كشف مصدر مطلع، تفاصيل عرض قدمته أبوظبي، لتسوية ملف مجزرة نفذتها طائرات تابعة لها، بمدينة "مرزق" جنوب غربي ليبيا، دعماً لحليفها "خليفة حفتر"، الشهر الماضي.

ونفذت قوات "حفتر" جرائم ضد قبائل التبو المعارضة لها بالمدينة، وأقدمت على حرق 90 منزلاً على الأقلّ وتهجير سكانها.

وتسببت الغارات الإماراتية على المدينة، في مقتل نحو 46 شخصاً وجرح أكثر من 50 آخرين، أغلبهم مدنيون. 

وكانت "مرزق" مركزا لإطلاق العمليات ضدّ قوات "حفتر"، خاصة أن القوات المتواجدة  بها متحالفة مع حكومة "الوفاق" (المعترف بها دوليا).

وقال المصدر إن الإمارات تواصلت مع "التبو" لإرسال وفد تفاوض إلى أبوظبي، قبل أن يعود إلى ليبيا قبل أيام.

والتقى الوفد مع مسؤولين إماراتيين، وكذلك مع الناطق باسم قوات "حفتر"، اللواء "أحمد المسماري"، دون نتيجة، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

وأعلن زعيم التبو، السلطان "أحمد الأول"، في بيان، رفضه لعرض أبوظبي، التي سعت لتسوية ما بدر منها، بعيدا عن الطرق القانونية، مشيرا إلى تلقي وفد القبائل تهديدات بالعودة للقصف الجوي، حال رفض التسوية.

وتتضمن التسوية، 5 بنود، تشمل "إعلان التبو ولاءهم لـ"حفتر"، وإيقاف العمليات العسكرية؛ وإرسال وفد من شرق ليبيا لترسيخ الاتفاق؛ وتكليف كتائب موالية لـحفتر تأمين مرزق لمدة 6 أشهر، وصرف تعويضات للمتضررين".

وأكد المصدر، رفض الوفد التباوي بنود التسوية، مصرا على إضافة بند تقر فيه الإمارات صراحة بمسؤوليتها عن القصف الجوي، وهو ما رفضته أبو ظبي.

وتبحث قبائل التبو، مقاضاة أبوظبي أمام محكمة العدل الدولية حول الانتهاكات التي يتعرضون لها، سواء عسكرياً أو إعلامياً، ومواصلة تحسين العلاقة مع حكومة "الوفاق" التي اتخذت سلّسلة إجراءات تخص "مرزق"، تشمل إعلانها "مدينة منكوبة"، مع ما يترتب على ذلك من منح ومخصصات مادية، ودعمها عسكرياً وسياسياً.

وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت قوات "حفتر" سيطرتها على مدينة مرزق، لكن قطاعا كبيرا من الأهالي، خاصة من "التبو"، أعلنوا رفضهم لوجود قواته داخل المدينة، لتندلع منذ ذلك الحين وعلى نحو متقطع اشتباكات بين مؤيدين ورافضين له من أهالي المدينة.

ويتهم سكان التبو "حفتر" بتسليح بعض الأهالي الموالين له، والإيعاز لهم بالعمل على زعزعة الاستقرار في مرزق.