بريطانيا تدرس الرد على الأزمة مع إيران في ظل قلة الخيارات

الاثنين 22 يوليو 2019 09:48 ص

تدرس بريطانيا يوم الأحد الإجراءات التي ستتخذها في أزمة احتجاز ناقلة ترفع العلم البريطاني في الخليج، ويبدو أنها لا تملك خيارات مناسبة تذكر بعدما كشف تسجيل أن الجيش الإيراني تجاهل سفينة حربية بريطانية لدى هبوطه على ظهر الناقلة واحتجازها قبل ثلاثة أيام. وذكر مكتب رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" أنها سترأس اجتماعا للجنة الحكومية للاستجابة للطوارئ صباح الاثنين لبحث الأزمة.

ولم تكشف بريطانيا سوى تفاصيل قليلة بشأن خطتها للرد بعدما نفذت قوات الحرس الثوري الإيراني عملية إبرار من طائرات هليكوبتر واحتجزت السفينة ستينا إمبيرو في مضيق هرمز يوم الجمعة في رد على ما يبدو على احتجاز بريطانيا ناقلة إيرانية قبل أسبوعين.

وأظهرت لقطات حصلت عليها "رويترز" من إحدى وكالات الأنباء الإيرانية يوم الأحد الناقلة وهي راسية بأحد الموانئ الإيرانية، وعلم إيران مرفوع عليها.

ومن المتوقع أن تعلن الحكومة البريطانية يوم الإثنين خطواتها التالية خلال كلمة أمام البرلمان. لكن خبراء في شؤون المنطقة قالوا إنه لا يوجد أمام بريطانيا سوى عدد قليل من الخطوات التي يمكن اتخاذها بعدما فرضت الولايات المتحدة أقصى حد من العقوبات الاقتصادية بحظرها صادرات النفط الإيرانية حول العالم.

وقال "تيم ريبلي" خبير الدفاع البريطاني الذي يكتب عن شؤون الخليج في مجلة "جينز ديفنس" العسكرية الأسبوعية "لا أرى في هذا التوقيت أن بإمكاننا تقديم تنازل من شأنه إنهاء الأزمة. توفير الأمن ومرافقة السفن مستقبلا يعد أمرا مختلفا".

وبعد يوم من وصف مسؤولين بريطانيين كبار الإجراء الإيراني بأنه "عمل عدائي"، بدا المسؤولون هادئين نسبيا يوم الأحد وقالوا بوضوح إنهم ما زالوا يدرسون الاتفاق على رد.

وقال "توبياس إلوود" الوزير بوزارة الدفاع البريطانية لـ"سكاي نيوز": "سنبحث سلسلة من الخيارات... سنتحدث إلى نظرائنا وحلفائنا الدوليين لنرى ما يمكن فعله في الواقع".

وأضاف: "مسؤوليتنا الأولى والأكثر أهمية هي ضمان التوصل لحل لمسألة السفينة الحالية، وضمان سلامة السفن الأخرى التي ترفع العلم البريطاني في تلك المياه، ثم النظر بعد ذلك إلى الصورة الأوسع".

شهور من المواجهة

يعد احتجاز إيران للسفينة في أهم ممر مائي لتجارة النفط في العالم أحدث تصعيد في مواجهة مستمرة منذ 3 أشهر بين إيران والغرب كانت قد بدأت مع دخول عقوبات أمريكية مشددة جديدة على إيران حيز التنفيذ في بداية مايو/أيار.

وأُقحمت بريطانيا في مواجهة مباشرة مع إيران في الرابع من يوليو تموز الجاري عندما احتجزت قوات البحرية الملكية البريطانية ناقلة إيرانية قبالة ساحل جبل طارق. واتهمت بريطانيا الناقلة بانتهاك عقوبات على سوريا، مما دفع إيران للتهديد أكثر من مرة بالرد.

ورغم أن نهج إيران الرسمي استمر في ذكر أن احتجاز السفينة ستينا إمبيرو كان لأسباب متعلقة بالأمان، فإنها لم تبذل الكثير من الجهد لإخفاء أن احتجاز هذا السفينة جاء للرد. وكانت الخطوات التي نفذتها إيران، وتضمنت إنزال قوات ملثمة من طائرات هليكوبتر على السفينة، مماثلة لما قامت به قوات البحرية الملكية البريطانية قبل أسبوعين.

وجاء رد رئيس البرلمان الإيراني "علي لاريجاني" يوم الأحد أكثر وضوحا إذ قال خلال جلسة للبرلمان "رد الحرس الثوري على خطف بريطانيا للناقلة الإيرانية".

واتهم وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" واشنطن ومستشار ترامب للأمن القومي "جون بولتون" بدفع بريطانيا نحو الصراع.

وقال "ظريف" على "تويتر": "بعد فشله في جذب دونالد ترامب إلى حرب القرن وخشية انهيار فريقه، يسمم جون بولتون أفكار المملكة المتحدة أملا في جرها إلى مستنقع... الحذر وبعد النظر هما السبيل الوحيد لإحباط مثل هذه المكائد".

رسائل لاسلكية

في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، قالت بريطانيا إن القوات الإيرانية اقتربت من الناقلة في المياه العُمانية وإن هذا العمل "يمثل تدخلا غير قانوني".

وأظهرت رسائل لاسلكية، قدمتها مؤسسة "درياد جلوبال" الأمنية، أن السفينة (إتش.إم.إس مونتروز) الحربية البريطانية الموجودة في الخليج تواصلت مع قارب دورية إيراني في محاولة لمنع عملية الإنزال على السفينة ستينا إمبيرو.

وقالت السفينة مونتروز في رسالة لاسلكية "من فضلكم تأكيد أنكم لا تنوون انتهاك القانون الدولي بمحاولة النزول على ظهر السفينة".

وأظهرت الرسائل أن قارب الدورية الإيراني وجه ستينا إمبيرو لتغيير مسارها، بينما رد على الفرقاطة البريطانية بأنه يعتزم "تفتيش السفينة لأغراض أمنية".

وقال الخبير الأمني "ريبلي" إن اختيار إيران لهذه السفينة يدل على أن هدفها هو اختبار الرد البريطاني دون إثارة أزمة أكبر.

وعلى عكس الناقلة الإيرانية التي احتجزتها بريطانيا قبل أسبوعين وكانت تقل شحنة ثمينة تصل إلى مليوني برميل من النفط، فإن ستينا إمبيرو كانت في طريقها إلى الخليج وهي خاوية.

وأوضح "ريبلي" أن طاقمها المؤلف من 23 فردا أغلبهم من الهند ولا يوجد بينهم بريطانيون وهو ما كان سيؤدي على الأرجح إلى دعوات في لندن لاتخاذ إجراء جذري.

وأضاف أن إيران تنظر على الأرجح إلى أي رد بريطاني من منظور صراعها مع الولايات المتحدة.

وأوضح قائلا: "إذا واصل الأمريكيون فرض الحظر فلا يوجد ما يدعو الإيرانيين لعدم احتجاز مزيد من الناقلات. ماذا لديهم كي يخسروه؟".

وعبر مسؤول إيراني طلب عدم نشر اسمه عن رأي مماثل.

وقال: "إيران تستعرض قوتها دون الدخول في مواجهة عسكرية... هذا نتيجة ضغط أمريكا المتزايد على إيران".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

وزير خارجية عمان يزور إيران.. هل تتوسط مسقط لتخفيف التوتر؟

خطة بريطانية لتشكيل بعثة أوروبية لتأمين الملاحة

إيران: وجود تحالف دولي لحماية الخليج سيزعزع الأمن