توقعات بانخفاض الطلب على الأضاحي في غزة

الأحد 21 يوليو 2019 12:06 ص

مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، ينشط مئات المواطنين في البحث عن الأضحية في أسواق قطاع غزة، ويلجأ آخرون لشراء الخراف والماعز، فيما يشترك آخرون في أضحية عجل توزع بينهم بالتساوي.

وتحرص الكثير من العائلات الغزاوية، على شراء الأضحية كونها سنة مؤكدة تدخل البهجة والفرحة في نفوس أفراد الأسرة سيما الأطفال، فيحرص أرباب الأسر على ذبحها أمام مرأى الأطفال.

ويقول المواطن "أبو أحمد عجور": "في كل عام أقوم بشراء الأضحية قبل أيام من مجيء العيد وأذبحها في مخزن المنزل، حيث يشعر الأولاد والأسرة بالفرح والسرور، ونقوم بتوزيع جزء منه على الجيران والأقارب والفقراء".

ويضيف للصحيفة أنه "في بعض الأحيان أشترك مع أشقائي بشراء عجل، ولا شك أن العجل أكثر بركة، وتستطيع أن توزع لحمه على أكبر عدد ممكن".

وتعد الأبقار والأغنام من الأضاحي الرئيسية، وتتوفر بكميات كافية في الأسواق وبأسعار منخفضة قياسا بالعام الماضي، لكن الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع نتيجة ارتفاع معدلات البطالة والفقر لمستويات غير مسبوقة، أثرت كثيرا على قدرة الناس على شراء الأضاحي هذا العام.

ضعف حركة الشراء

التاجر "سعيد النادي" أكد أن الإقبال على الأضاحي، من المفترض أن يكون قبل العيد بشهر، لكن الظروف الاقتصادية والمعيشية السيئة لأهالي قطاع غزة، أثرت كثيرا على حركة الشراء.

وقال في حديثه للمصدر ذاته، إنه بالرغم من انخفاض سعر العجول هذا العام، إلا أن الطلب خفيف وضعيف، ولكن هناك بعض المواطنين أينما يجدون السعر أرخص يشترون، منوها إلى أن أكثر الطلب هو على العجول.

وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي الصعب في غزة، وقلة العمل بفعل الحصار وإغلاق المعابر، حرم كثيراً من أرباب الأسر أن يضحوا في كثير من الأعوام، بعد أن كانوا آملين أن تتحسن الأوضاع، ويستطيعون إدخال الفرحة على قلوب أطفالهم.

وتوقعت وزارة الزراعة تراجع استهلاك قطاع غزة من الأضاحي الموسم الجاري على غرار الموسمين الماضيين، بسبب بقاء الأوضاع الاقتصادية المتردية تراوح مكانها، مشيرة في الوقت ذاته إلى استقرار أسعار الدواجن في السوق المحلي.

تراجع الاستهلاك

وقال مدير عام الثروة الحيوانية في الوزارة "طاهر أبو حمد" إن موسم الأضاحي قد يشهد تراجعا في الاستهلاك على غرار العامين الماضيين نظرا لبقاء الأوضاع الاقتصادية السيئة مستمرة، بل وتأخذ في الازدياد.

وبين "أبو حمد" أن استهلاك المواطنين من الأضاحي سجل العام الماضي 10 آلاف رأس ماشية، و20 ألف رأس من الخراف والأغنام، وهي نسبة قريبة من العام الذي سبقه.

وأشار إلى أن معدل استهلاك غزة من الأضاحي في الأوضاع الطبيعية يتراوح بين 12–14 ألف رأس من الماشية، و30-35 ألفا من الخراف والأغنام.

وشدد "أبو حمد" تأكيده على أن الأمراض السارية، وارتفاع درجات الحرارة، من أبرز المشاكل التي تواجه المربين، مشيراً إلى أن مرض الحمى القلاعية أكثر الأمراض المسببة للنفوق في قطاع المواشي والأغنام، كما أن الحرارة المرتفعة مع انقطاع الكهرباء تؤثر على مستويات النمو وقدرة الأبقار على در الحليب.

وبين الخبير الاقتصادي "معين رجب" أن إمكانية تراجع الطلب على الأضاحي هذا العام تأخذ منحنى متصاعدا لسببين، الأول عدم توفر سيولة نقدية لدى المواطنين في غزة نتيجة سياسة الخصم على رواتب الموظفين وتدني مستويات صرفها، والأمر الآخر انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، وهذا يجعل عملية تخزين اللحوم أمرا صعبا ويفسدها ويعود على المواطن بالضرر.

وأضاف "رجب" أن على التجار خفض أسعار المواشي، كي لا تكسد كونهم ينتظرون هذه الأيام بفارغ الصبر، لتعود عليهم بالربح الكبير نتيجة بيع المواشي، سواء إلى المواطنين أو المؤسسات الخيرية والتي تقدم اللحوم للفقراء والمحتاجين.

ويحرص المواطنون في غزة على تطبيق سنة الأضاحي، لأنها تأتي يوم القيامة بقرونها وأظافرها وشعرها وتكون شاهدة لصاحبها، وإن أول قطرة من دمها تقع في السماء قبل أن تقع على الأرض.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الأوضاع الاقتصادية الأوضاع الاقتصادية المتغيرة الوضع الاقتصادي تدهور الوضع الاقتصادي

الملحمة الاقتصادية في غزة

مسؤولون إسرائيليون يحذرون من انفجار الأوضاع الاقتصادية في غزة