جونسون رئيسا لوزراء بريطانيا بعد اقتناصه زعامة المحافظين

الثلاثاء 23 يوليو 2019 02:40 م

فاز "بوريس جونسون" بمنصب زعيم حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، وهو المنصب الذي سيؤهله ليحل محل "تيريزا ماي" رئيسا لوزراء البلاد.

وكان حزب المحافظين قد شهد اقتراعا، الإثنين، شارك فيه 160 ألف عضو لاختيار رئيس للحزب من بين أحد المرشحين؛ "جونسون" (55 عاما) ووزير الخارجية الحالي "جيريمي هانت" (52 عاما).

وتتوجه "تيريزا ماي"، الأربعاء، إلى قصر باكنغهام لتقديم استقالتها رسميا للملكة "إليرابيث الثانية"، فيما يكون رئيس المحافظين الجديد في طريقه للقاء الملكة التي ستكلفه رسميا بتشكيل الحكومة.

و"جونسون" رئيس بلدية لندن السابق كان استقال من منصب وزير الخارجية قبل عام بسبب خطط "ماي" للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأظهرت استطلاعات رأي عديدة حصوله على نحو 70% من الأصوات.

وستكون العديد من الملفات الساخنة على طاولة رئيس الحكومة الجديد فور تكليفه، لعل أبرز تلك الملفات هي حالة التوتر المتصاعدة بين لندن وطهران على خلفية احتجاز إيران سفينة النفط التي ترفع علم بريطانيا في مضيق هرمز.

وسيرث رئيس الحكومة البريطانية الجديد أزمة سياسية تتعلق بخروج بلاده من الاتحاد الأوروبي والمقرر في نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وسيتعين على رئيس الحكومة الجديد إقناع التكتل بإحياء المحادثات بشأن اتفاق للانسحاب، وهو أمر يتعنت الاتحاد بشأنه، وإلا فسيسير رئيس الحكومة الجديد ببلاده نحو حالة من الغموض الاقتصادي بسبب الخروج دون ترتيب.

وكان "جونسون" قد أكد خلال السباق الانتخابي في حزب المحافظين الشهر الماضي أن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيتم قبل انتهاء المهلة المحددة، باتفاق أو من دون اتفاق، مؤكدا أنه سيسعى للتوصل إلى اتفاق جديد لكنه أقر بصعوبة تحقيق ذلك.

ويرجح المراقبون ألا يعلن "جونسون" عن تغييرات وزارية رئيسية قبل يوم الأربعاء، لكن من المتوقع أن يسفر انتصاره في المنافسة على زعامة حزب المحافظين عن استقالات عديدة في الحزب المنقسم بشدة.

كما يرى المراقبون أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، سيلحق الضرر بالاقتصاد البريطاني وسيؤثر سلبا على النمو العالمي، كما سيؤثر على الأسواق المالية العالمية.

الصحفي ذو الأصول التركية

ولد "بوريس جونسون" عام 1964 في نيويورك، وانتقل والداه إلى بريطانيا وهو طفل صغير، ويفتخر أن والده من أصول تركية، وقد درس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الإنجليزية والآداب الكلاسيكية.

كما درس الآداب القديمة في أوكسفورد، وانتخب رئيسا لاتحاد الطلبة عام 1984، وبدأ "جونسون" حياته العملية صحفيا في "ديلي تلغراف"، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائبا للمدير، قبل أن يصبح مديرا لصحيفة "سبيكتيتور" عام 1991.

وأكسبته مسيرته الصحفية شهرة ومنحته مكانة اجتماعية، ففتحت له باب العمل السياسي، لينتخب عام 2001 نائبا في مجلس العموم، عن حزب المحافظين.

وعين عام 2004 وزيرا للدولة مكلفا بالفنون، ثم اضطر إلى الاستقالة، بعد انكشاف علاقته الغرامية مع "بترونيلا وايت"، ولكنه عاد إلى الحكومة عام 2005، في منصب وزير للدولة مكلف بالتربية.

وتزوج "جونسون" زوجته الأولى "أليغرا موستين أوين" عام 1987، وانفصل عنها عام 1993، ليتزوج المحامية "مارينا ويلر"، وينجب منها 3 بنات.

وألف "بوريس جونسون" العديد من الكتب، من بينها كتاب عن حياة رئيس الوزراء البريطاني السابق، "ونستون تشرتشل"، وكتاب عن تاريخ روما، وآخر عن مدينة لندن.

الوجه الآخر لـ"ترامب"

واكتسب "جونسون" شهرة كبيرة وكثيرا من الأنصار عندما كان رئيسا لبلدية لندن، وبعدما تزعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، توقع المراقبون توليه منصب رئيس الوزراء، وقيادة حزب المحافظين، بعد استقالة "ديفيد كاميرون".

ولكنه في المقابل، اكتسب خصوما ومعارضين ينتقدون مواقفه وتصريحاته المثيرة، ويرون أنه غير جدير بتولي المناصب العليا في الدولة، فقد وصفه نائب رئيس الوزراء السابق "نك كليغ"، بأنه "دونالد ترامب، معه قاموس".

وأقيل "جونسون" من صحيفة "التايمز" بعد اتهامه بعدم الدقة في نقل التصريحات، كما فصل من منصب الناطق باسم حزب المحافظين عام 2004، بسبب كذبه بشأن علاقاته النسائية، ولكن هذه المصاعب كلها لم تقض على مستقبله السياسي، مثلما فعلت مع غيره.

واستطاع أن يواجه العواصف التي اعترضت طريقه، ويتغلب عليها، بفضل بلاغته وقدرته على اللعب بالكلمات وتغيير المواقف الحرجة والصعبة لصالحه في كل مرة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بريطانيا بوريس جونسون حزب المحافظين الاتحاد الأوروبي بريكست

ترامب مهنئًا جونسون: سيكون رئيس وزراء عظيمًا

ما هي مخاطر استراتيجية بوريس جونسون بشأن بريكست؟

كيف ينظر رئيس وزراء بريطانيا الجديد إلى ترامب وهواوي وإيران؟

الغارديان: جونسون مهرج في سيرك وقد يحطم بريطانيا

التايمز: جونسون أشهر السكاكين لإنقاذ بريكست

الجبير محذرا بن سلمان: جونسون يحب الإيرانيين والأسد