نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن تلقي الإمارات العربية المتحدة ضربة موجعة من قبل الأميرة "هيا"، الزوجة السادسة لحاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم".

وذكر الموقع أن الشائعات تقول بأن الأميرة "هيا"، ابنة العاهل الأردني الراحل "حسين"، "مختبئة" في منزل ريفي في لندن قيمته 106 ملايين دولار.

ووفقا لمصدر استشهدت به صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تسعى الأميرة الهاربة للحصول على حق اللجوء السياسي، فضلا عن الطلاق من زوجها الحالي.

ما الدافع وراء الهرب؟

وأشار الموقع إلى أن هناك فرضيات متعددة ومختلفة فيما يتعلق بالدوافع التي تقف وراء هرب الأميرة "هيا"، أبرزها تحوم حول فكرة أن "هيا" اكتشفت حقائق مقلقة حول محاولة الهروب الفاشلة التي قامت بها الشيخة "لطيفة" ابنة حاكم دبي، السنة الماضية، التي تم اعتراضها قبالة ساحل الهند وأعيدت قسرا للإمارات.

وتطرق الموقع إلى تصريح صحيفة "نيويورك تايمز" إزاء هذا الشأن، التي لاحظت أن الأميرة "هيا" هي "ثالث امرأة تفر من قصور الشيخ في دبي".

وتابعت الصحيفة: "بالنظر إلى السياق الحالي للنقاش الذي تدور رحاه في أوروبا حول اللاجئين، قد يجد المرء صعوبة في حشد تعاطف الأغلبية للحصول على اللجوء السياسي من داخل ممتلكات، تبلغ قيمتها 106 ملايين دولار في المملكة المتحدة".

وذكر الموقع أن هروب الأميرة "هيا" يعد مناسبة جيدة لإعادة النظر في الصورة التي ترسمها دولة الإمارات لنفسها، كدولة تضمن حقوق المرأة في وسط دول الخليج القمعية.

حقوق نساء الإمارات

والجدير بالذكر أن الشيخ "آل مكتوم" أسس مجلس التوازن بين الجنسين سنة 2015 من أجل "تمكين المرأة".

ووفقا لقسم المساواة بين الجنسين في حكومة الإمارات العربية المتحدة، فإن الهدف من تأسيس المجلس هو "تعزيز بيئة العمل من خلال منح النساء فرصا متساوية في القطاع العام"، و"تعزيز جهود الدولة لتطوير وتعزيز دور المرأة كشريك رئيسي في بناء مستقبل الأمة".

ولعل ما يثير الاستغراب حقا أنه في شهر يناير/كانون الثاني من السنة الحالية، سلم الشيخ "آل مكتوم" جوائز المساواة بين الجنسين، وكانت جل الجوائز من نصيب الرجال.

وأضاف الموقع أنه كجزء من برنامج رؤية 2021، تهدف دولة الإمارات العربية المتحدة إلى "أن تصبح واحدة من أفضل 25 دولة في العالم فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين".

في المقابل، يبدو أنه من غير الواضح ما تعنيه المساواة بين الجنسين في دولة تكون فيها المرأة مجرد مواطن من الدرجة الثانية.

فقاعة "دولة السعادة"

علاوة على ذلك، تطرق الموقع إلى المعاملة السيئة التي تتعرض لها النساء المهاجرات في الإمارات العربية المتحدة اللاتي يتعرضن للعنف، ويضطررن للعمل لساعات طوال تتجاوز عدد ساعات العمل العادية، كما تواجه معظمهن معاملة سيئة ويحرمن من تقاضي رواتبهن.

وتعمل الإمارات على نشر تقارير دورية عن مهام النظام، مع تكريس قدر كبير من الاهتمام لمفهوم أن الإمارات العربية المتحدة "واحدة من أسعد الدول في العالم"، ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى وزير السعادة.

ويضيف كاتب التقرير: "كما قلت من قبل، لا يوجد شيء يبعث على السعادة في دولة بوليسية يخضع فيها كل فرد للمراقبة دون هوادة، ويتم تجريم حرية التعبير إلى جانب الحقوق الأساسية الأخرى".

وقال الموقع إن الإمارات العربية المتحدة تفتخر كونها افتتحت أول كلية عسكرية في المنطقة للبنات، وهي "مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية"، وكما هو الحال في الولايات المتحدة، يتم تعزيز تمكين النساء بشكل كبير من خلال القتل المتكافئ للفرص.

واختتم الموقع بالإشارة إلى أن "الإمارات العربية المتحدة تعد مجتمعا نموذجيا عندما يتعلق الأمر بالرأسمالية المتشددة التي تناشد أقلية النخبة العالمية، والتي تسعد في تعبيرها عن وحشيتها".