معتقلون مصريون يناشدون شيخ الأزهر الوساطة مع النظام

الثلاثاء 3 سبتمبر 2019 08:15 م

ناشد معتقلون مصريون شيخ الأزهر؛ "أحمد الطيب"، التوسط لإنهاء أزمتهم مع النظام المصري، معربين عن صدمتهم من ردود فعل قادة جماعة الإخوان المسلمون على الرسالة الأولى التي أطلقها معتقلون شباب قبل أسبوعين.

جاء ذلك في رسالة وجهها معتقلون شباب، لم يفصحوا عن هوياتهم، لشيخ الأزهر، ونشر "الجزيرة نت" صورة منها، الثلاثاء.

ودعا المعتقلون "الطيب" وعددا ممن وصفوهم بالرموز الوطنية إلى وضع خارطة لإنهاء الأزمة، تضمن طريقا للشباب للخروج من مأزقهم وتفتح لهم بابا للخروج من "بوتقة معارضة النظام"، وكذلك الخروج من سياق الإخوان وركبهم، مع وضع ضمانات على الشباب بذلك.

وكانت رسالة سابقة خرجت من داخل سجن طرة جنوبي القاهرة، وتحدثت عن تصاعد معاناة المعتقلين السياسيين في مصر، مطالبة قيادات جماعة "الإخوان المسلمون" بالتحرك لحل الأزمة مع السلطة في مصر و"ألا يترددوا في أخذ خطوة للوراء تحفظ لهم ما تبقى من بقايا جماعة، وتحفظ عليهم القليل مما تبقى من شبابهم".

وقوبلت الرسالة السابقة من قبل مسؤولي جماعة الإخوان بتشكيك واسع في مصدرها، حيث خرج نائب المرشد العام للجماعة "إبراهيم منير"، المقيم في لندن، ليقول إن الجماعة لم تجبر أحدا على الانضمام إليها، كما أنها لم تدخل أحدا السجن.

ومثل هذا التعقيب صدمة للمعتقلين، وفق الرسالة الجديدة، حيث استفتحوا رسالتهم الثانية بالقول "صدمنا من كمية التخوين والتكذيب من القيادات، ولكن صدمة من هم من بيننا من شباب الإخوان من حديث القيادات عن ترك الجماعة والانشقاق كانت أكبر..".

وتابعوا "إذا كان عنصر الشباب لا يهمكم ولا يعنيكم إلى هذه الدرجة التي تدعوكم للحديث عن الانشقاق وترك الجماعة لمن يريد الخروج من السجن لمجرد مخالفته لكم الرأي، وكأنكم تتعايشون مع فكرة السجون، وتصرون على فكرة امتلاك الجماعة، تدخلون فيها من شئتم وتخرجون من كرهتم، فلمن ستورثون دعوتكم وفكرتكم أنتم معشر الشيوخ والكبار؟ وحينما يفنى عمركم من سيرث تلك الدعوة؟".

وتساءل المعتقلون حول ما يريده من ينتقدون مبادرتهم قائلين: "أترغبون في استمرار المشهد المتأزم في مصر بين الدولة وشبابها؟ أم أنكم راضون عن مشهد تُعاقب فيه الدولة شبابها بالسجن على عمل لا يمنع تكراره السجن أبدًا؟ ماذا يجني الوطن من سجن الشباب سوى زيادة كرههم لوطنهم واتساع الفجوة بين الشباب والوطن؟".

واستطردوا: "اتقوا الله في وطنكم وقدموا المصلحة العامة على مصالحكم الشخصية وآرائكم..!!".

وحذر المعتقلون من أن السجون "باتت مصنعًا للسلوك غير المعتدل، ومقبرة للسلوك المعتدل، ومصدرًا ومنبعا للأفكار الأكثر ضررًا من تلك التي سُجِنَ الشباب لأجلها".

وأقر المعتقلون في رسالتهم بأن "أمورا كثيرة التبست عليهم من بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني 2011) وحتى الآن"، وأنهم أخطأوا التقدير حيث اعتقدوا أنهم يستطيعون "الوقوف أمام دولة ومؤسساتها".

وفي هذا السياق ترحموا على "شهداء الوطن أجمع، من المتظاهرين والثوار ومن أفراد القوات المسلحة والشرطة".

وأكد المعتقلون الذين صاغوا الرسالة أن كثيرا من الشباب المعتقلين من كافة الاتجاهات، يؤيدونها ولو في صمت. إذ أن مجرد التوقيع يضع صاحبه بين مطرقة الاتهام بالخيانة والتعنت من "قلة متحكمة داخل السجن"، وسندان الأمن الذي يحاول أن يجعل من أصحاب المبادرات مرشدين له داخل السجن، ما يجعل الكثيرين يفضلون الصمت.

ومن بين من دعاهم المعتقلون لتشكيل لجنة الوساطة، الدكتور "محمد سليم العوا"، والشيوخ "عبود الزمر"، "محمد حسان"، "محمد حسين يعقوب"، والكتاب "مكرم محمد أحمد"، "نيفين سعد"، "عبدالناصر سلامة"، والإعلاميين "منى الشاذلي"، "عمر الليثي"، "معتزبالله عبدالفتاح"، وغيرهم.

وتشير تقارير حقوقية محلية ودولية متواترة إلى أنه منذ انقلاب الثالث من يوليو/ تموز 2013، جرى اعتقال عشرات الآلاف من معارضي الانقلاب والنظام الذي أسفر عنه، في ظروف لا إنسانية، أدت إلى مقتل المئات تحت التعذيب وجراء الإهمال الطبي، فضلا عن الإخفاء القسري.

 

 

 

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المعتقلين المصريين شيخ الأزهر وساطة

أحدث مآسي المعتقلين بمصر.. شلل وعمليات جراحية متعددة

خلال شهر.. 6 وفيات بين المعتقلين في سجون السيسي

مصر.. حبس 16 شخصا بتهمة التورط في مخطط تدعمه تركيا

ناشطون يطالبون السيسي بالإفراج عن سجناء الرأي ووقف الفساد