صديق بن زايد وقائد انقلاب عدن.. من هو بن بريك؟

السبت 17 أغسطس 2019 09:32 ص

برز اسمه في اليمن خلال السنوات الأخيرة كـ"صديق" لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" وكـ"مناهض" للرئيس "عبدربه منصور هادي" وكـ"متهم" بتنفيذ سلسلة اغتيالات سياسية استهدفت قادة ودعاة من حزب الإصلاح الممثل لجماعة "الإخوان المسلمين" باليمن، وقبل ذلك في عهد الرئيس الراحل "علي عبدالله صالح" كـ"مخطط" لهجمات إرهابية وكـ"محرض على قتل جنود الجيش اليمني".

إنه "هاني بن بريك"، الاسم الأبرز في "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الحركة الانفصالية المدعومة من الإمارات العضو بالتحالف العربي، والتي سيطرت الأسبوع الماضي، على القواعد العسكرية التابعة للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن.

  • النشأة

ولد "بن بريك"، في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، سنة 1974، لأب يمني وأم إثيوبية، ثم انتقل إلى عدن مع والده، عام 1990، وعمره 16 سنة.

بدأ دراسته في مركز دماج بمحافظة صعدة (شمال اليمن) التابع للشيخ السلفي المعروف "مقبل الوادعي"، قبل أن يرتبط بمدارس "ربيع المدخلي"، وهو أحد شيوخ السلفية بالسعودية.

وتشير مصادر متطابقة، إلى أنه سافر إلى أفغانستان أواخر سنة 1991، وشارك هناك في المعارك ضد الجيش الروسي.

وبعد عودته إلى اليمن، شارك في حرب صيف 1994 ضد الانفصاليين آنذاك، وحصل على رتبة نقيب من اليمن، تقديرا لمشاركته في تجميع المقاتلين وقيادتهم.

تم سجنه بتهمة تفخيخ سيارات لغرض القيام بأعمال إرهابية عدة مرات إبان حكم الرئيس الراحل "علي عبدالله صالح".

أفتى "بن بريك"، بـ"جواز" قتل المجندين في الجيش اليمني، وأفرج عنه سنة 2010، وانضم لما يعرف بـ"أنصار الشريعة" سنة 2011.

بعد هزيمة "أنصار الشريعة" في الجنوب، فر "بن بريك" إلى عدن؛ حيث تتهمه الشرطة اليمينة بالضلوع في مقتل العديد من ضباط الجيش اليمني.

  • نشاط الحرب

ومع اندلاع حرب اليمن، عام 2015، تواصل "بن بريك" مع التحالف العربي، الذي تقوده السعودية والإمارات، وأصبح لديه خطوط ارتباط مباشرة مع المخابرات الإماراتية حيث أوكلت إليه مهمة تصفية الأشخاص الذين تصنفهم على أنهم يتبعون جماعة الإخوان المسلمين في عدن واليمن، وأيضا الشخصيات المناهضة لأبوظبي.

كما كانت تربط "بن بريك"، علاقة وثيقة مع "أبو عبدالله الطنيجي"، وغيره من الضباط الإماراتيين، وكانت له علاقات جيدة مع "أبو خليفة سعيد النيادي"، الذي يعتبر رجل الإمارات الأول في عدن.

وبعد أشهر قليلة من معركة تحرير عدن من قبضة الحوثيين، أصدر الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، قرارا جمهوريا في 9 يناير/كانون الثاني 2016 بتعيين "بن بريك" وزيرا للدولة وعضوا بمجلس الوزراء.

ولكنه لم يستمر طويلا، حيث دفعت تصرفاته المناهضة للحكومة بـ"هادي"، في 28 أبريل/نيسان 2017، لإقالته وإحالته للتحقيق ومعه محافظ عدن حينها "عيدروس الزبيدي".

وشهد عام 2017، إعلان "بن بريك" ورفيقه "الزبيدي"، تأسيسهما ما أضحى يعرف إعلاميا بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، والذي يحمل مشروع انفصال الجنوب، عن اليمن الشمالي.

باتت صورته و"الزبيدي"، مع ولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد"، وتنقلهما ما بين عدن وأبوظبي أمرا طبيعيا؛ حيث تكفلت الأخيرة بعد ذلك بتوفير الدعم الكامل لهما، وتم الإعلان عن فتح باب التجنيد وتشكيل قوات النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية إضافة لقوات الحزام الأمني.

استمر "بن بريك" في الإشراف على قوات الحزام الأمني، وما يتبعها من تشكيلات بدعم إماراتي، إضافة إلى إشرافه على الأنشطة الإعلامية المناهضة لدور الحكومة.

وطوال سنوات الحرب الماضية، يشارك "بن بريك"، بشكل مباشر في التخطيط والإشراف على عمليات اغتيال عشرات الدعاة في عدن، وكان يقرُ بذلك في عدد من اللقاءات والمجالس.

كما كان يصف بعض المشايخ المحسوبين على تيار السلفية وحزب الإصلاح ممن يخالفونه الرأي بـ"الخوارج" ويدعو لتصفيتهم.

  • اغتيالات

وتشير تقارير إلى تورط "بن بريك"، بالتخطيط لجرائم اغتيالات أدت لمقتل أكثر من 120 مواطنا لأسباب سياسية الفترة من 2015 إلى 2018 بينهم شخصيات اجتماعية وخطباء وضباط موالون للسلطة الشرعية في عدن، ومدن أخرى.

والشهر الماضي، كشفت محاضر تحقيقات النيابة العامة في عدن أن "بن بريك" يقف وراء تصفية 30 داعية على الأقل في عدن.

وفي ذات الوقت الذي دعت فيه منظمات حقوقية كلا من الحكومة ولجان التحقيق الأممية لفتح تحقيق بشأن مساهمة "بن بريك" بجرائم الاغتيالات الأخرى.

  • السيطرة على عدن

والأسبوع الماضي، قاد "بن بريك" هجوم قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، على منشأت حكومية وعسكرية في عدن، في خطوة نحو انفصال الجنوب.

وجاءت سيطرة قوات "بن بريك"على معظم مفاصل الدولة في عدن بعد معارك شديدة مع قوات الحكومة الشرعية، راح ضحيتها أكثر من 40 شخصا بينهم مدنيون، فضلا عن إصابة 260، حسب إحصاءات حقوقية.

ولا يزال "بن بريك"، يؤكد أن "استعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة خيارا محسوما لا رجعة عنه"، وهي خطوة لا تتوافق مع الأهداف المعلنة للتحالف، الذي لا يزال الانتقالي الجنوبي يقول إنه ينسق معه لمواجهة جماعة "الحوثي".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المجلس الانتقالي الجنوبي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك

وزير يمني: عودة الدولة تتم بتفكيك ميليشيات الإمارات

المونيتور: السعودية والإمارات تعملان ضد الشرعية باليمن.. وعدن الدليل

بن بريك: العربية تتقاسم الأدوار مع الجزيرة في خدمة الإخوان

رسالة بن بريك للسعودية: تخلصي من "الإصلاح" تنكشف الأقنعة

بن بريك المقرب من الإمارات يهاجم العربية ويصفها بالإخوانية

كاتب سعودي يثير جدلا بعد هجوم مبطن على الإمارات بسبب هاني بن بريك.. ما القصة؟