استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ترامب إذ يقلق نتنياهو: درس عربي

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 03:56 م

  • واشنطن تسلك مسارا مغايرا لما أوصى به بولتون وراهن عليه نتنياهو.
  • ترامب معني تحديدا بالتقارب مع ايران وإغلاق ملف الخلاف بشأن الاتفاق النووي.
  • إن كان نتنياهو يشعر بكل هذا القلق إزاء نوايا ترامب تجاه إيران، فلماذا يواصل الحكام العرب الرهان على ساكن البيت الأبيض؟
  • إقالة جون بولتون أشعلت أضواء حمراء بديوان نتنياهو كمؤشر قوي على توجه ترامب لإحداث تحول جذري بسياساته تجاه إيران.

*     *     *

رغم تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد على قصف المنشآت النفطية شرق السعودية، بعد اتهامه لإيران بذلك، إلا أن كل مؤشرات تدلل على أنه معني تحديدا بالتقارب مع ايران وإغلاق ملف الخلاف بشأن الاتفاق النووي.

ومما يدلل على ذلك أنه حتى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي عد نفسه حتى الآن الأكثر تأثيرا على ترامب، بات يخشى من مؤشرات تشي بتوجه ترامب للتوصل لصفقة مع إيران.

فقد أشعل قرار ترامب إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون الأضواء الحمراء في ديوان نتنياهو؛ حيث إن الكثيرين في تل أبيب نظروا إلى هذه الخطوة على أنها مؤشر قوي على توجه ترامب لإحداث تحول جذري على سياساته تجاه إيران.

ففي إسرائيل يعون تماما أن بولتون يتبنى المواقف الأكثر تشددا تجاه إيران من بين مساعدي ومستشاري ترمب، مما يعني أن إشارة الرئيس الأمريكي إلى حقيقة أن الخلافات في وجهات النظر معه كانت السبب الرئيس وراء التخلص منه، ما يدلل على أن واشنطن تسلك مسارا مغايرا لما أوصى به بولتون، وراهن عليه نتنياهو.

ويخشى نتنياهو أن تمثل إقالة بولتون مؤشرا على استعداد ترمب للتوصل لاتفاق جديد مع إيران، لا يأخذ بعين الاعتبار خطوط تل أبيب الحمراء، المتمثلة في إلزام طهران بوقف برنامجها النووي بشكل نهائي وبدون تحديد سقف زمني، وتفكيك الترسانة الصاروخية وقطع علاقتها بحزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية ووقف جهودها الهادفة  إلى التمركز عسكريا في سوريا والعراق.

ومما يفاقم الإحباط في تل أبيب حقيقة أن المؤشرات التي تثير الشكوك إزاء الموقف الأمريكي تجاه إيران، وضمنها إقالة بولتون، وإعلان وزير خارجيته مايك بومبيو مساء أمس استعداد ترمب للقاء الرئيس الإيران حسن روحاني بدون شروط مسبقة.

وجاءت بعد 24 ساعة على «كشف» نتنياهو عن وجود موقع نووي دشنته إيران بشكل سري، وهي الخطوة التي راهن عليها في تقليص فرص حدوث تقارب بين طهران وواشنطن.

لقد أقدم نتنياهو على عدة خطوات أخرى بهدف إحباط الجهود التي بذلها الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ومحاولة قطع الطريق على قبول مبادرته لتسوية الخلاف بين طهران وواشنطن.

فقد أكد عدد من كبار المعلقين في تل أبيب أن أحد أهم الأهداف من قراره تكثيف الغارات في سوريا والعراق ولبنان هو توفير بيئة تسمح بإفشال هذه الجهود. وكما كشفت النسخة العبرية لموقع «المونتور» الأسبوع الماضي، فإن نتنياهو طلب من سفيره بواشنطن رون درمر، التوجه لقادة التيار الإنجيلي، الذي يمثل قاعدة ترمب الانتخابية، ومطالبتهم بالضغط عليه وإجباره على عدم الموافقة على لقاء روحاني.

لكن كما كشفت صحيفة «هارتس» في عددها الصادر الأربعاء الماضي، فإن ترمب ومساعديه ينطلقون من افتراض مفاده أن عقد لقاء مع روحاني ومحاولة التوصل لاتفاق جديد مع طهران لن يؤثر على مدى التزام الإنجيليين بمواصلة دعمه في الانتخابات القادمة.

في تل أبيب باتوا يعون المنطق الذي يدفع ترمب لمنح فرص للجهود الهادفة لحل الخلاف مع إيران، حيث يبدو بشكل واضح أن الرئيس الأمريكي معني بتحقيق إنجازات سياسية عشية الانتخابات الرئاسية العام القادم.

وكما يقول عاموس هارئيل المعلق العسكري لصحيفة «هارتس» فإن التقديرات السائدة في تل أبيب ترجح أن رغبة ترامب في تحقيق إنجازات سياسية على صعيد السياسة الخارجية قبل الانتخابات الحاسمة العام القادم تجعله أقل استجابة للضغوط التي يمارسها نتنياهو لمنعه من محاولة التقارب مع إيران.

ويوضح هارئيل في مقال تحليلي نشرته هارتس أن ترمب يرسل رسائل واضحة تشي بنيته إحداث تحول على سياسته الخارجية، عبر محاولة التوصل لاتفاق جديد مع طهران، منوها إلى أن الرئيس الأمريكي أثبت بالأفعال والأقوال أنه غير معني بمواجهة عسكرية مع إيران حتى بعد أن قامت بإسقاط طائرة التجسس الأمريكية.

ويلفت هارئيل الأنظار إلى أن اليمين في إسرائيل قرأ سلوك ترمب بشكل خاطئ، مشيرا إلى أن ترمب في النهاية يقلق فقط من أجل نفسه، لذا فهو معني بتحقيق اختراق على صعيد السياسة الخارجية ولا يبحث عن حرب جديدة.

المفارقة أن الذي يضع عراقيل أمام إجراء اتصالات مباشرة بين طهران وواشنطن هم الإيرانيون، الذين يطالبون برفع العقوبات كشرط مسبق.

ومما يزيد الأمور تعقيدا حقيقة أن مؤشرات التحول على موقف ترمب تجاه إيران تأتي عشية الانتخابات الإسرائيلية المصيرية، التي يحاول نتنياهو أن تسمح نتائجها بالحفاظ على أغلبية مطلقة لحزبه وحلفائه من الأحزاب اليمينية والدينية.

على اعتبار أن هذه النتيجة فقط كفيلة بمنع محاكمته في قضايا الفساد المتهم بها، حيث إن هذه الأحزاب مستعدة لدعم مشروع قانون يمنحه حصانة من المحاكمة. وإلا فإن هناك احتمالا أن يصدر ضده حكما بالسجن قد يصل إلى 15 عاما.

من هنا، فإن مؤشرات التراجع على موقف ترامب ستضعف نتنياهو داخليا وستفقده أحد أهم أوراقه الانتخابية، حيث إنه ظل يزعم أنه هو الذي تمكن من دفع واشنطن للانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات غير مسبوقة على إيران.

وقد عبر المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت عن المعضلة التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا، قائلا إن نتنياهو كان يفضل أن يعترف ترامب بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية على أن يوافق على لقاء روحاني.

قصارى القول إن كان نتنياهو يشعر بكل هذا القلق إزاء نوايا ترمب تجاه إيران، فلماذا يواصل الحكام العرب الرهان على ساكن البيت الأبيض؟

  • د. صالح النعامي - كاتب وباحث في الشأن الصهيوني

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية

لماذا تثير حكومة نتنياهو اليمينية قلقا أمريكيا؟.. الجارديان تجيب