائبات التقدميات الأربع (إلهان عمر وألكسندريا أوكاسيو-كورتيز ورشيدة طليب وأيانا بريسلي) العودة من حيث أتين، رغم أنهن أمريكيات وولدت 3 منهن في الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تغريدة: "من الغريب أن نرى الآن عضوات الكونغرس الديمقراطيات "التقدميات"، اللائي جئن أصلا من بلدان تعتبر حكوماتها كارثة كاملة وشاملة، والأسوأ والأكثر فسادا وغير الكفؤة في أي مكان في العالم. وفي الوقت نفسه يخبرن شعب الولايات المتحدة (أعظم وأقوى أمة على وجه الأرض)، بشراسة كيف تتم إدارة حكومتنا".
وأضاف: "لماذا لا يعودون ويساعدون في إصلاح الأماكن المنهارة تماما والمليئة بالجريمة التي أتوا منها. ثم يعدن ليوضحن لنا كيف تم ذلك".
So interesting to see “Progressive” Democrat Congresswomen, who originally came from countries whose governments are a complete and total catastrophe, the worst, most corrupt and inept anywhere in the world (if they even have a functioning government at all), now loudly......
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) July 14, 2019
وإزاء ذلك، صوت مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، الثلاثاء الماضي، لصالح إدانة تصريحات "ترامب" رسميا واعتبارها تتسم بالتمييز العنصري.
وبعد الهتاف ضدها، ردت "إلهان" عبر تويتر مغردة: "قد تطلق النار علي بكلماتك، قد تقطعني بعيونك، قد تقتلني ببغضك، لكن رغما كل ذلك سأنهض مثل الهواء".
You may shoot me with your words,
— Ilhan Omar (@IlhanMN) July 18, 2019
You may cut me with your eyes,
You may kill me with your hatefulness,
But still, like air, I’ll rise.
-Maya Angelou https://t.co/46jcXSXF0B
وفي مؤتمر صحفي عقدته النائبات الأربع، قالت "إلهان" إن هجوم "ترامب" عنصري تجاه مشرعات ملونات، ويمثل أجندة "القوميين البيض"، ودعت وزميلتها الديمقراطية "رشيدة طليب" ببدء محاكمة برلمانية للرئيس بهدف عزله.
وبينما أكدت "أيانا بريسلي" أن تغريدات "ترامب" تحض على كراهية الأجانب، لكن ذلك لن يجعلها تصمت، عبرت "ألكسندرا أوكاسيو كورتيس" عن أسفها للطريقة التي يشعر بها "ترامب" تجاه الأشخاص الملونين والمهاجرين المتجنسين، ودعت إلى تجاوز مفاهيم الرئيس الأمريكي عن الولايات المتحدة.
يذكر أن "إلهان عمر" هي عضوة الكونغرس الوحيدة التي ولدت خارج الولايات المتحدة في مقديشو بالصومال، وانتقلت إلى أمريكا في عام 1992، وأصبحت مواطنة أمريكية في عام 2000.