مفاجأة في تحقيقات FBI حول دور السعودية بفضيحة بيزوس

الجمعة 16 أغسطس 2019 05:16 م

أفاد موقع "موذر جونز" بأن التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) حول الدور السعودي بتسريب صور فاضحة للملياردير الأمريكي "جيف بيزوس"، مالك صحيفة "واشنطن بوست"، يؤشر إلى تورط شركة (AMI) المملوكة لـ "ديفيد بيكر"، أحد أصدقاء الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" القدامى.

ونقل تقرير للموقع عن مصدرين مطلعين على مسار التحقيقات، قولهما إن المكتب حقق مع موظفين بالشركة وساءلهم حول العدد الباذخ والثقيل الذي نشرته AMI عبر مجلتها "ناشيونال إنكويرر" عن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، الذي احتوى على تقارير ومقالات مادحة له.

وركز (FBI) على الظروف التي رافقت إصدار العدد الخاص من المجلة، وفيما إن كانت (AMI) قامت بحملة ترويج غير قانونية بالنيابة عن قوة أجنبية.

وجاء هذا التحقيق وسط جدل حاد حول محاولة (AMI) ابتزاز "جيف بيزوس"، بصور فاضحة تبادلها، كما يزعم، مع صديقته، حيث اتهم "غافين دي بيكر"، المحقق الخاص الذي يعمل لصالح الملياردير الأمريكي، السعودية بسرقة الصور وبيانات خاصة من هاتف "بيزوس"، وتعاونت مع "ناشونال إنكويرر"؛ بهدف الإطاحة به.

ويرى معسكر "بيزوس" أن السعوديين استهدفوا الملياردير انتقاما منه لكونه مالك صحيفة "واشنطن بوست"، التي لم تتوقف عن تغطية جريمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" بشكل أغضب "بن سلمان" المتهم بإصدار أوامر الجريمة.

ونقل "موذر جونز" عن محقق فيدرالي سابق، قوله إن تحقيق (FBI) في التأثير السعودي سيترك تداعيات كبيرة على (AMI)، فهو يهدد بإلغاء اتفاق عقدته العام الماضي مع وزارة العدل الأمريكية، حول دورها في دفع أموال في قضية تمويل لحملة "ترامب" الرئاسية، قام بها محاميه "مايكل كوهين" نيابة عنه، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 أعوام لهذه القضية وقضايا أخرى.

وبحسب التقرير، فإن (AMI) وافقت على التعاون في التحقيق مقابل حصولها على حصانة من الإدانة، إلا أن الصفقة قد تلغى لو ثبت أن الشركة كانت منخرطة في أعمال أخرى غير شرعية.

ونوه الموقع إلى أن العدد الخاص من مجلة "إنكويرر" صدر في مارس/آذار 2018، وجاء في 97 صفحة، ضمت مقالات متملقة، بعناوين منها: "أكثر زعيم عربي مؤثر يقوم بتحويل العالم في عمر 32 عاما".

 واحتوى العدد على مقابلة مع واحد من المستشارين الشباب للشرق الأوسط، وهو رجل الأعمال "كيسي غراين"، الذي قال إن السعودية التي تقف على أهبة ثورة اقتصادية، وستقود "السوق العربية المتحدة" التي تقع بين الصين وأوروبا.

وظهرت صورة "غراين" بالعدد مبتسما إلى جانب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالبيت الأبيض في 17 يوليو/تموز 2017، بحضور "بيكر" والمدير البارز لـ(AMI) "ديلان هاوراد"، وصهر "ترامب"، "جاريد كوشنر".

 

 

وكان جلوس "بيكر" مع "ترامب" بمثابة رسالة للسعوديين عن تأثيره "غير الرسمي" في البيت الأبيض، حيث سافر بعد شهرين إلى السعودية بمعية "غراين"، والتقى "بن سلمان"، وناقش معه خططا لتوسيع منافسة كمال الأجسام "مستر أولمبيا" إلى السعودية وشمال أفريقيا.

وفي الربيع التالي نشرت مجلة "ناشيونال إنكويرر" عددها الخاص "المملكة الجديدة"، الذي طبعت منه 200 ألف نسخة، وتزامن مع جولة "بن سلمان" في الولايات المتحدة، وكان الهدف منه هو بناء رؤية إيجابية عن ولي العهد الذي أطاح بابن عمه ليحل محله وليا للعهد، وقام بسجن وتعذيب المعارضين له.

وأثار صدور العدد الخاص شكوكا حول دور سعودي فيه، وأنه جاء بطلب من "بن سلمان" نفسه، وفقا لما أورده "موذر جونز"، لكن موقع "ديلي بيست" اتصل بالسفارة السعودية في واشنطن للسؤال عنه، والتي نفت بدورها أي علاقة بما صدر عن (AMI).

فيما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، أن النسخ الرقمية للعدد شاركتها (AMI) مع مسؤولين بالسفارة السعودية في واشنطن قبل 3 أسابيع من صدورها.

ولو صح تمويل السعودية للطبعة، فإن الشركة ستكون قد انتهكت قانون تسجيل العملاء الأجانب، الذي يطلب من جماعات التأثير واللوبي الكشف عن مصادر تمويلهم وزبائنهم.

 وفي هذا السياق، أشارت الوكالة الأمريكية إلى أن (AMI) حاولت بهدوء الحصول على نصيحة من وزارة العدل بعد نشر العدد، وما إذا كان عليها التسجيل وفقا للقانون.

وردت وزارة العدل في يوليو/تموز 2018 بأن الشركة، وبناء على المعلومات التي قدمتها، لا تحتاج للتسجيل بناء على قانون تسجيل العملاء الأجانب، لكنها حذرت من أن الوضع قد يتغير لو ثبت أن المعلومات التي ستظهر متناقضة مع تلك التي قدمتها للوزارة.

 وأشارت الوزارة إلى تناقض في المراسلات الأولية عندما نفت الشركة أنها لم تطلب استشارة من السفارة السعودية، لتعود وتقول إنها أعطت نسخة لمستشار لها من أجل مراجعتها واتبعت مقترحاته.

في هذا الوقت، كان "بيكر" يواجه معضلة أخرى تتعلق بقضايا "مايكل كوهين"، محامي "ترامب"، الذي قام بالنيابة عن حملة الرئيس الأمريكي بالتستر على علاقاته مع العارضتين الإباحيتين "ستورمي دانيالز" و"كارين ماكداول"، إذ أثبتت وثائق المحكمة، أنه كان على اتصال دائم مع حملة "ترامب"، وقام بدفع 150 ألف دولار لـ "مكاداول" بناء على طلب من "كوهين"؛ لمنع مقابلة صحفية معها أثناء الحملة الانتخابية.

وإزاء ذلك، قرر "بيكر" التعاون مع المحكمة الجنوبية لنيويورك، مقابل عدم محاكمة (AMI)، خاصة أن "كوهين" سمى الشركة وكذلك "ترامب" الذي أشار إليه بـ"الشخص 1"

ونصت الصفقة بين المحكمة و"بيكر" على محاكمة الشركة لو ثبت أنها خرقت العقد أو كذبت أو ظهر أنها حاولت عرقلة مسار القضاء، مشيرا إلى أن الشركة وضعت نفسها مرة أخرى وسط فضيحة قد تؤدي إلى خسارتها الحصانة من المحاكمة بعد 5 أشهر من توقيع الصفقة.

فمحاولة ابتزاز "بيزوس" أدت لطلاقه من زوجته "ماكينزي"، التي عاش معها لمدة 25 عاما، وهو ما انتهى بتسوية قيمتها 38 مليار دولار.

ونشر "بيزوس"، في 7 فبراير/ شباط مقالا في "ميديم بوست"، تحدث فيه عن محاولات (AMI) ابتزازه برسائل جديدة وصور فاضحة له مع صديقته، مشيرا إلى علاقة "بيكر" مع السعودية.

كما نشر محقق "بيزوس" الخاص مقالا بموقع "ديلي بيست"، في 30 مارس/آذار الماضي، اتهم فيه السعودية بالوقوف وراء الفضيحة؛ كجزء من الحملة الانتقامية للتغطية القاسية التي قامت بها "واشنطن بوست" لمقتل "خاشقجي"، مؤكدا: "كشفت تحقيقاتنا وعدد من الخبراء، وبثقة عالية، أن السعوديين تمكنوا من الوصول إلى هاتف بيزوس".

وبعد مقال "دي بيكر"، بدأ محققو (FBI) مساءلة العاملين في (AMI) حول علاقتها مع السعودية، وركزت المرحلة الأولى من التحقيق على احتمال خرق الشركة لقانون تسجيل العملاء الأجانب.

وذكرت شبكة (CNN) الأمريكية أن "بيزوس" طلب في أبريل/نيسان الماضي مقابلة المحققين الفيدراليين للحصول على معلومات عن المواد التي سرقت من هاتفه، فيما ذكرت قناة "فوكس نيوز" أن محكمة نيويورك الجنوبية، بدأت في تشكيل هيئة محلفين لجمع معلومات عن دور الحكومة السعودية في سرقة هذه المواد.

واختتم "موذر جونز" تقريره بالإشارة إلى تأكيد محقق فيدرالي سابق أن (AMI) عليها أن تقلق بشأن وضعها السابق الذي حصنها من المحاكمة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

جيف بيزوس محمد بن سلمان دونالد ترامب

مقتل خاشقجي واستهداف بيزوس جمدا مشاريع أمازون في السعودية

كيف اخترق بن سلمان هاتف بيزوس؟.. الجارديان تكشف

وزير سعودي: مزاعم اختراق ولي العهد هاتف بيزوس منافية للعقل