استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الفرح للسودان والخوف عليه

الثلاثاء 6 أغسطس 2019 12:00 م

حتى لو تم اجتياز المرحلة الاولى بنجاح فستكون المرحلة التالية فائقة الصعوبة ومزروعة باًلغام شتى.

أجهزة النظام وبعد هزة الإطاحة بالبشير تتنافس فيما بينها وهي كلها عوامل تحيل إلى برميل بارود قابل للانفجار.

خطط الضباع للوصول إلى عنف وفوضى يبرر لهم الانسحاب من المفاوضات التي يشرف عليها الاتحاد الافريقي.

*     *     *

بدأت بكتابة افتتاحيتي عن "السودان: ماذا بعد" يوم صدر تقرير لجنة التحقيق بمجزرة ساحة الاعتصام، وكان مزوراً الى الحد الذي يُقصد به الاستفزاز. وهو استفز فعلاً الناس الذين عاشوا تلك الأيام ويعرفون ما جرى فيها.

فانطلقت تظاهرات عفوية غاضبة، بدت وكأنها وقعت في الفخ الذي نصبه لها المجلس العسكري ليفتعل الفوضى والعنف ويتملص من المفاوضات ومن التوصل الى اتفاق مع "قوى الحرية والتغيير" يخص المرحلة الانتقالية.

والناس محقون بغضبهم ولم يكن من الممكن أن يسكتوا على ذلك التقرير، فإذا بهم بين فكي كماشة: ضبط النفس من جهة لعدم الانزلاق الى الهياج الذي يتيح المجال أمام المجلس العسكري لتنفيذ ما يريد، والتعبير من جهة ثانية عن الرفض والاستنكار.

ولم تكد تمضي ساعات على ذلك حتى أمعن المجلس العسكري فافتعل مجزرة "الأُبيض" في ولاية كردفان بحق تلامذة المدارس المتظاهرين سلمياً استنكاراً لذلك التقرير اللعين، وقتل 6 فتية وجرح المئات.

وكان من الواضح أن هؤلاء الضباع خططوا للوصول الى وضع من العنف والفوضى يبرر لهم الانسحاب من المفاوضات الجارية والتي يشرف عليها الاتحاد الافريقي وتحتضنها أثيوبيا ويراقبها العالم باسره ويترقب نتائجها بعد ثمانية أشهر من انتفاضة مدهشة تميزت بانها عارمة ومستمرة، وسقط فيها، على الرغم من سلميتها، 250 ضحية.

المأزق أن الوضع في السودان شديد التوتر اصلا، فهو ما زال يحتضن ثلاث بؤر تمردات مسلحة في أكثر من جهة فيه، ويعاني من وضعية كارثية على المستوى الاقتصادي، وينوء تحت اثقال مظلوميات تتخذ أحياناً طابعاً مركّبا فيه الطبقي والعنصري الاثني أو المذهبي.

وأن النظام الذي لم يزل قائماً بعدما جرت التضحية برأسه يدافع بشراسة عن استمرار إمساكه بالسلطة طمعاً أولاً وقبل كل شيء بمزيد من النهب وخوفاً ثانيا من المحاسبة على الجرائم المريعة التي إرتكبها، قديمها وجديدها..

وأن أجهزته، علاوة على ذلك، وبعد الهزة التي اصابتها بالإطاحة بالبشير تتنافس فيما بينها. وهي كلها عوامل تحيل الى برميل البارود القابل للانفجار في كل لحظة.

بل ... وحتى لو تم اجتياز هذه المرحلة الاولى بنجاح فستكون المرحلة التالية فائقة الصعوبة ومزروعة باًلغام شتى.

وأن القوى السياسية والاجتماعية والمهنية التي قادت الانتفاضة ثم التفاوض ستجد نفسها أمام تآمر هؤلاء الضباع – وهو سيكون شرساً وخبيثاً – وأمام صعوبات ذاتية وموضوعية تخصها كما تخص التوافق بإدارة هذا الارث المرعب من الخراب في بلد هائل الغنى والفقر في آن، متعدد التكوينات، مترامي الاطراف، متفاوت الأوضاع، ومحط أطماع خارجية شتى، ويقع في منطقة تلتهب فيها شتى الحرائق.

  • نهلة الشهال - كاتبة وناشطة لبنانية، رئيسة تحرير "السفير العربي"

المصدر | السفير العربي

  كلمات مفتاحية