فيما يعد ردا يشبه الرفض على ما طالب به حاكم دبي "محمد بن راشد" بوقف ما اعتبرها فوضى الحجيث باسم الإمارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر وزير الخارجية الإماراتي أن "التغريد من أجل الوطن مهمة نبيلة".

وقال "بن زايد"، عبر حسابه بـ"تويتر"، إن "التغريد من أجل الوطن يزيده ولا ينقصه يبنيه ولا يهدم ما تم بناؤه".

وأضاف: "التغريد من أجل الوطن مهمة نبيلة نؤديها بأخلاق عالية وبعقلانية تعكس تحضرنا بمنطق يخاطب العقول ويفتح القلوب".

واختتم وزير الخارجية الإماراتي تغريدته، قائلا: "شكرا محمد بن راشد".

وكان "بن راشد" قد وجه 6 رسائل للإماراتيين بمناسبة العام الهجري الجديد، خصص إحداهل لانتقاد حملات التشهير التي يقودها ناشطون ومسؤولون عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم الإمارات ضد من يعتبرونها خصومها في المنطقة.

وجاء في الرسالة الثانية لـ"بن راشد": "العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي تأكل من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها".

وأضاف حاكم دبي: "سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين.. لدينا وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية للدولة، وإحدى مهامها الأساسية أيضا الحفاظ على 48 عاما من رصيد المصداقية والسمعة الطيبة الذي بنته الإمارات مع دول وشعوب العالم".

وتابع: "لن نسمح أن يعبث مجموعة من المغردين بإرث زايد الذي بناه لنا من المصداقية وحب واحترام الشعوب.. صورة الإمارات والإماراتي لا بد أن تبقى ناصعة كما بناها وأرادها زايد".

وأثار بيان "بن راشد"، لاسيما في بنده الثاني، جدلا داخل الإمارات وخارجها، حيث اعتبر ناشطون أنه يقصد أصحاب حسابات بـ"تويتر" تحديدا دأبوا على ممارسة التشهير والسباب والاشتباك مع شخصيات عامة إماراتية وخليجية وإقليمية، معارضة لتوجهات ولي عهد أبوظبي الإقليمية "محمد بن زايد"، مثل "حمد المزروعي" و"ضاحي خلفان" و"عبدالخالق عبدالله" وغيرهم.

بدورهم، رد محسوبون على "بن زايد" على مطالبة "بن راشد" بطريقتهم، حيث نشر "المزورعي" تغريدة حملت تهديدا ووعيدا وسبابا للرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، بينما غرد "ضاحي خلفان"، متهكما، أنه "إن كان هذا هو المطلوب فإنه يعتذر للإخوان وقطر والحوثيين والتنظيمات الإرهابية وكل من أساء للإمارات.."، قبل أن يحذف التغريدة لاحقا.

وحاول "عبدالخالق عبدالله" النأي بنفسه عن صف المقصودين بكلام "بن راشد"، حيث أعاد تغريد حديثه، لكن ناشطين ردوا عليه بأنه قد يكون أكثر المعنيين بكلام حاكم دبي.

وتعددت التقارير عن توتر كبير في العلاقات بين "محمد بن راشد" و"محمد بن زايد"، حيث يرى الأول أن الأخير أضر بسمعة الإمارات الإقليمية والدولية بنهجه المتهور والمتدخل في شؤون الدول، ودعم توجهات بعينها ضد الأخرى، علاوة على انخراطه في حرب اليمن مع السعودية، مما ترتب عليه تأثر دبي سلبا بشكل غير مسبوق، حيث تقوم الإمارة على أسس اقتصادية لا تتحمل قلاقل سياسية أو أمنية، لا سيما أنها تعرضت لهجمات من الحوثيين.