استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

السعودية ولحظة الحقيقة

الاثنين 16 سبتمبر 2019 10:35 ص

  • لا يمكن أن نتوقع قيام أمريكا بالبدء بشن حرب ضد إيران في موسم انتخابي.
  • تمتلك السعودية منظومات عسكرية لا مثيل لها بالمنطقة لكنها أصبحت قوة لا يخشاها أحد.
  • ترامب يريد صفقة مع إيران يقدمها كإنجاز في السياسة الخارجية لتساعده في إعادة الانتخاب.
  • السعودية وأمريكا يخسران معركة الردع فالتلويح بتدمير إيران لم يثنها عن الاستمرار بسياسة تقض مضاجع السعوديين.
  • دنت لحظة الحقيقة فلا السعودية قادرة على تحقيق نصر عسكري باليمن أو ردع إيران والمراهنة على نتنياهو غير دقيقة.

*     *     *

دأبت السعودية على توجيه اتهامات مباشرة لإيران بأنها تقف خلف الهجمات المتتالية على العمق السعودي، لكنها - أي السعودية - لا تقدم على أي خطوة عسكرية تستهدف إيران وتكتفي فقط بالتعبير عن ادانتها لما تقوم به إيران.

وهذا بدوره يطرح سؤالا حول الغاية السعودية من تحميل إيران مسؤولية الهجمات على العمق السعودي في وقت تعجز فيه الرياض عن رفع الكلفة على إيران لعلها تكف يدها.

للوهلة الأولى، يبدو أن الرياض عاجزة عن مواجهة إيران وبخاصة بعد تورط في مستنقع اليمن الذي أضعف السعودية وجعلها غير قادرة على الأخذ بزمام المبادرة.

لكن من يدقق في التسليح السعودي لا يمكن له إلا أن يلاحظ أن السعودية تمتلك منظومات عسكرية لا مثيل لها في منطقة التوتر ومع ذلك تحولت السعودية إلى قوة لا يخشاها أحد.

هذه هي مشكلة الرياض الرئيسية أن مكانتها في المنطقة تراجعت كثيرًا رغم فائض القوة والدعم الأمريكي وبخاصة من قبل إدارة ترامب التي قامت بحماية وليّ العهد السعودي بعد أن تلطخت صورته بالصحافة الغربية والأمريكية على وجه التحديد.

لا يخفى على أحد أن الرياض تحاول اقامة تحالف ضد إيران، وهي تستخدم الهجمات الحوثية ضد العمق السعودية في سياق ايجاد سردية متماسكة يقبل بها الغرب باعتبار أن جماعة أنصار الله ما هي إلا وكيل إيراني.

بمعنى أن الذي يخوض الحرب ضد السعودية - حليفة الغرب ومصدر الطاقة الرئيسي في العالم - هي إيران. بطبيعة الحال، يدرك المجتمع الدولي إن التنافس الجيوسياسي بين إيران والسعودية هو سبب كاف للاستنفار وبخاصة بعد أن اصبح أمن الممرات المائية (مضيق هرمز على وجه التحديد) على المحك.

إذا كانت الرياض تعتقد أن الغرب سيأتي من أجل محاربة إيران نيابة عنها فهي بذلك ترتكب خطيئة، فالولايات المتحدة لا تريد حربا في إيران، فالرئيس الأمريكي تحديدا يريد التوصل إلى صفقة مع إيران حتى يقدمها كإنجاز له في السياسة الخارجية لعلها تساعده في معركة إعادة الانتخاب.

بمعنى آخر، لا يمكن أن نتوقع أن تقوم أمريكا بالبدء في حرب في موسم انتخابي إلا إذا كان ذلك في سياق الدفاع عن أمن الولايات المتحدة.

تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو حول هوية الطرف الذي نفذ عملية استهداف منشآت آرامكو لا يفيد، فالقول بأن الهجوم قامت به إيران وليس الحوثي لا يفيد كثيرا إذا ما علمنا أن حربًا بين إيران وأمريكا لن تحدث على الأقل في المستقبل المنظور.

لذلك لا نعرف ما هو الهدف من تصريح بومبيو الذي لا يغدو عن كونه تأكيد المؤكد بالنسبة للسعودية ومن يقف في خندقها.

الأخطر أن الجانب السعودي ومعه أمريكا يخسران معركة الردع، فكل التلويح بتدمير إيران لم يفلح حتى هذه اللحظة في ثني عزم إيران عن الاستمرار بنفس السياسة التي تقض مضاجع السعوديين.

على الرياض أن تتفهم أن لحظة الحقيقة قد دنت، فلا هي قادرة على تحقيق نصر عسكري في اليمن ولا هي قادرة على ردع إيران، كما أن مراهنات البعض من النخب الحاكمة في الرياض على نتنياهو هي مراهنات غير دقيقة.

فلا أحد يعرف إن كان نتنياهو سيشكل الحكومة القادمة كما أن الجانب الإسرائيلي لا يريد خوض معركة مع إيران ويكتفي بمعالحة ما يسميه بالتموضع الإيراني في سوريا.

الأهم أن السعودية باصرارها إن إيران هي من يقف خلف الهجمات إنما تقول بالفم الملأن بأنها غير قادرة على التعامل مع ما تصفه بأنه تهديد إيراني.

  • د. حسن البراري - أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية