عرضت جماعة الحوثي، صورا لصاروخ باليستي، قالت إنها قصفت به مدينة الدمام (شرقي السعودية)، في تطور غير مسبوق لمثل هذه المسافة البعيدة، إذ كانت الرياض أبعد نقطة وصلتها صواريخ الحوثيين.

وفي مؤتمر صحفي، الجمعة، عرض المتحدث العسكري باسم الحوثيين؛ "يحيى سريع"، صورا لصاروخ "بركان 3"، الذي استهدف موقعا عسكريا سعوديا "مهما" في الدمام، مؤكدا أن الصاروخ مصنع محليا، ومن أهم أسلحة الردع الاستراتيجي التي تستخدم في إطار "الرد المشروع على العدوان بحق الشعب اليمني"، حسب قوله.

ولفت "سريع"، إلى توسيع نطاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي يملكها الحوثيون، بحيث تسمح بضرب عدة أهداف في وقت واحد في عمق ما وصفه بـ"دول العدوان".

وأشار "سريع"، إلى "خضوع الصاروخ لعمليات تجريبية ناجحة، ولعمليات تطوير تقني لتجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو"، مضيفا أن "بركان 3 صاروخ باليستي مصنع بأياد يمنية، وتم تطويره بتكنولوجيا حديثة، وبقواعد ثابتة ومتحركة".

والخميس، أعلن المتمردون الحوثيون إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى، مستهدفا للمرة الأولى، هدفا عسكريا في أقصى المنطقة الشرقية للسعودية، وقالو إنه "ضرب العمق السعودي بالدمام، في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية".

ولم يصدر أي تعليق من السلطات السعودية حول ما ذكره الحوثيون، حتى الآن.

وفي شأن ذات صلة، قال "سريع"، إن قواته شنت هجوما استباقيا على الجيش اليمني في عدن لإفشال "مخططات التحالف"، مؤكدة سيطرتها على 15 موقعا في جنوب السعودية.

وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، تنفيذ أربع عمليات صاروخية ضد تجمعات للجيش السعودي وقوات التحالف، مشيرا إلى أن العمليات جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق وبتعاون من الداخل السعودية.

وأضاف أن استهداف قاعدة خميس مشيط أصابها بالشلل بنسبة تفوق 60%.

وحول استهداف معسكر الجلاء في العاصمة المؤقتة عدن، الخميس، التابع لقوات "الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات، قال "سريع" إنه "جاء بعد رصد استخباراتي دقيق وتعاون من جهات في المحافظة".

وشهد الخميس، حدثين مهمين، حيث دوت انفجارات في معسكر الجلاء غربي عدن، أثناء عرض عسكري للقوات الموالية للإمارات، جراء استهدافه بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة معا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 35 عسكريّا، بينهم قائد قوات الدعم والإسناد اللواء "منير اليافعي".

وتزامن ذلك مع سقوط صاروخ باليستي على موقع عسكري بمدينة الدمام، التي تبعد نحو 1300 كيلومتر عن اليمن.

ويهدد تصاعد العنف، بتعقيد الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتنفيذ انسحاب القوات من مدينة الحديدة، نقطة الدخول الرئيسية لواردات اليمن، تمهيدا لمحادثات سياسية لإنهاء الحرب في ظل غياب الثقة وتضارب جداول الأعمال بين جميع الأطراف.

وتدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات  عام 2015، في مسعى لإعادة حكومة الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، المعترف بها دوليا إلى السلطة، بعدما أطاح بها الحوثيون، المدعومون إيرانيا، من صنعاء في أواخر عام 2014.