شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، يوماً دامياً، بعد هجومين استهدفا معسكر الجلاء بصاروخ باليستي و"درون"، ومقر شرطة حي الشيخ عثمان بسيارة مفخخة، ما خلَّف نحو 50 قتيلاً وعشرات الجرحى.

وأدى الهجوم على المعسكر الذي تبنته الحوثيون، مقتل 36 ضابطاً وجندياً، من المقربين من الإمارات، أبرزهم القيادي البارز في الحزام الأمني وقائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد "منير اليافعي"، المكنى "أبو اليمامة".

ووفق شهود عيان، تعالت أصوات الجنود قبل أن يهرعوا لنقل الجرحى ووضعوهم في شاحنات.

كما غطت برك الدماء الأرض، بينما بكى الجنود قرب جثة "أبو اليمامة"، وهو شخصية بارزة بين الانفصاليين الجنوبيين.

وقالت قناة "المسيرة"، الناطقة باسم الحوثيين، إن سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية لدى الجيش واللجان الشعبية، نفذ "عملية مشتركة استهدفت معسكر الجلاء التابع للغزاة والمرتزقة في عدن".

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة التابعة للحوثيين العميد "يحيى سريع"، إن "العملية المشتركة باتجاه معسكر الجلاء في عدن (...) وكانت الإصابة دقيقة".

وأضاف: "تم استهداف العرض العسكري بطائرة قاصف ك 2 وصاروخ باليستي متوسط المدى (لم يكشف عن تفاصيله)".

بينما سقط 13 قتيلاً بهجوم قسم الشرطة، في هجوم لم يتبنه أي جهة حتى الآن، والتي قالت مصادر أمنية، إنه تم بسيارة ملغومة.

واتهم رئيس وزراء اليمن "معين عبدالملك"، وسفير السعودية لدى اليمن "محمد الجابر"، في تغريدات منفصلة على "تويتر"، إيران بالوقوف وراء الهجومين.

ويهدد تصاعد العنف، بتعقيد الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتنفيذ انسحاب القوات من مدينة الحديدة، نقطة الدخول الرئيسية لواردات اليمن، تمهيدا لمحادثات سياسية لإنهاء الحرب في ظل غياب الثقة وتضارب جداول الأعمال بين جميع الأطراف.

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لجماعة "أنصار الله" الحوثية "ضيف الله الشامي"، إن الهجوم على العرض العسكري لقوات الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات، استهدف توجيه رسالة قوية للحشد الكبير الذي تسعى دول التحالف عبره لحماية حدودها والتغلغل في اليمن.

وتدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات، الذي يدعمه الغرب، عام 2015، في مسعى لإعادة حكومة الرئيس "عبدربه منصور هادي"، المعترف بها دوليا إلى السلطة، بعدما أطاح بها الحوثيون من صنعاء في أواخر عام 2014.

(())