هل سينعم الاحتلال الإماراتي بالهدوء في عدن؟

الثلاثاء 13 أغسطس 2019 03:07 م

هل سينعم الاحتلال الإماراتي بالهدوء في عدن؟

لزمت السعودية الصمت المطبق أربعة أيام كانت كافية لتستكمل ميليشيات هاني بن بريك زحفها على القصر الرئاسي

هزائم متعاقبة تلحق بمغامرة بن سلمان وبن زايد الطائشة في اليمن، وما خلّفته حتى الآن من مآس دامية وحصاد مرير.

دعوة الرياض لأطراف النزاع لاجتماع طارئ وإنذارات أطلقها التحالف بقصف مخالفي وقف إطلاق النار مجرد ذر للرماد في العيون.

*     *     *

تشهد مدينة عدن اليمنية تطورات سياسية وعسكرية متلاحقة تنطوي على عواقب بالغة الخطورة لا تمسّ حاضر محافظات الجنوب اليمني فقط، بل تمتد إلى مستقبلها أيضاً، سواء لجهة استمرار الانتماء إلى المتحد اليمني ذاته، أو فقدان السيادة والوقوع تحت سيطرة قوة خارجية تتستر باسم ميليشيا محلية.

ورغم أن نجاح قوات ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي» في السيطرة على القصر الرئاسي كان مجرد خطوة رمزية أقرب إلى تحصيل الحاصل، فإن النتائج اللاحقة استكملت عملياً سيرورة منهجية كانت دولة الإمارات قد انخرطت فيها منذ بدء مشاركتها في قوات التحالف.

لقد كان واضحاً أن أبوظبي لا تنوي خفض وجودها العسكري في اليمن، أو حتى الانسحاب التدريجي النهائي من التحالف، من دون إنشاء قوّة محلية تابعة تكفل الإبقاء على النفوذ الإماراتي في الكثير من مناطق الجنوب، وخاصة في الموانئ والجزر والثغور ذات الأهمية الاستراتيجية.

وهذا على وجه التحديد هو الدور الذي أناطته أبو ظبي بنحو 90 ألف مقاتل من أبناء الجنوب والمناطق الساحلية، جُنّدوا في فصائل عسكرية وميليشيات انفصالية توحدت تحت راية «المجلس الانتقالي الجنوبي»، الذي حاول السيطرة على عدن مطلع العام 2018، ثم كرر المحاولة مؤخراً عند اقتحام القصر الرئاسي في المعاشيق حيث مقرّ الحكومة المؤقتة أيضاً.

وإذا صح القول بأن هذه الخطوة الإماراتية تعد نكسة لوحدة الصف داخل التحالف الذي تتشارك السعودية والإمارات في قيادته منذ البدء، فإن من الخطأ الظن بأن الرياض كانت غافلة عن الخطوة الإماراتية أو أنها لم تتواطأ على إنجاحها.

فقد لزمت السعودية الصمت المطبق طوال أربعة أيام كانت كافية لكي تستكمل ميليشيات هاني بن بريك زحفها على القصر الرئاسي، وتجبر حاميته على الاستسلام.

في عبارة أخرى، كانت السعودية تتيح للإمارات فرصة استرداد بعض أثمان مشاركتها في التحالف عن طريق إرساء نفوذ بعيد المدى في الجنوب اليمني، لعله أيضاً يمكّن الشريك السعودي من إيجاد فرصة مقبلة لابتلاع الشمال اليمني.

الدليل الآخر على التواطؤ السعودي هو صمت القبور الذي خيّم على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وكأن القصر الذي سقط لم يكن آخر ما تبقى لرئاسته من عناوين، أو كأنه لم يكرر في الماضي شكواه من اتساع نفوذ الإمارات في الجنوب اليمني عموماً وفي عدن تحديداً.

في المقابل كانت مبادرة الرياض إلى دعوة أطراف النزاع لاجتماع طارئ، أو الإنذارات التي أطلقها ضباط التحالف بقصف مخالفي وقف إطلاق النار، مجرد ذر للرماد في العيون.

ومن المؤسف أن الخطوة الإماراتية الأخيرة لم تأت من فراغ على صعيد حال الانفصال الفعلية التي تكرست بين شمال اليمن وجنوبه، والمشكلات الكثيرة التي عانى منها أبناء الجنوب منذ الحرب الأهلية لسنة 1994، وأشكال التمييز العديدة التي زادت في حدة الإحساس بانفصال قائم غير معلن، وكذلك فساد إدارة هادي التابع والغائب أصلاً في السعودية.

ومع ذلك فليس من المبالغة التكهن بأن الاحتلال الإماراتي غير المباشر لن ينعم بالهدوء، على أرض ذات تاريخ عريق في المقاومة ومواجهة الغزاة.

أمّا الدرس الأكبر فإنه الهزائم المتعاقبة التي لحقت وتلحق بمغامرة بن سلمان وبن زايد الطائشة في اليمن، وما خلّفته حتى الساعة من مآس دامية وحصاد مرير.

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إقالة مدراء شرطة يمنيين شاركوا في انقلاب عدن

اليمن.. "الانتقالي الجنوبي" يساوم بن سلمان بمطلب إماراتي

ستراتفور: الإمارات تعيد النظر في تكتيكات سياساتها الخارجية

الحكومة اليمنية تحمل الإمارات مسؤولية انقلاب عدن

المونيتور: السعودية والإمارات تعملان ضد الشرعية باليمن.. وعدن الدليل