السفارة الإيطالية تطالب مصر بمعرفة مستجدات قضية ريجيني

الخميس 15 أغسطس 2019 12:48 م

قدمت السفارة الإيطالية لدى القاهرة، منذ أيام طلبا للنيابة العامة للاطلاع على مستجدات التحقيق في قضية الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني"، وما تم فيها خلال الأشهر الثمانية الماضية، وفقا لمصادر قضائية مصرية.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من إعلان رئيس الوزراء الإيطالي "جيوسيبي كونتي" في اجتماع السفراء الدوري في روما، أنه لن يكف عن مطالبة مصر بتوضيح الحقيقة بالطرق السياسية.

وأضافت المصادر أن الطلب الإيطالي لم يذكر أيا من الطلبات السابق تقديمها بشأن استجواب الضباط أو الحصول على تسجيلات مصورة أو مسموعة جديدة بخصوص التحريات التي أجريت حول "ريجيني" قبل أيام من وفاته، ولكنها اقتصرت فقط على استيضاح التطورات إن وجدت، بما يرجح أن الغرض الرئيسي من الطلب هو سياسي بحت، وفقا لـ"العربي الجديد".

وأكدت المصادر أن التنسيق بين النيابة المصرية والادعاء العام بروما "معلق تماما" منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي عندما زار وفد إيطالي دبلوماسي قضائي مشترك القاهرة، للتعرف على مصير الطلبات الإيطالية بتسليم التحقيقات الخاصة بقضية مقتل أفراد عصابة السرقة التي سبق اتهامها بتعقب وقتل ريجيني، قبل أن يعلن الطرفان المصري والإيطالي عن استحالة حدوث تلك الرواية وسقوطها من اعتبارات المحققين.


وشددت المصادر على أن هذا الجمود "كان ضرورياً لمنع اتخاذ خطوات خطيرة يصعب تلافيها لاحقاً، بعدما أبلغ مدعي عام روما النائب العام المصري بأن قائمة المشتبه بهم لا تقتصر على الضباط الذين يُعتقد أنهم مسؤولون بشكل مباشر عن الحادث، والتي أعلنتها روما رسميا، بل إن القائمة ستتسع لتشمل نحو 8 أسماء أخرى، ربما يكون منهم وزير الداخلية السابق اللواء مجدي عبد الغفار، الذي أشرف، وفقاً للتحريات الإيطالية، على إنتاج قصة عصابة السرقة للتغطية على جريمة ضباط جهاز الأمن الوطني، أو أي جهة أخرى، المتورطين الحقيقيين في قتل ريجيني".

وذكرت المصادر نفسها أن النيابة العامة المصرية مشغولة حالياً بغلق معظم الملفات الإدارية والقانونية المفتوحة منذ سنوات عدة لإنهائها قبل انتهاء ولاية النائب العام الحالي "نبيل صادق"، في سبتمبر/ أيلول المقبل، وهو المرشح بقوة لتولي منصب وزير العدل لنجاحه في العبور من أزمات عديدة، تعتبر أزمة ريجيني أبرزها، ولا سيما أنه لم يقدم على اتخاذ أي خطوة تعرض المسؤولين الأمنيين والمخابراتيين المصريين للخطر، واستطاع حتى الآن التعتيم على ما حدث واستهلاك الوقت دون طائل.

وأوضحت المصادر أن "صادق" يريد تسليم النيابة للنائب العام الجديد، غير المعروفة هويته حتى الآن، وهي خالية من الملفات الإشكالية المزمنة المتعلقة بخلافات مع جهات قضائية أخرى أو تثير شبهات قانونية لدى التصرف فيها، عدا ملف ريجيني الذي يكتسب طابعاً دبلوماسياً في المقام الأول. ولا يملك الادعاء الإيطالي، وفقاً للقانون الدولي والاتفاقيات المشتركة، توجيه اتهام من جانب واحد لأي مسؤول مصري.

ووفقا لأحدث المعلومات التي حصل عليها الادعاء العام بروما في مايو/ أيار الماضي من ضابط أفريقي تحدث أمامه بالصدفة ضابط مصري شارك في عملية القبض على "ريجيني" وقتله، فإن "ريجيني" لفظ أنفاسه الأخيرة داخل السيارة التي ألقت جثته، وأغلب الظن أنه لم يمت في مكان وتم نقله بالسيارة، بل تمّ تعذيبه واستجوابه وقتله داخل السيارة التي ألقت جثته، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة عن سيناريو الأيام السابقة لواقعة القتل، وطبيعة المعلومات التي حصل عليها الضباط من "ريجيني" أو سألوه عنها، وما إذا كانوا ينوون تركه، وما إذا كانت آثار التعذيب التي بقيت في جسده وليدة لحظة القتل أم أنه عانى آلام التعذيب لأيام عدة قبلها.

وكانت تقارير أشارت إلى توجه مصري لتهدئة التوتر المتصاعد مع إيطاليا، عقب قضية مقتل الباحث الإيطالي "جوليو ريجيني" في مصر، وتأكيد أجهزة إيطالية مقتله تحت تعذيب بشع من السلطات المصرية.

وبعد الواقعة بشهرين، استدعت روما سفيرها لدى القاهرة، ثم أرسلت سفيرا جديدا، بعد 17 شهرا من سحب سفيرها السابق.

وتتهم وسائل إعلام إيطالية، أجهزة الأمن المصرية، بالضلوع في تعذيب وقتل "ريجيني"، وهو ما تنفي القاهرة صحته.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت روما فتح تحقيقات بحق 5 مسؤولين أمنيين مصريين.

وأعلن البرلمان الإيطالي، في الشهر ذاته تعليق العلاقات البرلمانية مع نظيره المصري احتجاجا على سير التحقيقات.


 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مقتل ريجيني مقتل جوليو ريجيني

ريجيني على طاولة مباحثات السيسي ورئيس وزراء إيطاليا

تولي دي مايو الخارجية الإيطالية يقلق السيسي بسبب ريجيني

بسبب ريجيني.. مصر تمنع صحفية إيطالية من دخول أراضيها

صحيفة إيطالية تطلق منصة إلكترونية لجمع معلومات عن مقتل ريجيني