حددت الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية بدرجة احتمال كبيرة المسؤول عن الهجمات الأخيرة التي استهدفت معملين لشركة "أرامكو" السعودية السبت الماضي، وطريقة تنفيذها ومسارها ونقطة انطلاقها.

جاء ذلك وفق إفادة لمراسل قناة "سي إن إن" للشؤون الدبلوماسية الدولية "نيك روبرتسون" خلال تواجده في العاصمة السعودية الرياض.

وقال "روبرتسون" إن مصدر على دراية بالتحقيقات المشتركة التي تجريها السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجمات، عزز الاتهامات التي ساقها وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بضلوع إيران المباشر في استهداف "أرامكو".

وأضاف أن المسؤولين السعوديين، أكدوا أيضا أن منظومة أسلحة إيرانية تم استخدامها في الهجمات التي أدت إلى توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل يوميا.

وذكر "روبرتسون": الآن بدأنا نعرف لماذا وصل المسؤولون في البلدين لهذه الاستنتاجات.. فهناك عدد من الصواريخ سقطت بالقرب من الصحراء شمال السعودية وبعضها لم ينفجر".

وتابع: "ربما أعطت هذه الصواريخ المحققين الأمريكيين والسعوديين الفرصة لفحصها والحصول على تفاصيل واستنتاجات تتعلق بتحليل الأدلة الجنائية على أن أصل منظومة الأسلحة المستخدمة في الهجوم يعود إلى إيران".

وأضاف أن التفاصيل الأكثر أهمية التي ظهرت، وفقا للمحققين السعوديين والأمريكيين، أن لديهم اعتقادا بدرجة احتمال كبير أن الطائرات المسيرة التي تحمل صواريخ كروز انطلقت من قاعدة في إيران، بالقرب من الحدود العراقية ومرت عبر المجال الجوي للكويت.

ونقلت "سي إن إن" الأربعاء، عن مسؤول أمريكي قوله إن أجزاء من الأدلة التي عثر عليها كانت دائرة كهربائية كاملة، وهي جزء من صواريخ فشلت في ضرب أهدافها، وتظهر المسار المحدد.

وذكرت الشبكة الأمريكية وفقا لمحللين، أن إيران تمتلك صواريخ هي الأكثر تطورا في المنطقة، ومنها صواريخ كروز.

وأوضحت أن "هذه الصواريخ المعدلة على طرازات سوفييتية سابقة يمكن إطلاقها من منصات متحركة وتسافر بسرعة تعادل سرعة الصوت، لكنها تحلق على ارتفاعات منخفضة جدا تكاد تعانق الأرض للتخفي عن الرادارات لمئات الأميال".

وتعرض مجمعا "بقيق" و"خريص" النفطيان شرقي السعودية، السبت، إلى هجوم قالت الرياض إنه تم بطائرات مسيرة، فيما تبنى الحوثيون المسؤولية عنه.

وقال وزير الطاقة السعودي "عبدالعزيز بن سلمان"، في بيان، إن الهجوم أدى إلى "توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل يوميا، أو حوالي 50% من إنتاج شركة أرامكو".

وفي وقت سابق أمس، كشفت وسائل إعلام أمريكية أن المعلومات الاستخباراتية في واشنطن أشارت إلى أن إيران كانت نقطة انطلاق للهجمات على "أرامكو".

ونقلت التقارير الأمريكية عن مصادر ومسؤولين تأكيدهم أن واشنطن رصدت تحركات في قاعدة إيرانية قبيل انطلاق الهجوم الذي استهدف بقيق وخريص، مؤكدين أن لديهم أدلة ملموسة تتعلق بالصواريخ والطائرات والمواد الكيمياوية وآثار التفجير.