استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سوق الرهان على ترامب

الثلاثاء 6 أغسطس 2019 02:46 م

أمريكا لن تقود العالم منفردة لعقود قادمة وتراجعها تدريجيا سيؤدي لفوضى بالنظام الدولي نشاهد اليوم إرهاصاتها فقط.

حصلت كوريا الشمالية على ما أرادت من ترامب فجرته إلى لقاءات تفاوضية معها دون تقديم تنازلات حقيقية.

العلاقة مع أوروبا والناتو متوترة فتحالفات واشنطن أصبحت هي متأرجحة مع قلق الحلفاء من تقلب سياسات ترامب.

إيران مقتنعة بأن ترامب لن يزيد على التصعيد الاقتصادي ويمكن تحقيق مكاسب من عدم جديته فصعّدت لجره إلى مربع لا يريده.

*     *     *

مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض تعددت الرهانات على فترته وما يمكن تحصيله من خلالها عالمياً، هناك من راهن على نجاحه في كسر العجلة الروتينية للسياسة الخارجية الأمريكية، وهناك من راهن على فشل إدارته في التعامل مع قضايا الخارج وعلى السياسة الخارجية التعاقدية وإمكانية "شراء" مواقف، وأطراف راهنت على المؤسسات الأمريكية في ضبط سلوك ترامب.

بعض هذه الرهانات آتت لأصحابها مكاسب وأخرى أدت إلى خسائر فادحة، وما لا شك فيه هو أن العامين والنصف عام الأخيرة كانت بمثابة قطار الملاهي بالنسبة للعالم وهو يتفاعل مع إدارة ترامب وسياساتها المتشقلبة.

روسيا ومعها إيران وكوريا الشمالية والصين إلى حد ما يبدو أن رهانهم كان على فشل ترامب في تحقيق أي إنجازات خارجية وأن تتسبب سياساته في إضعاف الموقف الأمريكي الدولي.

وإلى حد كبير، آتى هذا الرهان أكله مع فشل ترامب في مواجهة التمدد الروسي في سوريا وتوتر العلاقة بين الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي الأمر الذي جاء لصالح التمدد الروسي غرباً.

من ناحية أخرى تمكنت كوريا الشمالية من الحصول على ما أرادت من ترامب، فجرته إلى لقاءات تفاوضية معها دون أن تقدم أي تنازلات حقيقية بل إن هذه الأخيرة نفذت تجارب صاروخية أخيراً بدون أدنى احتجاج من واشنطن.

أما إيران فرغم أنها تأثرت سلباً من رغبة ترامب في إظهار قوته وتنفيذ وعوده الانتخابية من خلال إنهاء الصفقة معها إلا أن سلوكها اليوم يدل على قناعة تامة بأن ترامب لن يزيد على التصعيد الاقتصادي.

وأنه يمكن تحقيق مكاسب من خلال عدم جديته هذه لذلك تبالغ إيران في التصعيد وتجر ترامب إلى مربع لا يريده بحيث يقوم من ناحيته بتقديم تنازلات اقتصادية تناسب طهران حتى يتمكن من تجنب الدخول في مواجهة عسكرية ويتمكن من إعلان نصر شكلي قبل الانتخابات القادمة.

أما أولئك الذين راهنوا على نجاح ترامب في تنفيذ أجندة مختلفة للسياسة الخارجية الأمريكية تتوافق مع مواقفهم وخاصة اليمين الأوروبي ومن يمثله ودول عربية على رأسها رباعي الحصار فقد كانت البدايات تشير إلى تحقيقهم مكاسب مهمة..

كان ستيف بانون يطوف أوروبا مبشراً بأن ترامب سيكون الأب الروحي لصعود يميني جديد في العالم كله ولم يقصر ترامب في الوقوف إلى جانب قادة اليمين إعلامياً.

المحور السعودي الإماراتي حصل بادئ الأمر على دعم في أجندته الإقليمية سمحت بحصار قطر ودعم حفتر وغير ذلك ولكن المنحنى أخذ يتراجع منذ الأشهر الأولى ولم يزد ترامب على تقديم دعم شخصي محدود بدون أن يتمكن من تحوير سياسة الولايات المتحدة الخارجية لصالح هذا الطرف أو ذاك.

أما السياسة التعاقدية التي أراد حلفاؤه توظيفها معه فتبين أنها تحقق مواقف مؤقتة فقط وكذلك كانت مكاسب هذه الأطراف من فترته حتى الآن.

الاتحاد الأوروبي وغيرهم من حلفاء واشنطن التقليديين، مثل قطر، راهنوا على المؤسسات الأمريكية والثبات الاستراتيجي للولايات المتحدة، هذا الرهان كانت نتائجه متأرجحة، استطاعت المؤسسات الأمريكية ضبط الإيقاع في عدد من الملفات منها حصار قطر والموقف في ليبيا.

لكن العلاقة مع أوروبا والناتو ما زالت متوترة وفي الحقيقة أن تحالفات واشنطن أصبحت هي متأرجحة مع قلق الحلفاء من تقلب سياسات ترامب.

تشير العديد من المعطيات إلى أن فوز ترامب بفترة ثانية أمر مرجح وعلى العالم أن يستعد لأربع سنوات إضافية مع ترامب، وبالتالي ستعيد مختلف القوى دولياً تقييم مواقفها وعلاقتها بواشنطن بناء على الفترة الأولى.

الرهانات على ترامب كانت متنوعة والنتائج كانت متأرجحة، لكن ترامب يمثل عرضاً للمرض الأمريكي العام.

أمريكا لن تقود العالم منفردة لعقود قادمة وتراجعها التدريجي سيؤدي لفوضى في النظام الدولي نحن نشاهد اليوم إرهاصاتها فقط.

  • د. ماجد محمد الأنصاري - أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية